65 عامًا من المجد هي عمر العلاقات الدبلوماسية الصينية المصرية، والتي انطلقت رسميًا في الثلاثين من مايو سنة 1956، وقد لعبت العلاقات بين البلدين دورًا محوريًا في تنمية العلاقات الصينية مع الدول العربية والإفريقية، وفتحت الباب للصين لدخول هاتين المنطقتين كشركاء في صنع المستقبل. وباستعراض العلاقات المصرية الصينية خلال تلك الفترة الممتدة فإن ما نراه هو صداقة مخلصة، وتعاون وثيق، حيث يتبادل الطرفان الاحترام والدعم ليحافظا على هذه العلاقة الطيبة التي ازدادت قوةً ومتانةً في ظل قيادتين تؤمنان بالمصير المشترك للبلدين الكبيرين، فقد ارتقى الزعيمان الصيني "شي جين بينغ" والمصري "عبد الفتاح السيسي" بالعلاقات بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربيةإلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات وعلى مختلف المستويات، مع انخراطوشراكةكاملة في مبادرة الحزام والطريق الصينية والتي أطلقها الرئيس الصيني "شي جين بينغ". وظهرت الشراكة المتينة بين البلدين الشقيقين في الكفاح ضد فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19)، حيث دعم الجانبان بعضهما البعض، وصولًا إلى إنتاج لقاح كورونا في مصر، بالاشتراك مع شركة سينوفاك الصينية، والذي سيكون متاحًا في أواخر يونيو القادم، والذي لن يفيد مصر فقط لكن أيضًا الدول الأخرى في إفريقيا والمنطقة العربية، ما يعكس بشكل تام مسؤولية البلدين في مواجهة الوباء. كما أن الشركات الصينيةوالمصرية يمضيان قدمًا في تنفيذ مشاريع مستقبليةمهمة في مصر مثل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة ووسائل النقل والمدن الذكية وعلوم الفضاء وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وغيرها. ومن خلال المتابعة الدقيقة نجد أن الصين تقترب يومًا بعد يوم من قلوب المصريين، الذين زاد فهمهم للثقافة الصينية ومعرفتهم بها بشكل يتواكب مع العلاقات المتميزة على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي، ولا يمكنني هنا إغفال ما رأيته من جهد كبير مبذول من قبل المركز الثقافي الصيني في مصر برئاسة الوزير المفوض والمستشار الثقافي لجمهورية الصين الشعبية بمصر السيد "شي يوه وين" في تحقيق هذا التقارب، وعلى أكثر من صعيد، وبما يربط بين الحضارتين العريقتين الصينية والمصرية، فقد أصبح المركز الثقافي قبلة لكل محبي الصين وخاصة الشباب المصري الراغب في تعلم اللغة والثقافة الصينية. كما يشارك الشباب والشابات في المسابقات التي يطلقها المركز الثقافي الصيني في القصة والترجمة والغناء والموسيقى والشعر والإلقاء والفنون المختلفة، وتقام النهائيات على المسارح الكبرى في مصر، وتشهد الساحة الثقافية لقاءات وندوات معمقة بين المفكرين والأدباء والفنانين من الجانبين وقد شاهدت مع الجمهور المصري الفرق الصينية في العديد من الفعاليات مثل مهرجان القلعة للموسيقى والغناء وهو مهرجان شعبي بامتياز، ورأيت الحضور الصيني بقوة في المناسبات المصرية ومشاركة المصريين المناسبات والأعياد الصينية بتقاليدها وطقوسها الرائعة، ورأيت طلابًا صينيين يدرسون في مصر ومصريين يدرسونفي الصين. ولا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه البرامج الصينية المدبلجة، الأغاني والأفلام والمسلسلات الصينية التي تبث على القنوات المصرية، والبرامج الإذاعية الصينية المصرية المشتركة التيتعكس وجه الصين الحقيقي ورؤاها في كافة المناحي. وأيضًا قامَ الوزير المفوض والمستشار الثقافي لجمهورية الصين الشعبية بمصر السيد "شي يوه وين"بتأليف أغنية عنوانها "يدًا بيد" وقد عبرتكلماتهاعنالتضامنبينالقاهرةوبكين،لافتًاإلىأنالحضارتينالصينيةوالمصريةهماالأقدمعلىمستوىالعالم،ممايستوجبمسؤوليةمشتركةلتعزيزالتبادلالثقافي، وقد حققت الأغنية نجاحًا كبيرًا في جمهورية الصين الشعبية وفي مصر على حدٍّ سواء،وكل ذلك بالتأكيد جَسَّد قوة ومتانة العلاقات بين الصين ومصر. وأرى بحق أننا سنشهد عند احتفالنا بالعلاقات الصينية المصرية في السنوات القادمة المزيد والمزيد من التقارب رسميًا وشعبيًا في ظل قيادة الزعيمين "شي جين بينغ" و"عبدالفتاح السيسي".. وكل عام مصر والصين أكثر قربًا.