يعدُّ وصف الأهوال المخيفة ليوم القيامة من أهمِّ مقاصد سورة الانفطار، حيثُ تبدأ السورة بذكر ما سيحدث في السموات والأرض من تقلُّبات وتبدُّلات بإذن الله تعالى، كما تصوِّرُ الأحداث الهائلة التي ستصيبُ ما في الكون من كواكب وما في الأرض من مكوِّنات، كأن تنشقَّ السماء وتتناثرُ كواكبها، وتتفجَّر بحار الأرض وتتبعثرُ قبور العباد، قال تعالى في بداية السورة: {إذَا السمَاءُ انفَطَرَتْ * وإِذَا الكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإذَا البِحَارُ فجِّرَتْ * وإِذَا القُبُورُ بُعثِرَتْ}. ومن مقاصد سورة الانفطار الإشارة إلى جحود وفجور الإنسان وإصراره على إنكار يوم الحساب. ومن مقاصد سورة الانفطار أيضًا أنَّها تتحدث عن إنكار الإنسان لدين الله تعالى الذي أنزله على رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ}. كما تبيِّنُ الآيات أن الله سيكتبُ على كل شخص أعماله تلك دون نقصان ودون زيادة عن طريق الملائكة الذين كلفهم الله بهذه المهمة، قال تعالى: {وإِنَّ عَليْكُمْ لحَافِظِينَ * كرَامًا كاتِبِينَ * يعْلَمُونَ ما تفْعلُونَ}. وأشارت آيات سورة الانفطار إلى مصير البشر يوم الحساب عندما ينقسمون إلى مؤمنين ينجيهم الله من عذاب أليمٍ وإلى كافرين سيخلدون في جهنَّم إلى الأبد، قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}. وفي آخر السورة تعظِّمُ الآيات يوم القيامة وتؤكدُ على أنَّ الحكم لله وحده لا شريك له، قال تعالى: {ومَا أدْرَاكَ مَا يومُ الدِّينِ * ثمَّ ما أدْرَاكَ مَا يَومُ الدينِ * يوْمَ لا تَملِكُ نفْسٌ لِنفْسٍ شيْئًا والأَمْرُ يومَئِذٍ للَّهِ}،ويؤكدُ أيضًا في مقاصد سورة الانفطار أنَّ النفعَ والضرَّ بيد الله تعالى أيضًا.