للوهلة الأولى ومنذ عقود زمنية كثيرة عندما تسمع أذناك أحد الأصدقاء أو الأقارب جملة " أنا ذاهب إلى شارع الهرم " تبادره بفعل لا إرادى تصحبه إبتسامة عفوية .. لا سيما وأنه طالما اشتهرت الملاهى الليلية بالسهرات " الحمراء " التي تنتشر و بكثافة على جانبي الطريق الممتد من ميدان الجيزة و نهاية بطريق سقارة السياحي و ميدان الرماية. مع الامتداد العمراني و التطور الذى صاحب منطقتى الهرم و فيصل إمتدت الملاهي اليلية لتشمل أيضًا نهاية شارع فيصل الموازى للشارع الرئيس بنطاق الهرم ، ليتم فتح الحانات بجوار المقاهى و الكافيهات المنتشرة و بكثافة وسط غياب تام للرقابة من الأحياء و شرطة السياحة ، فلا تستطع التفرقة بين الحانة و المقهى أو الكافيه كلاهما يضغى عليه الأنوار الصاخبة ، و تغلق شوارعهم السيارات الفارهة لمرتادى الحانات و الكافيهات من الصبية الصغار دون السن القانونية. القاهرة مساء 23 فبراير الو .. حسام ازيك أخبارك صديقي العزيز .. أهلا بك " كريم " انا قادم إليك في الطريق أنا و أحد الأصدقاء من بريطانيا و نود الجلوس على أحد مقاهي المريوطية. وهو كذلك في إنتظارك ومرحبًا بالضيف العزيز ،، أنا أجلس على مقهى أسفل كوبرى المريوطية ومعى الزميل العزيز " باسل " باتجاه فيصل فقط الزم الطريق الأيمن و استمر بالسير قليلًا ستجدها على اليمين بعد موقف التكاتك و هي ذات أنوار مبهجة وأمامها موقف سيارات. " كريم " تمام أنا في الطريق إليكم. إنتهت المكالمة و أخبرت صديقي " باسل " أن زميلنا " كريم " في طريقه إلينا و معه أحد أقاربه للجلوس معنا على المقهى الأمر الذى لاقى ترحيبًا و سعادة كونه لم يراه منذ أمد بعيد. بعد مرور أكثر من ساعه باسل .. متسائًلا : اتصل به ربما ضل الطريق ؟ حسام .. تمام الو " كريم " أين أنت . ؟ كريم : لقد وصلنا .. نحن أمام الكافيه. حسام .. لا أراك انتظر .. نحن الآن قادمين إليك أنا و باسل فقط انتظرنا. بعد مرور بضعة دقائق .. وصلنا إلى مكان الأصدقاء لنتفاجيء بالصديق و قد دعاه أحد القائمين على احدى الحانات بالدخول ، وفور وصولونا فوجئنا أن الأصدقاء إنخدعوا ، بالمكان و دخلوا بناءًا على دعوة القائمين على حراسة المكان ، وفي مخيلتهم أنه كافيه ، و بعد الجلوس اتضح لهم أنهم داخل أحد الحانات التي تعمل في الخفاء. اضطررنا للدخول للإطمئنان على الأصدقاء ، وهمس أحدهم لنكمل السهرة لنرى ما يدور المكان يبدو أنه هناك العديد من المخالفات التي وجب رصدها. البداية .. فور جلوسك تأتي إليك مجموعة من الفتايات الحاسنات تستقبلك بابتسامة رقيقة ، لجذب انتبهاك ثم تأتى أخرى لتضع المشروبات الكحولية وتتبادل الفتيات الجلوس على الطاولة ، لجذب الإنتباه. لم يقف الأمر عند الجلوس و السهرة الجميلة فقط ، فمنهن من تعطيك رقم الهاتف لربما رغبت في عقد سهرة خاصة ، بالمنزل أو الفيلا خاصتك ، الأمر المنافى للآداب العامة. في التاسعة مساءً بدأت فقرة الرقص و الغناء الإستعراضي ، يصعد المسرح أحد القائمين على المكان ليقوم بالقاء مجموعة من النقود تحت أقدام الراقصة و آخر يقوم بالقاء النقود على الطاولة الخاصة بنا في دعوة لتحفيذ الجلوس على القاء النقود ، ثم يدعوك أحدهم ليبادر بالسؤال إن كنت بحاجه إلى فك نقود لتحويلها فئة خمسة جنيهات ، لا سيما وهي العملة الرسمية داخل الحانة لتحية الراقصة الاستعراضية. جميع الطاولات مكتملة العدد ، لا يوجد تباعد اجتماعي ، لا أحد يرتدى " ماسك طبي " رغم تحذيرات وزارة الصحة المتكررة و التشديد على تنفيذ الاجراءات الاحترازية حفاظًاً على الصحة العامة. كل ما يشغل القائمين على المكان هو جمع النقود و تطبيق الحد الأدنى و رسم دخول الفرد الذي يتراوح ما بين مبلغ وقدره 900 جنيه ل 1200 جنيه دون وجود قائمة أسعار أو شيك يحمل القيمة الضريبية وفقًا للقوانين و اللوائح المتعارف عليها وفقًا لتعليمات وزارة السياحة التي تخضع لها تلك الحانات. اقرأ أيضًا .. 3500 ملهى ليلى تجتذب الشباب وتدمر المستقبل لم يقف الأمر عند جمع الأموال فحسب ، الأمر اللافت للإنتباه و الأكثر سوء هو تواجد صبية دون السن القانوني أقل من 18 عام ، يترددون على المكان ، يدخنون الأرجيلة " الشيشة " الممنوعة بقرار من مجلس الوزراء ، وكذا المشروبات الكحولية الممنوع تقديمها لمن دون السن. إنتهت السهرة و لاتزال الحانات و فتياتها تستقطبن الصبية الصغار للزج بهم في طريق المجهول و دعوات لممارسة الرذيلة و الفجور وسط غياب تام للأجهزة الرقابية المنوط بها مراقبة المحلات العامة و حماية الصحة العامة خاصة وسط جائحة كرونا التي تضرب بلدان العالم منذ عام و أكثر حتى الآن.