رسائل موجهة من الرئيس الصينى (شى جين بينغ) لمصر والعالم فى عالم ما بعد (كوفيد-19): نحو تشكيل نظامى (الحوكمة العالمية والحكومة العالمية) و (نظام حضارى دولى جديد) بقيادة الصين تحليل الدكتورة/ نادية حلمى أستاذ مساعد العلوم السياسية بكلية السياسة والإقتصاد/ جامعة بنى سويف- مصر. خبيرة فى الشئون السياسية الصينية- محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا ربما أتت الذكرى السنوية يوم 30 مايو لإقامة العلاقات بين مصر والصين، لزيادة التأكيد على دور الصين لخدمة القضايا الإنسانية الملحة فى مصر والعالم، خاصةً مع بعد حقبة “كوفيد-19”. وكان ذلك متوازياً مع شهدناه فى السنوات الأخيرة من مدى التحول فى كافة مؤسسات الدولة المصرية، والمجتمع المدنى، فضلاً عن المؤسسات الصحفية والإعلامية بالإهتمام بالعلاقات مع الصين التى تعد من أهم الدول فى العالم التى ترتبط مصر معها بعلاقات شراكة إستراتيجية. ونجد أن التضامن بين مصر والصين زاد للغاية خلال فترة تفشى وباء كورونا، والتى نتج عنها تضامن مصر والرئيس (السيسى) مع الصين من خلال إرسال شحنة مساعدات تقدر بعشرة أطنان من المعدات واللوازم الطبية، ثم إرسال الصين لاحقاً 3 شحنات للجانب المصرى كمساعدات طبية على مراحل، وما تمخض عنه من تأسيس (مصنع الكمامات المصرى – الصينى المشترك) بخبرة مشتركة بين الجانبين خلال شهر مارس الماضى، والذى ينتج بمعدل 5 خطوط أكثر من نصف مليون كمامة يومياً، مع البحث الحالى لإمكانية زيادة تشغيل عدد الخطوط كى تغطى مصر والمنطقة. وهو ما أكده السفير الصينى فى القاهرة (لياو لى تشيانغ) من دعم بلاده الثابت لمكافحة مصر وباء كورونا المستجد “كوفيد-19” بإجراءات عملية تعكس بشكل كامل عمق الصداقة بين البلدين. وكدليل على عمق المحبة بين مصر والصين، فلقد أطلق “المركز الثقافى الصينى” ومديره الصينى النشيط الدكتور/ صخر (إسمه العربى) وإسمه الصينى “شى يوه وين” بالقاهرة لأغنية جديدة، بعنوان: “يداً بيد”، والتى تؤسس لتدرج مراحل بداية علاقات مصر والصين على مدار ال 64 عاماً الماضية حتى الآن. فالتضامن بين مصر والصين، خاصةً بعد أزمة (كوفيد-19)، يؤكد أن الدولتين تشعران بمسؤولية مشتركة لمواجهة التحديات التى تهدد البشرية، ولهما منظور مستقبلى متشابه لمصير العالم. هذه العوامل تمنح البلدين الصديقين فرصاً وفيرة وآفاقاً مستقبلية كبيرة لتعزيز وتوسيع التعاون بينهما، من أجل الدفع قدماً فى تأسيس مجتمع بشرى يسوده (المصير المشترك)، وهو ما يؤكد عليه دوماً الرئيس الصينى “شى جين بينغ”. وبصفتى أستاذة فى العلوم السياسية، بما أمتلكه من خبرة أكاديمية فى (تحليل مضمون الخطابات السياسية للرئيسين “السيسى” و “شى جين بينغ”). فلقد أمكننى خلال قيامى بأبحاث منشورة سابقاً فى تحليل (أوجه التشابه بين خطابات الرئيسين المصرى والصينى)، ومدى إتفاقهما، خاصةً مع ترحيب الرئيس “السيسى” برؤية نظيره الصينى فى إنشاء نمط جديد من العلاقات الدولية، تهدف إلى بناء مصير مشترك للبشرية سيعود بالمنفعة على كل مصر وكافة بلدان وشعوب العالم، ومن ضمنها بلدان وشعوب الشرق الأوسط. وهى تقريباً أهم محاور خطابات الرئيس “السيسى” بعيداً عن الصراع وإعلاءاً لمبدأ التعاون بين الجميع، وهو ما يثبت أن لهما منظور مستقبلى متشابه لمصير العالم. وربما جاء إختيارى لهذا المدخل للكتابة عن الأسس المعاصرة لعلاقات مصر والصين ما بعد (كوفيد-19)، لأننى واثقة أن جميع الكتابات ستعيد تأكيد تواريخ العلاقات بين مصر والصين، ولكننى آثرت أن أبدأ ب (المستقبل)، بحديثى – ربما المختلف – عن خطابات الرئيس الصينى “شى جين بينغ” فى بناء (حوكمة صينية عالمية) تلعب فيها مصر دوراً حتمياً نظراً لموقعها وعمق علاقاتها بالصين من ناحية، فضلاً عن إستضافة مصر لفاعليات منتدى “الحوكمة ورؤية مصر 2030″، تحت رعاية مصرية – صينية مشتركة، وإعتبره الخبراء الصينيين فى حينها أنها تأسيس ل “منتدى الحوكمة الصينى – المصرى” المشترك، بالتعاون مع “مجلس الوزراء المصرى” خلال زيارة وزير الخارجية الصينى السيد/ وانغ يى إلى