تتألف سورة التكوير من تسع وعشرين آية، تتوضِّح في تفسير هذه الآيات مقاصد سورة التكوير، والاطلاع على مقاصد القرآن الكريم من العلوم التي توجب الأجر والثواب، ففيه تدبُّرٌ للقرآن الكريم ومعرفة معانيه ومضامينه، وفيما يأتي مقاصد سورة التكوير مرتَّبة كترتيب آياتها: مقاصد سورة التكوير من الآية 1 حتَّى 14: تسرد الآيات الأولى من سورة التكوير علامات الساعة بأكثر من أسلوب شرط واحد، فإذا زال ضياء الشمس، وتساقطت النجوم وغاب بريقها، وإذا تحرَّكت الجبال وسرحتِ الأنعام من غير راعٍ يرعاها وإذا جمعت وحوش الأرض مع بعضها واشتعلتِ البحار وسُئلت البنت الموؤودة أي المقتولة وهي حية، وإذا نشرت أعمال الناس على أعين الأشهاد وإذا السَّماء أزيلتْ وإذا أوقدت نار جهنم واقتربت الجنان، حينئذ ستعلم النفوس ما فعلت في حياتها الدنيا، قال تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ} مقاصد سورة التكوير من الآية 15 حتَّى 29: يقول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ *إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ * وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. تشير هذه الآيات المباركات إلى حقيقة الرسالة المحمدية، وتؤكد إنّه رسول من عند الله تعالى، وأنَّه مؤيَّد بالوحي من الله -سبحانه وتعالى- وتبين أنّ هذا القرآن الكريم ذكر من عند الله -عزَّ وجلَّ- فمن شاء أن يستقيم عليه ويتبع تعاليمه فهو الكتاب الحق والدين الحق، والله تعالى أعلم.