عام ونصف العام مرت، ظلت العلاقة بينهما متضاربة، تارة يقولون إنه ليست له شرعية، ومرة يرتمون فى أحضانه، «الإخوان والميدان» إحدى مسلسلات الفترة الانتقالية، تتبدل الأحوال ومعها يرسو رهان الجماعة، يهتف الثوار: «الشرعية من الميدان»، فيرد الإخوان «جاءوا لنشر الفوضى.. فاحذروهم».. ظل التحرير ممتلئا عن آخره طوال الأسبوعين الماضيين معلنين «أنها الحرب قد تثقل القلب ولكن خلفك عار العرب» ومؤكدين أنهم لن يبرحوا أماكنهم إلا بزوال الإعلان الدستورى المكمل وعودة مجلس الشعب المنتخب، وبينما لم يتحقق أى من الهدفين تم تعليق الاعتصام وسط غضب شباب الثورة فيما كان للجماعة وشبابها رأى آخر. «محمد لقمان» أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين، شارك منذ الأيام الأولى للثورة ولا يجد فيما يفعله الإخوان من مواقف متضاربة أية غضاضة، «فحسبما تقتضى الأمور تأتى التبعات»، فى 19 يناير 2011 عبر السيد عصام العريان -المتحدث الإعلامى للإخوان حينها- «لن نشارك لأن الدعوة للمظاهرة كانت تحتاج لتنظيم أكثر»، فيما يرى «لقمان» أن الأمر لم يكن به أى نوع من الإجبار، فهو قد شارك يوم 26 يناير دون أى موانع. بعد ظهور بواد الثورة غيرت الجماعة موقفها، فقبيل جمعة الغضب بساعات، وعلى لسان الدكتور محمد مرسى -عضو مكتب الإرشاد وقتها- عزمت الجماعة نيتها فى المشاركة، ويقول الشاب العشرينى: ده دليل إن الجماعة كانت موافقة من البداية على المشاركة فى الثورة. ذهب مبارك، وبقيت السياسة، أحداث ملتهبة تُجبر شباب الثورة على العودة لميدانهم، فيما تظل الجماعة ملتزمة الصمت، حتى التقى الثوار بالإخوان فى «25 يناير 2012»، «بانر كبير» مكتوب عليه «العيد الأول للثورة» اعتلى منصة الجماعة التى كان «لقمان» أحد وجوهها معتبرا أن الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة كان طبيعيا وأن مجلس الشعب هو الوحيد -وقتها- القادر على استكمال الثورة، يومها هتف الثوار بسقوط العسكر، فيما يعقب «محمد»:الغريب أن المنصة ذاتها أذاعت سورا قرآنية اعتبرها شباب الثورة ذريعة للتشويش على هتافاتهم المعادية للمجلس العسكرى. «يسقط يسقط حكم العسكر.. أيوه بنهتف ضد العسكر» الهتاف الذى انتقده الإخوان نادوا به تلك المرة وبالتحديد يوم الجمعة الموافق 20 أبريل 2012، حينما قرر اللواء عمر سليمان خوض الماراثون الرئاسى، فى تهديد صريح لمرشح الجماعة -حينها- خيرت الشاطر، «لقمان» المدير التنفيذى لإحدى الجمعيات الأهلية كان يهتف هو الآخر مع أقرانه مؤكدا أن المجلس العسكرى كان يضغط بشدة لتسليم السلطة لمدير المخابرات السابق، فأعلن مع رفقاء الميدان أنه «لا دستور تحت حكم العسكر»، غير أنه بعد أقل من أسبوع لم يوجد «محمد» ولا أعضاء جماعته فى التحرير، فمكتب الإرشاد قد اجتمع بالمشير لحل مشكلة اللجنة التأسيسية.. يعقب الشاب الإخوانى: «التحرير بيت الثورة كلها مش للإخوان بس».