ماذا تبقى من ثورة 25 يناير بعد مرور عامين على قيامها؟.. ماذا تحقق من أهدافها؟ ماذا فعل بها حكامها من العسكر والاخوان؟ كيف كانت البلاد قبل الثورة.. وكيف أصبحت وقد صار هناك فصيل ديني سياسي شغله الشاغل هو السيطرة على مفاصل الدولة؟ ماذا تحقق من شعارات الثورة ومطالب الثوار في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية؟ المجلس العسكري اخطأ في حق الوطن والمواطن عندما تعهد بتسليم السلطة لقوى مدنية منتخبة خلال 6 أشهر.. ولكنه طمع وطمح في الاستمرار على عرش مصر الا أنه تحت ضغوط الثوار والقوى الوطنية والسياسية اضطر الي تسليمه السلطة عقب انتخاب الرئيس محمد مرسي في 30 يونيه الماضي.. اتسمت فترة حكم المجلس العسكري التي امتدت ل 18 شهراً بالتخبط والعشوائية لعدم توافر الخبرة في ادارة شئون البلاد.. ولكن على كل حال تم تسليمه السلطة لرئيس منتخب.. وكان الكل يتوقع من صاحب النهضة ان تنهض البلاد على يديه.. ولكنه خذل الجميع لأنه أبى أن يكون رئيساً لكل المصريين واكتفى بأن يكون عضو الجماعة في مؤسسة الرئاسة ورئيساً لأهله وعشيرته دون سائر المواطنين. الرئيس مرسي وعد وأخلف حين ألزم نفسه بحل مشكلات المرور ورغيف الخبز وتوفير الوقود من بوتاجاز وبنزين وسولار وتحسين حالة النظافة وتحقيق الأمن كل ذلك خلال المائة يوم الاولى من فترة رئاسته.. ولكن بعد مرور أكثر من مائتي يوم.. مازال المواطنون يتقاتلون في محطات الوقود للحصول على السولار وبنزين 80 الطوابير تمتد لمئات المترات أمام المحطات كل ذلك والرئيس يدعي أن المشكلة قد حلت ناسياً أو متناسياً أن الازمة مرتبطة بعدم توافر النقد الاجنبي الكافي لاستيراد الوقود.. مما يعني أن المشكلة ستظل قائمة سواء وزع البنزين بالكوبونات أو ببطاقات التموين أو ببطاقة الرقم القومي.. المشكلة في عدم توافر العملة الأجنبية نظراً لضرب السياحة وانخفاض الصادرات وفتح الاستيراد العشوائي على البحري فيما يمثل ضغوطاً على النقد الأجنبي، والذي أدى لانخفاض الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي لأقل من 13 مليار جنيه تمثل حد الخطر على الاقتصاد القومي ويعرض مصر للافلاس خلال 4 أشهر قادمة ما لم تستيقظ حكومة الدكتور قنديل وتدرك حجم الخطر الذي يتهدد الاقتصاد. ماذا تبقى من الثورة في ظل حكم جماعة الاخوان؟.. الثورة اتسرقت والوطن انقسم بفضل سياسات الرئيس مرسي التي يدعو فيها قولاً بالوحدة وفي حقيقة الأمر هو يعمل على تقسيم الوطن جزء لصالح أهله وعشيرته وجماعته.. وجزء آخر من الثورة والقوى الوطنية وجبهة الانقاذ الوطني الذين يقاومون بشدة محاولات الاخوان السيطرة على كل الوزارات وكل مقاعد المحافظين وكل المقاعد الوظيفية المهمة في القرى والمدن ودواوين الحكومة.. حالة من الاحباط والتشاؤم تسيطران على المواطنين وخوف على الغد بعد أن غاب الأمل.. فليس هناك ما يبشر بغد أفضل والاحوال تتحول من سيئ الى أسوأ، الاحوال الاقتصادية والمعيشية والسياسية والاجتماعية والأمنية.. ماذا فعل الرئيس مرسي وهو المسئول عن ادارة شئون البلاد والعباد؟ وعدنا بالخير الوفير ومئات المليارات تدخل البلاد كاستثمارات تؤدي الى رفع المستوى المعيشي للمواطن وتوظيف العاطلين.. ولكن المليارات لم تأت والبطالة في ازدياد والرئيس وحده هو الذي يرى أن الاحوال تتحسن فهل هو يعيش واقعنا ومعنا؟ أم انه بدأ مشوار الانفصال السريع عن الشعب والذي حققه الرئيس المخلوع في سنواته الأخيرة؟ لقد سيطر الاخوان على مجلس الشورى المرفوض شعبياً وأصبحت لديه سلطة التشريع ويمتلكون السلطة التنفيذية من خلال الرئيس مرسي وحكومته.. ويحاولون الانقضاض على السلطة القضائية وبدأوها في التلاعب في تشكيل المحكمة الدستورية العليا من خلال الدستور، وكذلك تفصيل مرسي لإعلان دستوري يحصن قراراته السابقة للدستور وعزل النائب العام وتعيين نائب خاص مما ادى الى أزمة كبيرة داخل النيابة العامة لا يعلم أحد منتهاها، لن تسرق الثورة ولن يسرق الوطن على أيدي جماعة أو حزب يمثلها لأن هناك شعبا قد فاق من غفوته ولن يسمح باختطاف مقدراته.. انهم يراهنون على اشاعة جو من التشاؤم واليأس بين المواطنين حتى ينفضوا عن صناديق الانتخابات ويتفرغوا لمشاكلهم اليومية.. وهنا يأتي دور الجماعة في الحشد وإعمال زجاجات الزيت وعبوات السكر التي تصل البيوت في ستر من الليل لانتخاب من ينتمون اليهم.. ورغم كل محاولاتهم في السيطرة وتوجيه الرأي العام الا أنهم عجزوا عن تحقيق أغلبية الثلثين في الاستفتاء على الدستور.. والانتخابات البرلمانية القادمة ستعيدهم الى حجمهم الطبيعي. إذا كان الرئيس مرسي جادا في الخروج بالوطن من عنق الزجاجة والطريق المظلم لتحقيق طموحات الشعب فلابد أن يعلن التزامه بتطبيق ما ستتوافق عليه القوى الوطنية من خلال دعوة للحوار ليست كحوار الطرشان الذي دعا اليه ولم يحضره الا أهله وعشيرته وجماعته ومن ينتمون اليهم ويدورون في فلكهم، لابد من الاتفاق على خارطة طريق ملزمة لكل الاطراف حكومة ومعارضة للخروج بالبلاد الى بر الأمان.. احترسوا يا جماعة الخير مصر تعود بكم الى الخلف والانهيار والخراب لن تنتظروا كثيراً حتى تفيقوا من نشوتكم وساعتها سنقول على وطننا السلام!! لابد أن يفهم الاخوان وحزبهم انهم ليسوا أصحاب البلد فكلنا شركاء في الوطن أغلبية ومعارضة.. مسلمين ومسيحيين.. عليهم توفيق أوضاعهم حتى تصبح الفرصة متكافئة بين الجميع.. كفانا انهياراً للوطن على أيديكم فالوطن للجميع.