لم يكن لأحد أن يتوقع يوما أن أماكن المفاعلات النووية ستصبح أماكن سياحية للتنزه والتقاط الصور، ولكن هذا بالفعل ما حدث فى تشيرنوبل، حيث أصبح الآن مزارا سياحيا يرتاده الناس من جميع أنحاء العالم، من أوروبا، وأمريكا، وأسيا. وحسب ماصرح تاترش وهو مرشد سياحي يبلغ من العمر 38 عاما لمجلة دير شبيجل فإنه يكسب قوت يومه من كونه مرشدا سياحيا في هذه المنطقة الملوثة التي توجد حول المفاعل الذي شهد حادث تسرب نووي الأخطر من نوعه على مستوى العالم في 26 أبريل 1986. وقد أدى الحادث آنذاك إلى فرار نحو 130 ألف شخص من المنطقة وانتشر الغبارالمشع القاتل فى جميع أنحاء المكان مما أدى إلى فرار العشرات ووفاة المئات بسبب المواد المشعة مثل مادة السيزيوم التى سممت المياه والتربة والهواء. الآن وبعد 25 عاما الناس يأتون من جميع أنحاء العالم طواعية كى يزوروا هذا المكان الملوث. أشارت المجلة إلى ما ورد على لسان إحدى السائحات تدعى مارجريتا وهى فى منتصف العشرينات من عمرها إيطاليه الجنسية حيث قالت: إنها اختارت أن تأتى لزيارة هذا المكان على الرغم من خطر المنطقة صائحة بصوت مرتفع "كل هذه الصبغة التى على شعرى تشكل خطرا على صحتى". تتضمن الرحلة فى منطقة تشيرنوبل جولة بالدراجات فى مدينة بريبيات التى أخليت من سكانها فى أعقاب الانفجار النووى، تكلفة الرحلة حوالى 100 دولار شاملة الغداء فى كافتيريا بمحطة توليد الكهرباء وبعض اللوحات الإعلانية لتوجيه السائحين وتعريفهم بالمنطقة بالإضافة إلى سيارات ميرسيدس مكيفة تقل السائحين إلى الأماكن السياحية، وتليفزيون بلازما لعرض فيلم عن "المعركة الحقيقية فى تشيرنوبل" ودراما بالرسوم المتحركة مثل أفلام هوليوود؛ لذلك أعلنت الحكومة الأوكرانية عن خطط لزيادة الأعداد السنوية للسياح من 60 ألفا إلى مليون سائح. وتساءل الكاتب فى نهاية التقرير: هل سيصبح مفاعل فوكوشيما مثل تشيرنوبل فى يوما من الأيام؟