المشهد الحالي في بعض مدن مصر مأساوي والأوضاع في قلب القاهرة كر وفر وحرب شوارع وقطع طرق وكباري، وسكان ميدان التحرير والشوارع المحيطة يعيشون في رعب دائم، من هؤلاء السكان الموسيقار الكبير محمد سلطان الذي تقع شقته علي كورنيش النيل بجوار أحد الفنادق المطلة علي كورنيش جاردن سيتي، وفي الطابق الثاني لإحدي العمارات يسكن.. أي أنه يقطن في قلب الأحداث المرعبة. تحدث إلينا قائلاً: أعيش في حالة هلع لا أخرج وأغلق جميع المنافذ حتي لا تتسرب الغازات إلي داخل الشقة، وصحتي لا تتحمل استنشاق غازات، نزلت فقط الأحد الماضي في ساعة مبكرة من الصباح للاطمئنان علي السيارة، واكتشفت أن باب الجراج تم هدمه، وصعدت مسرعاً إلي شقتي وقفلت بابي تماماً، وأدير جمعية المؤلفين والملحنين التي أرأسها بالتليفون، وبالطبع لا يزورني أحد منذ فترة ليست بالقصيرة، لأنني أسكن في المنطقة الخطرة، ولا أعلم متي تنتهي هذه الحالة من الرعب ولا أستطيع ترك الشقة، وانتقالي لمسكني بالإسكندرية يتطلب مجهوداً كبيراً، والإسكندرية أصلاً مشتعلة، ولا أستطيع العيش خارج مصر التي أعشقها، وأشعر بحزن شديد واكتئاب علي ما يحدث في وطننا من انفلات أمني خطير وشرطة ضعيفة لا تستطيع مواجهة الخارجين علي القانون. استمعت لخطاب الدكتور مرسي وأقول له قبل حظر التجول عليك أن تدير الأزمة جيداً، وتختار العناصر الصالحة لإدارة الأمور في البلاد، مصر تعيش أزمة إدارة حقيقية، هل يعقل ونحن في هذه الحالة المتردية من الأوضاع الاقتصادية أن يكون رئيس وزراء مصر متخصصاً في الري، واختيار وزراء كل مؤهلاتهم أنهم ينتمون للإخوان، وهذه هي النتيجة، بلد يعيش مأساة حقيقية، لا أمن ولا أمان ولا لقمة عيش، ومواطنين لا حول لهم ولا قوة لا يستطيعون الخروج من مساكنهم لأن رائحة الموت تفوح من الشوارع، الحل من وجهة نظري تطبيق القانون علي الجميع بلا هوادة، لا يعقل أن أجد شباباً صغاراً يقطعون كوبري 6 أكتوبر وخط مترو الأنفاق والسكك الحديدية، ويشعلون إطارات السيارات ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم؟.. هل يعقل هذا؟.. الدولة غابت ومصر تسقط وقيادة الدولة عاجزة والشعب مطحون يعاني من الفقر والغلاء والبطالة والرعب من مجرد النزول، أو حتي مشاهدة الأحداث من شرفة المنزل. أنا حتي لا أستطيع أن أفتح نافذة لمشاهدة ما يحدث، مجرد فتحها يمثل خطراً حقيقياً.. أناشد الرئيس مرسي والحكومة اتخاذ إجراءات حقيقية لعودة الأمن للشارع المصري، كفي ما حدث، السياحة توقفت تماماً والحركة التجارية والنتيجة ملايين لا يجدون حتي الحد الأدني من العيش الكريم، هل قمنا بثورة لنعيش تلك الحالة المتردية في كل شيء؟.. وأقول للأسف الشعب هو اللي اختار الأوضاع الخطيرة التي أعيشها بنفسي كل لحظة، أشعر بحالة حزن شديدة وأنا أجد المنطقة التي أسكنها وكانت تتميز بالهدوء والجمال عبارة عن حرب شوارع وأدخنة تتصاعد من كل مكان، طوال الليل والنهار لو لم يطبق القانون، فإن الشعب المصري كله سوف يضيع، كفانا إهداراً للدماء.. هل يعقل وجود عشرات الشهداء والضحايا كل يوم؟.. قلبي وجعني كفاية كده.