رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المفاجأة التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني "على أكبر صالحي" بشأن عقد الجولة القادمة من المحادثات النووية مع القوى العالمية الست في العاصمة المصرية "القاهرة" ليست سوى شكل جديد من أشكال المراوغة السياسية. وأكدت الصحيفة أن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى استغلال اسم مصر لتتلاعب بالغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية حول ما يتعلق ببرنامج طهران النووي المثير للجدل. وأوضحت الصحيفة أنه رغم تأكيد "صالحي" على أن مصر وافقت على استضافة الجولة القادمة من المحادثات، إلا أن "القاهرة" ذاتها لم تطلق أي تأكيدات حول هذا الصدد، فضلاً عن أن القوى الست لم تبدِ رأيها حول هذا القرار، وهو ما يثير الشكوك حول نية طهران في استئناف المحادثات، خاصة مع تأكيد "صالحي" على أن العديد من الدول الأخرى على استعداد لاستضافة المحادثات بما في ذلك كازخستان وتركمانستان وسويسرا والسويد. ومن جانبه، أعرب "مايكل مان" المتحدث باسم ممثل القوى الست، وهى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، عن استيائه وانزعاجه الشديد بما وصفه بأنه تغييرات وتأخيرات متكررة من قبل الجانب الإيراني في وضع اللمسات الأخيرة لتاريخ ومكان الجولة القادمة من المفاوضات. واتهم الدبلوماسيون الغربيون إيران بمماطلتها المتكررة في استئناف المحادثات التي تهدف إلى وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم التي تتصاعد المزاعم والشكوك حولها في تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران بشكل مستمر. وذكرت الصحيفة أنه رغم العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي على إيران كجزء من حملة الضغط للتوصل إلى اتفاق بشأن القضية النووية، إلا أن القادة الإيرانيين أكدوا أنهم لن يرضخوا لتلك الضغوط حتى مع اعترافهم بأن العقوبات ألحقت ضررًا جثيمًا باقتصاد البلاد.