يبدو أنه توجد موجة من الهجمات الخبيثة داخل أروقة مجلس الدولة العريق الذي يتشرف به محراب العدالة المقدس.. فالقضاء هو الملاذ الذي يهرع إلي ساحته الناس جميعا ليلتمسوا فيه العدل والانصاف باعتباره حصن الأمان لمن يداهمه الخوف، وهو سيف الحق، حيث مقومات الحيدة والنزاهة والاستقلال.. فما بالنا بما يدور داخل قضاء المشروعية الآن!؟ وهل يعقل ان تكون هناك جهة محددة تتصور انها المجلس ذاته؟ عفوا لو غضب البعض أو اعترض علي ما أكتبه، ومن حقه ان ينقده لأنني سأصف الصورة الواقعية التي كانت مقلوبة لكل من يشاهدها من قبل، والآن لتصرفات وتحركات، بل واتصالات لثلاثة من المستشارين الأفاضل يتردد ويقال انهم من تسببوا في وقوع »أزمة« بدون »لزمة«! ويعود السبب للرغبة في التحكم والسيطرة علي المواقف والظروف التعاملية، ولذلك كان رفض أسلوب »الملاغية« ولو كان الأمر يتعلق ببعض التعيينات الإدارية! وهذا هو الشيء المرفوض لأن زمن المجاملات انتهي، ولكون مجلس الدولة مازال وسيظل يضم الشوامخ من القضاة، ونحن نفخر بأحكامهم الساطعة حتي الآن.. وأسأل: من كانت له المصلحة في حدوث الانقسامات والاعتراضات بسبب اللائحة الداخلية الجديدة، خصوصاً انه قد حدث الاعتراض والاعتصام أو الرفض لعدم تفعيلها وسريانها؟ ومن عطل إرسالها لعدم نشرها بجريدة »الوقائع« المصرية ولتطبيقها!؟ أقصد من يخاف من الالتزام بها والسير علي نهجها؟ هل بنود اللائحة عبارة عن أصابع الديناميت؟ أو هي كالقنابل الموقوتة؟ لأن الحدوتة أصبحت مكشوفة! ضوابط تنظيمية تتعلق بالعمل ينظر إليها البعض علي أنها »الملل« والتهديد بأنه لا عمل! لائحة صدق عليها قسم التشريع، فكيف يعتقد البعض من السادة المستشارين بأنه تصدق عليها من قسم الترويع أو التشريح، لأن هذا القسم ليس كقسم من أقسام الجراحة بإحدي كليات الطب، ومن يدخل لابد أن يشعر بأن »قلبه« سوف »يطُب«.. عفوا إذا أفصحت بأن هذه اللائحة يعترض عليها المستشارون، وتحديدا من ينتمي للأمانة العامة والمكاتب الفنية ولا يصح ان تكون المهام الوظيفية في هذه الأماكن مؤبدة أو مخلدة! ولابد أن ينأي كل أفاضل المستشارين عن مواقف »المفسدة« التي تثير الشجون والحواديت والكلام والروايات، وحتي التحدث بالهمسات، ولا يجب أن يكون هناك اعتراض، ولو عن طريق التذمر الفلتان.. يا حضرات المستشارين، سيد الموقف لحسم أي أمر من الأمور هو ما تقره الجمعية العمومية لمستشاري مجلس الدولة، لأن قراراتها هي »الشرعية« ولا يمكن أن تسمح أو تقبل أية توجهات أو قرارات تحتية أو فوقية! وكان من الواجب علي المستشار الجليل محمد عبدالغني رئيس مجلس الدولة الحالي ان يحسم الأمور، لأن صالح أعضاء المجلس هو الأهم، بل هو الأعم، لأنه لم يتبق علي فترة رئاسته سوي »شهرين« وليس »دهرين«!! والجمعية العمومية هي سيدة قرارها ورغباتها، والمطلوب دعمها وليس دحرها!! باختصار، لا يصح أن تكون هناك توجهات أو توجيهات للبعض من السادة المستشارين، وسبق ذلك محاولات من خلال تزكيات أو مساندات كمجاملات التعيينات الإدارية للحبايب والأقارب والنسايب والمعارف، رغم انه توجد حالات لم يحظ من تقدم بها للحصول علي وظيفة بالاهتمام، ويكفي ما كانت ستقدم عليه إحدي موظفات المجلس من القدامي التي تقدمت بطلب لتعيين ابنتها، فقوبلت بالرفض، وكادت تقدم علي الانتحار أمام مجلس الدولة، ولا داعي لذكر اسم هذه الموظفة لأن ما تعرضت له هو »المفلسة« أو قل »تفليسة«!! ولن أخجل من أن أتحدث في هذا الخصوص عن حدوتة لموظفة سابقة سبق أن تزوجها »مستشار« في درجة نائب رئيس مجلس الدولة الآن.. وعندما تزوجته طلب منها ان تستقيل، واحتراما لرغبته سارعت بتقديم استقالتها، وبعد العشرة الزوجية التي دامت 17 عاما قام بتطليقها، وابتعد عنها وعن أولادها، واكتفي بسداد النفقة البسيطة حتي لو أرسلها عن طريق إنذار علي يد محضر، ولأن مصاريف الزوجة المطلقة وأولادها لا تكفيها استجارت بمجلس الدولة، والتقت بأحد مستشاريه الكبار، وشرحت المأساة التي تعانيها، وقدمت الأوراق والمستندات، ومن جملتها أوراق خطيرة تضمنت اسطوانة أو قل »سيديهاية« لمشهد من فيلم سينمائي تظهر فيه ممثلة ناشئة وراقصة.. عفوا هذه الممثلة تزوجها المستشار »المطلق« فهل هذا يجوز أو يليق؟ زوجة مطلقة طلبت العودة لوظيفتها ولو بتعيين جديد حماية لكيان أسرة تضم الابن والابنة، ويتم رفض طلب تعيينها!! والله لولا الخجل ولولا القيد الصحفي في عدم ذكر اسم هذا المستشار، لكشفت عن اسمه ولكن هناك ضابطاً يمنعني من ذكر اسم هذا المستشار، حرصا علي السمعة وعدم التشهير والتجريح!! وعليه ألا يوجد »ضمير حي«، أم ان هناك من يقول يا »خيّ«؟! وعفوا إذا كنت قد تطرقت لهذا الأمر لأنني أكتب في النور وبدون أن ألف أو أدور!! عموماً، معذرة إذا كنت قد تطرقت لمثل هذه الأمور لأن هناك من ينتقد الآن أسلوب تعاملات المستشارين وائل شلبي ومحمد الدمرداش والمستشار بصيلة وآخرين، فما بالنا ببعض حواديت وحكايات التعامل الأخري! ولا ينكر أحد أن للعدل معني جليلاً تطمئن إليه النفوس وترتاح إليه الأفئدة، ولذلك يجب أن ننأي عن أي مفسدة، ولأن العدل تصان به »القيم« وتستقي به المبادئ، و»يا طالما« كانت هذه المبادئ نبراسا ونورًا للأحكام حتي لا »أُلام«!! ثم ألم يسبق أن انعقدت جمعية عمومية لمستشاري المجلس يوم 12 مارس الماضي وتم إقرار اللائحة الجديدة رغم محاولات عدم اكتمال أعضائها! ثم كيف يتم تحويل البعض من السادة المستشارين إلي التفتيش القضائي للتحقيق بسبب آرائهم التي أبدوها علي »الفيس بوك« من خلال صفحة تقتصر علي بعض أعضاء المجلس وليس كل الأعضاء.. كانوا يبدون الآراء.. لم يقولوا أو يصرخوا بكلمة »واء« ولكنهم عبروا عن الداء!! عموما يبدو أن رياح التغيير بعد 25 يناير لم تغير شيئا وظلت الأوضاع »فاترة« و»ساكنة«، فمن يريد أن تكون الأوضاع داخل مجلس الدولة »كالعورة«؟ هذا غير مقبول، بل ومرفوض، حيث هناك من لا يرفض الاعتصام إلي أجل غير مسمي لتنفيذ مطالب مشروعة ولا يليق أن تكون في مجلس الدولة الأوضاع المقلوبة! ألا يكفي الترتيب لمؤامرة سحب بعض الاختصاصات من مجلس الدولة لتذهب إلي هيئات قضائية أخري؟! اختصاصات تتعلق بمجلس الدولة وحده دون غيره، لأن هناك من طالب بالأحقية في مراجعة واعداد مشروعات القوانين وكأنه سيتم اصلاح عطب »الكوالين«! يا سادة، الجمعية العمومية لمستشاري نادي مجلس الدولة كانت في حالة انعقاد دائم ومستمر، ولا يصح أن تكون هناك محاولات لإزاحة حقوق تنظيمية وتعاملية ووظيفية مشروعة لتطبق علي جميع مستشاري مجلس الدولة والعاملين بدون استثناء.. وهذه ألف باء التعامل المحترم.. والكرة كانت من قبل في ملعب المستشار محمد عبدالغني والدكتور محمد عطية النائب الأول لرئيس مجلس الدولة والمستشار عبدالله أبوالعز الرئيس القادم وباقي أعضاء المجلس الخاص بالمستشارين منير جويفل والسيد الطحان ورمزي أبوالخير.. وقبل التسديد كان الموقف الحاسم يوم الاثنين الماضي.. كان الاحتجاج والرفض العلني في الدور الرابع بمبني مجلس الدولة، حيث كان رئيس المجلس والكبار يستقبلون المرشحين الجدد في الدفعة الجديدة لوظيفة المندوب المساعد.. طبعا تصاعد الاحتجاج، وكان الموقف اللا متوقع بتوجه المستشار مجدي العجاتي، وكان بصحبته أعضاء الدائرة الأولي بالإدارية العليا في اللحظة التي تواجد فيها المستشار يحيي دكروري رئيس نادي مجلس الدولة.. توجها لرئيس المجلس وعرضا ما يحدث وما هو مطلوب اتخاذه، حرصا علي كرامة وسمعة أعضاء مجلس الدولة بضرورة تنقيح اللائحة واتخاذ الإجراءات الفورية لإرسالها ونشرها في جريدة الوقائع المصرية، وبالفعل وافق أغلبية أعضاء المجلس الخاص وتقرر إلغاء الدعوة لعقد الجمعية العمومية لمستشاري مجلس الدولة التي كان مقررًا لها يوم 26 إبريل القادم وتشكيل لجنة تنقيح اللائحة الداخلية برئاسة المستشار علي فكري رئيس هيئة المفوضين وعضوية المستشارين يحيي دكروري وأحمد عبدالتواب ومنير عبدالقدوس وحسم الأمر خلال أسبوع.. هكذا تم قتل »الفتنة« التي حاول من له مصلحة في اثارتها واشعالها وسجل العقلاء ضربة الجزاء في مرمي الفريق أو قل الفصيل المتذبذب وفازت الحكمة وتحقق منطق العدل والعقل.