علقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية على قرار إيران باستئناف المحادثات النووية مع القوى العالمية الست قائلة: "إن إيران تسعى إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والتي أرهقتها كثيرًا ولن تتراجع في القوت ذاته قيد أنمله عن مشروعها النووي المثير للجدل". وذكرت الصحيفة أن إيران والقوى العالمية الست- الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا- وافقوا بعد ثلاثة أشهر من المفاوضات على عقد سلسلة جديدة من المحادثات حول برنامج طهران النووي المثير للجدل والمقررة في ال26 من الشهر الجاري في "كازخستان" في محاولة هي الأحدث لتجنب أي مواجهات عسكرية قد تثير أزمة دولية وإقليمية. وأوضحت الصحيفة أن الدول الست تحاول إقناع إيران بوضع قيود على برنامجها النووي الذي يقول العديد من الدول أنها تهدف إلى تطوير سلاح نووي، في حين تصر إيران على أن برنامجها يهدف إلى الأغراض السلمية، ولكنها حريصة على تخفيف العقوبات التي أثقلت كاهلها وأوقعتها في أزمة عميقة. ومن جانبه، قال مسئول أمريكي رفيع المستوى أن الإتفاق كان إيجابيًا ولكننا سنرى فيما بعد ما إذا كانت إيران على استعداد للإنخراط بجدية في تلك المحادثات. ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من الدبلوماسيين الغربيين حذروا بشأن جدية المحادثات القادمة، قائلين أنهم لم يشاهدوا سوى القليل من المسؤولين الإيرانيين للإشارة على استعدادهم لتقديم برنامج نووي يتماشى مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد دبلوماسيون أنه في حال عدم إحراز أي تقدم في المحادثات التي من المقرر أن تعقد خلال الأسابيع القليلة القادمة، سيكون هناك انقطاع طويل الأمد في المحادثات نظرًا لإقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الإيرانية المقرره في يونيو المقبل. وفي السياق ذاته، قال "كليف كوبشان" المحلل في مجموعة "أوروسيا" إن المحادثات ستضم مطالب بوقف إنتاج إيران من اليورانيوم متوسط التخصيب الذي من الممكن أن يحول بسهولة وبشكل سريع إلى وقود ذري ومن ثم إنتاج قنبلة نووية، مضيفًا أن الدول الست ستطالب بغلق بعض المنشآت النووية الموجودة تحت الأرض في "فوردو". وأضاف "كوبشان" أن الإيرانيين سيطالبون من جانبهم بتخفيف العقوبات في مقابل تنازلات جزئية، وهو ما سترفضه الدول الغربية على الأرجح. وانتهت الصحيفة قائلة: "لقد هددت إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" وإسرائيل بشن هجمات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا لم يتم العثور على طريقة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي."