عن الادارة السياسية والأمن أتحدث، وباعتبار أن المسئول السياسى، سواء كان رئيساً أو ملكاً أو وزيراً أو غيره هو فى البداية والنهاية إنسان، وعلى مستوى الانسان العادى منا عندما يفشل فى ان يكون ناجحا ومؤثرا بآرائه وفكره فى غيره أو فى محيطه - وهو ما يتجلى بشكل واضح فى نهايات الكثير من خلافاتنا - فلا يجد الواحد منا بدا من استخدام يديه فى فرض ما يريد وقتما يريد، هكذا حينما نرى اليوم قيادة هزيلة فاشلة وقوى تزعم أنها سياسية وهى أبعد مايكون عن الحس السياسي أو الخبرة السياسية، تتشدق دائما بالحوار ولا تصدق فيما تعد به بل تتصرف عكسه تماما، وبالنظر إلى إدارة دولة بحجم مصر لابد أن يستدعى فى أذهاننا ركائزها الحضارية وأزمنتها الثقافية التنويرية التى أبهرت العالم منذ آلاف السنين ولا تزال، لكن وبمزيد من القهر والأسي فإن الادارة الحالية تعيد امتطاء المنهج العقيم الذى كان يجعل من رجل الشرطة كبش فداء لكل أجهزة الدولة فى النظم القديمة، وذات السيناريو يتكرر اليوم وبنفس السذاجة والغباء السياسى تلعب السلطة الفاشلة أو منظريها الذين يحركونها بأيديهم من وراء الستار محاولة بالمثل أن تجعل من رجال الأمن عرائس ماريونت تؤدى دورا ليس لها فيه إلا التنفيذ بالأمر ليكون رجل الأمن هو المسئول الأول عن فشل قيادات ووزارات كاملة غير مؤهلة لا تملك من الخبرة والحنكة السياسية شيئا، إلا أن تتوارى وراء الأمن ليظهر هو فى مشهد عدائى ضد أبناء وطنه، وعلى مر السنوات الماضية سواء قبل أحداث يناير 2011 أو بعدها أن وزارة الداخلية هى التى تتحمل أخطاء كل الوزارات وتجاوزات كل المؤسسات وظلم واستبداد الحكام فهى الوزارة التى يراد من شرعيتها الآن (الحق الذى يراد به الباطل) ولكننا نرى نماذج كثيرة مشرفة وطنية تعى حرمة الروح والدم والوطن ولعلنا إذ نذكر الجوانب السلبية التى لا يد للوزارة فيها سوى طاعة الأمر، لابد بالمقابل بل من الواجب وإحقاق الحق أن نذكر مشاهد إيجابية فى عمر وزارة الداخلية ولعل بعضنا يتذكر الأحمدين أولهما اللواء أحمد رشدى وزير الداخلية الأسبق واللواء أحمد جمال الدين الوزير السابق ويشتركان فى خصيصة مشتركة وضعتهما ضمن الشرفاء الذين رفضوا عداء الشعب وعدم تنفيذ أى أوامر من الادارة السياسية ضد أبناء وطنهم وكثيرون أيضا غيرهما من صغار الضباط الى كبار القيادات فى وزارة الداخلية طوال عهودها لا يقبلون إلا الانحياز لصف أخوتهم المواطنين. لذلك فلا بد على القيادة السياسية ألا تنسى أو تتناسى مهما كانت أن رجل الأمن هو ابن أصيل للوطن فهو من يخرج ليدافع عن أمننا واستقرارنا وهو يحمل روحه على يده دون أن يفكر أو يتراجع ولكنى أرى اليوم أن رجل الشرطة فى موقف لا يحسد عليه، فالهجوم جارف ومؤلم لمن لا يعى المأزق الحقيقى لرجل الشرطة الآن وخصوصا الآن تحت سيطرة قيادة تلغى العقل وتستخدم العضلات.