خيرا فعل أعضاء الإخوان بعد النزول إلى ميدان التحرير للاحتفال بالثورة... وصوابا قرروا أن يتركوا الميدان يوم الاحتفال بمرور عامين على قيام الثورة ... فليس مطروحا لديهم أن يشاركوا أحدا حدثا لا يعود عليهم بالنفع... وغير مقبول فى فكرهم أن يحتفلوا وسط العامة... إلا إن كان ذلك من يكسبهم واحدا مما يسعون إليه... وغياب الإخوان عن الميدان أمس واليوم ليس اعترافا بأن نصيبهم من الثورة لم يتجاوز جنى الثمار... ولا يعنى الامتناع عن حضور الاحتفال بيوم أسقط الشعب فيه طاغية أنهم حزانى عليه... لكن لأنهم علموا أن الميدان قد يهتف بسقوط النظام ... وأن الميدان قد يغنى أغنية الثورة الشعب يريد إسقاط النظام ... أو قد يتجاوز أحدهم ليرفع صوته مناديا يسقط... يسقط... حكم ال... ساعتها سيكون أمام الإخوان أحد أمرين... الأول أن يهتفوا مع الميدان... والثانى أن يصطدموا بالثوار... والحالتان لا تحققان مصلحة... ولا تقربان من هدف ... ولا تدخلان دائرة السمع... والطاعة. وأخطر ما فعله الإخوان فى يوم الاحتفال بالثورة هو التزام المنازل... لأنهم فصلوا بينهم وبين الثورة... وخاصموا الميدان ... وجعلوا من أنفسهم فصيلا فوق الثورة... وفوق مصر ... ورغم أننى أكتب قبل أحداث الجمعة ... إلا أننى على ثقة من أن الرئيس مرسى لن يشارك ثوار الميدان حفلهم ... وأنه لن يلقى بالا للمحتشدين فى الميدان... ولا فى كل ميادين مصر ... فجميعهم ليسوا أهلا... ولا عشيرة... وليس بينهم إخوانى واحد ... والرئيس يقول إنه رئيس لكل المصريين.... لكنه يرى أن الإخوان هم كل المصريين... فإذا امتنعوا عن المشاركة... توارى خلف مشاغله... وإذا غابوا... اختفى بشخصه وظهر بصورته... فلن يذهب إلى ثوار التحرير إلا مرة واحدة... ولن يخرج لمعتصمى الاتحادية إلا إذا هتفوا بحياته لا بسقوطه... ولا بسقوط المرشد فليست القضية ألا تسقط مصر ... فالأهم ألا يسقط الرئيس... ولا الجماعة... فخروج مرسى من قصر الاتحادية – إن حدث - هو الخروج الكبير للجماعة من واقع تجاوز أحلامهم ... ولا أظنهم يفرطون فيما وصلوا إليه. والإخوان يعتقدون أن المظاهرات تخرج ضد الرؤساء... ورفضا لممارسات أنظمة على رأسها ديكتاتور ... والشعوب تثور مطالبة بتسليم السلطة للشعب... ولا يظنون أن ثورة الشباب فى يناير 2011 لم تحقق أهدافها... فقد وصلوا إلى قصر الرئاسة... وهذا أكبر من كل الأهداف... والإخوان يرددون أيضا هتاف «يسقط... يسقط حكم ال... «لكن فى أوقات محددة... ففى العام الماضى ... وفى نفس المناسبة... احتل شباب الإخوان ميدان التحرير قبل الأوان ... ومنعوا الثوار من النداء بسقوط حكم العسكر ... وهتفوا فى الميدان «الجيش والشعب ... إيد واحدة» ... بعدها بأيام سمحوا لأنفسهم باستخدام « يسقط ... يسقط حكم العسكر « لكن ليس لمصلحة مصر ... لكن لمصلحة أكبر هى الوصول إلى الحكم . عموما ... أصبح معروفا أن الهتاف «يسقط ... يسقط حكم ال ... «ليس ملكا للثوار وحدهم... وليس هتافا لتحقيق المصلحة للشعوب... وخلع الديكتاتور والأنظمة الفاسدة فقط... لكنه يصلح أيضا لتحقيق مصالح أضيق... لكننا فى ميدان التحرير أضيق افقاً... وأكثر حرصا ... وبلا مصالح. وفى يوم الثورة ... أهنئ أمهات الشهداء بفوز أبنائهن بالجنة ... وأهنئ الشعب بذكرى الثورة ... وأهنئ مرسى والإخوان بالرئاسة. Email: