هى واحدة من نجوم الاوبرا المصرية تعزف على آلة الفلوت، واستاذ فى اكاديمية الفنون وأيضا عضو بالمجلس القومى، وبالاضافة الى ذلك فانها كاتبة وباحثة مرموقة فى الموسيقى ولها ستة مؤلفات مهمة من بينها "فرسان النغم فى السينما المصرية "و"موسيقى أفلام يوسف شاهين" و "على صوتك بالغنا " وغيرها من المؤلفات المهمة.. كل هذا الزخم جعل الحوار مع الدكتورة رانيا يحيى أو "فراشة الفلوت " كما يطلق عليها جعل متنوعا بين الموسيقى والثقافة والسياسة. كيف كانت البدايات مع الموسيقى وآلة الفلوت؟ بدايتى مع الموسيقى كانت مبكرة جدا وقامت أمى بشراء عدد من الآلات البسيطة التى يستخدمها الاطفال وتقدمت للاتحاق بالكونسفتوار بالدراسة النظامية وتركت المدرسة والتحقت وبدأت رحلة مع آلة الفلوت ولم اقم باختيارها بل كنت أريد العزف على البيانو لكن لجنة الاختبار اختارت لى هذه الآلة وتخوفت جدا فى البداية لأنها آلة نفخ لا تتماشى مع بنيانى الجسمانى الضعيف، لكن أول مرة اشوف الآلة شعرت بتحد للنجاح فى هذا التخصص. وآلة الفلوت هى امتداد لآلة الناى المعروفة وتطورت عبر العصور المختلفة وأخذت شكلها الحالى منذ عام 1847 على يد المؤلف الموسيقى الألمانى "ثيوبالد بيم" وتصنف ضمن آلات النفخ الخشبية رغم أنها من المعدن. معظم حفلاتك تحتضنها دار الأوبرا المصرية.. كيف تنظرين إلى هذا الصرح وماذا عن حفلاتك خارج الاوبرا؟ دار الأوبرا هى بيتى الفنى الذى نشأت فيه ومن الطبيعى أن تحتضن حفلاتى لأننى أحد أبنائها وكنت من اصغر العازفين الذين تعاقدوا مع الأوبرا المصرية وقدمت حفلات منفردة بها منذ أول عام تخرجت من معهد الكونسرفتوار، وخرجت من أسرة منضبطة لديها ثقافة موسيقية وكان للأم دور اساسى فى احتضان موهبتنا وشجعتنا على الاهتمام بالفنون بشكل عام. وقدمت حفلات عديدة خارج الاوبرا فى مسارح الدولة ومركز الهناجر وعدد كبير من المراكز الثقافيه داخل مصر وزرت عشرات الدول العربية والاجنبية وقدمت عروضا بها سواء كعازفة للفلوت منفردة او ضمن فريق اوركسترا اوبرا القاهرة التى اشترف بعضويتى بها. هل تتفقين مع القول إن موسيقانا المصرية تمر بأزمة وكيف ترين أوضاع الموسيقى العربية؟ تمر الموسيقى المصرية بأزمة حقيقة ويعود ذلك للاسف إلى السعى وراء الربح المادى من جانب صناع الموسيقى وصار ذلك هو الأكثر وضوحا فى المشهد الفنى المصرى، إضافة إلى زيادة الاعتماد على التكنوجيا مما أثر بشكل سلبى على تصدر الإبداع البشرى فى صناعة الموسيقى، وتمثل ظاهرة ما يعرف بموسيقى المهرجانات وما يصاحبها من صخب وكلمات بذيئة ودون المستوى أحد تجليات الأزمة التى نعيشها ورغم ان تلك السلبية كانت قائمة على مر العصور الا أنها الآن صارت متصدرة للمشهد الموسيقى على عكس ما كان يحدث فى فترات سابقة. ونحن نواجه الإرهاب الذى بدا بالفكر كيف تقيمين الوضع الثقافى المصرى الحالى وما مظاهر القصور به؟ الإرهاب قائم فى الأساس على فكرة ولذلك فإن الحرب الفكرية فى مواجهة الإرهاب ضرورة ونحتاج الى مواجهة فكرية لتلك الأفكار الظلامية، وللأسف فإن الثقافة المصرية تعانى من تراجع منذ فترة طويلة وأصبح المثقفون فى عزلة حقيقية عن الناس والمناخ العام يشهد تراجعا مخيفا والحرب الفكرية تحتاج إلى امكانيات دولة وليس جهد أفراد فنحن نخوض حربا شرسة من الوعى الزائف الذى يتم تقديمه للشباب عن طريق تلك التنظيمات الارهابية واعوانها ونحتاج الى وعى حقيقى لمواجهته وهذا الوعى الحقيقى لن يتحقق سوى باستراتيجية ثقافية شاملة يكون الاعلام جزءا منها وتعتمد على الشفافية وحرية الإبداع والتعبير. وأدعو الى ان يتبنى السيد الرئيس مشروعا قوميا للثقافة المصرية، وأن يكون عام 2020 هو عام لاستعادة مكانة مصر الثقافية وإعادة الروح للشخصية المصرية واتنمى الا يكون ذلك مجرد شعار لكن علينا أن نعمل بجدية لإحياء الشخصية المصرية التى تعانى من كبوة وندق ناقوس الخطر هنا مؤكدين أنه لا يمكن انقاذ روح مصر سوى بمشروع ثقافى لان مظاهر القصور الثقافى عديدة منها غياب دور الدولة عن دعم الإنتاج الفنى وضرورة عودة هذا الدور كذلك استعادة دور قصور الثقافة المنتشرة فى كل قرى ومدن مصر والوصول للشباب فى المدارس والجامعات من خلال فنون راقيه وثقافة مستنيرة وفتح آفاق الحرية المسؤلة للشباب ليعبروا عن انفسهم ولا نكتفى بفاليات ثقافية وهمية لا تصل للناس وتتم فى عزلة شديدة عن الجمهور. هل لديك تصور للخروج من هذا الوضع الذى تعانى منه الفنون الجادة؟. الفنون الجادة لابد أن تقدم فى كل مكان ونتذكر ما قام به العظيم "ثروت عكاشة" عندما اصطحب الفراشات الخمس وهن اول من تعلم الباليه فى مصر وقدمن عروضا لعمال السد العالى لرفع معنوياتهم ولابد من تقديم كافة الفنون الراقية على مسارح قصور الثقافة لإنهاء تلك العزلة بينها وبين الجمهور اتمنى ان يكون فى كل منزل آلة موسيقة لنشر ثقافة تذوق الموسيقى الراقيه بين المواطنين ولن نتمكن من صناعة تنمية او مواجهة الارهاب وتغيير سلوكيات متدنية سوى بالفنون والموسيقى. كفنانة لا يزال لديك احلام تخص مشروعك الفنى واماكن تتمنين العزف فيها.. ماذا عن ذلك؟ اتمنى ان اجوب دول العالم للعزف بسلاح " الفلوت " واكون سفيرة لبلدى وان اقدم عروض الفلوت على كل مسارح مصر وان تنتشر آلة الفلوت وكل الالات الموسيقية فى كل جوانب حياتنا. كيف تنظرين لواقع المرأة باعتبارك عضوًا بالمجلس القومى للمرأة؟ المراة المصرية كانت عبر تاريخها حائط صد ضد اى اعتداء على الوطن وعندما حاولت جماعة الاخوان خطف مصر كانت المرأة فى المقدمة للتصدى لها ويرجع تاريخ المرأة الوطنى الحديث منذ ثورة 1919 التى قدمت خلالها نموذجا للتضحية وشهدت مصر مؤخرا دعما قويا من القيادة السياسية للمراة على كافة الاصعدة وحققت المراة مكاسب عديدة سواء فى التمكين السياسى من خلال التميز الايجابى فى المجالس النيابية او من خلال زيادة نسب المراة فى الحكومة والجهاز الادارى للدولة اضافة الى اهتمام كبير بالدعم الصحى والاقتصادى والاجتماعى ويعمل المجلس القومى للمراة على تعزيز تلك المكاسب وزيادتها وايضا نشر الوعى بقضايا المراة والوطن بشكل عام من خلال حملات التوعية المتعددة. ■ حوار: محمود دوير