القاهرة فى يناير 0202، ومن ناحية أخرى فإن حديث الرئيس “شى” عن (قيادة الصين) من أجل “تطوير حضارات العالم”، فربما هذا الأمر، لا يخلو من “الإيحاء” بوجود “مسئولية مشتركة” مصرية – ، فقد عمدت وتحليلها ومن أجل فهم أعمق للفكرةصينية، بصفتهما أقدم حضارتين فى التاريخ. ى وضع نقاط (مختصرة وموجزة) حتى يتسنى للجميع قراءة ما بين الباحثة المصرية عل . التالية السطور لتشكيل نمط “حوكمة تعميم شكل “الحوكمة الصينية” على العالمأولاً: -عالمية” تديره الصين وفقاً لرؤية الرئيس الصينى “شى جين بينغ” عند الحديث عن شكل “الحوكمة العالمية” التى تطالب بها الصين، وما يرتبط بها من تشابك وترابط مؤسسات وأجهزة العالم لتشكيل ما يعرف ب “الحوكمة العالمية”، وإعلان الرئيس الصينى “شى جين بينغ” عن مسئولية الصين صراحةً من أجل “تطوير حضارات العالم وتنوعها” كطرح جديد من قبل الرئيس “شى”، وأعاد تأكيده خلال المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى فى أكتوبر 2017، كبداية لمرحلة دقيقة وبالغة الأهمية لإنجاز بناء أسس مجتمع الحوكمة والحكم الرشيد فى الصين على نحو شامل وفق مبادىء الإشتراكية ذات نظام فى وستقوم الباحثة هنا بالتركيز على أهم إنجازات الصين للعالم .الخصائص الصينية )، وفقاً للأسس19-، وإمكانية تعميمها على مصر والعالم ما بعد (كوفيد”الحوكمة الصينية” :التالية 1) يقوم نظام الحوكمة الصينية والحكم الرشيد على سمات “الإشتراكية ذات الخصاص الصينية”، وتأكيد أهداف الحزب الشيوعى الصينى والحكومة الصينية فى المستقبل، ورفع قدرة الحزب الشيوعى الصينى على إدارة الدولة، وممارسة السلطة على نحو متساوٍ وقانونى، مع التمسك بالتخطيط الموحد للوفاء بحاجة الشعب الصينى إلى حياة أفضل بل ومساعدة العالم. 2) ربطت القيادة الصينية مؤخراً بين “الحكم الرشيد” و “الحفاظ على سلامة البيئة”، وتحسين النظام الإيكولوجى والبيئى، والتسمك بسياسة خارجية مستقلة وسلمية، ودعم “بناء رابطة المصير المشترك للبشرية”. 3) وقدمت الصين وقيادات الحزب الشيوعى الصينى من خلال تبنى نظام الحكم الرشيد والحوكمة للمجتمع الدولى الخبرات حول مكافحة فيروس كورونا الجديد، من خلال إسراع اللجنة المركزية للحزب لفرقة قيادية لمواجهة إنتشار الفيروس. وقد تولى الرئيس الصينى (شى جين بينغ) بنفسه، بإعتباره الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى توجيه أعمال مكافحة فيروس كورونا الجديد بنفسه، مما أسهم فى بناء نظام متكامل للوقاية من الفيروس ومكافحته، مع التركيز على مدينة ووهان مصدر تفشى الوباء، والأماكن الأخرى فى هوبى، ومكافحة الفيروس بشكل شامل ومتعدد المستويات تحت قيادة الحكومة المركزية للحزب الشيوعى والحكومات المحلية، وإتخاذ إجراءات حامسة لدفع أعمال الوقاية من الفيروس ومكافحته بشكل علمى ومنظم ودقيق، وخوض المعركة ضد فيروس كورونا الجديد بمشاركة كل الصينيين. 4) ونجد أن تجربة الصين ملهمة للبشرية، خاصةً إذا ما علمنا بأن الحكومة الصينية تعمل حالياً حول تطوير منصة شبكة الإنترنت الصناعية حول العالم، خاصةً لدول الحزام والطريق، إضافةً إلى تحديث مناطق نموذجية جديدة لتنفيذ إستراتيجية “صنع فى الصين 2025”. 5) ولا يجب أن ننسى إعلان الصين عن (مبادرة الحزام الصحى، والتحول الرقمى الجديد خاصةً فى عالم ما بعد كورونا) لخدمة العالم، وتأكد أهمية تطوير تقنيات وتكنولوجيا الذكاء الإصطناعى والجيل الخامس من تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى الصين، (بديلاً عن وغيرها. بل، فيس بوك، مايكروسوفت، آ :مثل)، لشركات التكنولوجيا الإحتكار الأمريكى 6) وربطت الحكومة الصينية بين إمكانية تحقيق (الحكم الرشيد) و (مبادرة الحزام والطريق) حيث وضعت السلطات الصينية عدة محاور لتحقيق الصينية ومدى تأثيرها حول العالم، :سياسات الحكم الرشيد، من أبرزها تحقيق الرخاء المشترك، الحد من الفقر وحياة أفضل، وتحقيق التنمية المستدامة، والمصير المشترك للبشرية. وذلك كله من خلال تفعيل مبادرة الحزام والطريق الصينية وتشجيع المزيد من دول العالم على الإنضمام لها.