قالت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية إن إيران أصبحت أكثر تواضعًا ومرونة وعلى استعداد لتقديم بعض التنازلات من جانبها أثناء المحادثات التي ستجريها القوى العالمية معها اليوم الثلاثاء في تركيا حول برنامج إيران النووي المثير للجدل، خاصة بعد أن أثقلت عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية كاهل طهران وألحقت ضررًا كافيًا باقتصادها. وذكرت الصحيفة أن القوى العالمية الست –بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية وروسيا والصين- التي تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق جدي مع إيران بشأن برنامجها النووي ومزاعم تطوير سلاح نووي، وهي الفكرة التي ترعب إسرائيل بوصفهما جارتين في منطقة الشرق الأوسط، ستعقد اجتماعًا مباشرًا اليوم في إسطنبول. حيث ستلتقي "كاثرين آشتون" رئيس الإتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والوسيطة بين البلدان الست مع "سعيد جليلي" رئيس المفاوضية النووية الإيرانية لمناقشة المحادثات المعقدة والتي لم تحرز أي تقدمًا في الآونة الأخيرة. وأوضحت الصحيفة أن "آشتون" بشكل أكثر تحديدًا ستطلب من "جليلي" تقريرًا واضحًا حول ما إذا كانت بلاده مستعدة لتغيير المقترحات التي تم تقديمها في وقت سابق ولم تبدي أي نفعًا ولم تكن مثمرة وقبول مقترحات أخرى من شأنها أن تحفز المحادثات وتدعو إلى المضي قدمًا. ومن جانبه، قالت "فيكتوريا نولاند" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "إن محادثات اليوم فرصة جديدة للسيدة آشتون...لنرى كيف يفكر الإيرانييون، والقوى العالمية تحاول تدفئة المناخ العام لتسيير الأمور والتوصل إلى اتفاق نهائي." ولفتت الصحيفة إلى أنه في مناقشات الربيع الماضي، قالت إيران أنها على استعداد لوقف إنتاج تخصيب اليورانيوم المتوسط مقابل إعتراف الدول الست بحق إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى منخفض بالإضافة إلى تخفيف عبء العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، لكن القوى العالمية لم تبدي موافقتها على هذا العرض مما أصاب المحادثات بحالة من الركود. واستطردت الصحيفة لتقول أن الأزمة الإيرانية النووية خلقت مأزقًا دبلوماسيًا ووضعًا حرجًا بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" خاصة بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" فشل المحادثات والمفاوضات مع إيران وحاول الضغط على أمريكا لوضع خط أحمر لبرنامج إيران النووي. وقال بعض المسؤولين الإيرانيين أن الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" سيكون أكثر مرونة بعد الإنتخابات الرئاسية مما يوحي بأنهم لا ينووا تقديم أي حلول جوهرية أو ملموسة حتى ذلك الوقت.