رغم وباء كورونا تبقى دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أهم وجهات السياحة العالمية. وعلى الرغم من مناشدة كثير من الحكومات لمواطنيها بعدم الذهاب في رحلات سفر دولية غير ضرورية بسبب فيروس كورونا، إلا أن دولة الإمارات على وجه التحديد، حققت توازنا مقبولا ومتفقا مع الإجراءات الصحية اللازمة، بما يجعلها قادرة خلال الشهور القادمة على جذب ملايين السياح من كافة أنحاء العالم. واتبعت حكومة الإمارات مسارا جديدا لتخفيف قيود السفر على مدى الأسابيع القليلة الماضية دون أن يخل ذلك بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا. وفي إمارة دبي مثلا بدأت كثير من الفنادق مؤخرا في إعادة فتح أبوابها أمام المقيمين بسعة مخفضة تحافظ على التباعد المطلوب وفق إرشادات صارمة، تتضمن إلزام الضيوف بارتداء الأقنعة في جميع الأوقات، وعدم تسجيل الوصول إلى الغرف إلا بعد مغادرة الضيوف السابقين بأربع وعشرين ساعة. كذلك فقد تم السماح لبعض مراكز التسوق والمطاعم في كل من دبي وأبوظبي والشارقة بفتح أبوابها مرة أخرى، شرط أن تتبع قواعد التعقيم وقواعد التباعد الاجتماعي. وكان ذلك دافعا لشركات الطيران الإماراتية لاستئناف رحلاتها إلى وجهات محددة ما ساهم في تحقيق نموا ملحوظا في أعداد المسافرين. وتتضمن إجراءات الوقاية المطبقة حظر جميع الرحلات الجوية المباشرة مع المملكة المتحدة بدءا من يوم 30 يناير الماضي، مع السماح فقط لمواطني المملكة المتحدة بالعودة لبلادهم. كذلك فإن جميع المسافرين إلى دبي، بما فيهم القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، يتم إلزامهم بتقديم إختبار لكورونا لم يمر عليه 72 ساعة، وقد يواجهون في بعض الأحيان إختبارا ثانيا عند الوصول . ويُعفى مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة مما سبق، ولكن سيُطلب منهم إجراءاختبار كوفيد 19 عند الوصول إلى مطار دبي، ويُعفى الأطفال دون سن 12 عامًا والركاب الذين يعانون من إعاقة متوسطة أو شديدة من الاختبار. ولا تقبل السلطات في مطار دبي اعتماد شهادات اختبار تفاعل البوليمراز المتسلسل، والأجسام المضادة، ومجموعات الاختبار المنزلي، ويجب على المسافرين إحضار شهادات "بي سي آر" رسمية مطبوعة باللغة الإنجليزية أو العربية ولا يتم بأي حال قبول الشهادات النصية القصيرة أو الإشارات الرقمية. وتتضمن الدول الخاضعة للإجراءات والمقبول شهاداتها كلا من أفغانستان، أنجولا، الأرجنتين، بنجلاديش، البرازيل، كمبوديا، تشيلي، كرواتيا، قبرص، التشيك، جيبوتي، مصر، إريتريا، أثيوبيا، جورجيا، غانا، غينيا، المجر، الهند، إندونيسيا، إيران، العراق، إسرائيل، ساحل العاج، الأردن، لبنان،مالطا، كينيا، الجبل الأسود، المغرب، ميانمار، نيبال، نيجريا، باكستان، الفلبين، رومانيا، رواندا، روسيا، السنغال، سلوفاكيا، أرض الصومال، جنوب إفريقيا، جنوب السودان، السودان، سوريا، طاجيكستان، تنزانيا، تونس، تركمانستان، أوغندا، أوكرانيا، أوزبكستان، فيتنام، زامبيا، وزيمبابوي. ولا يحتاج المسافرون الذين يمرون عبر دبي من جميع البلدان الأخرى إلى تقديم شهادات اختبار. إن حرص حكومة الإمارات العربية المتحدة على صحة الإنسان، دفعها لتحديد اشتراطات للاختبارات المعتمدة والموصي بها في كافة البلدان، وهو ما يمكن مراجعته قبل السفر إلكترونيا، وتهيب الحكومة بجميع مَن يخضع لاختبار آخر ضروري بعد الوصول إلى دبي، ضرورة الانتظار في الفندق لحين ظهور نتيجة الاختبار وعدم مغادرته. كما تؤكد أنه سيتم في حال ظهور نتيجة الإختبار إيجابية اخضاع الشخص المصاب لإجراءات عزل خاصة وإلزامه بإتباع إرشادات هيئة الصحة بدبي . وبالنسبة للسفر من دبي، فيرجى العلم بأن بعض البلدان تضع إجراءات معينة تخص المسافرين إليها، لذا فإن الرحلات الدولية المتجهة من دبي إلى كوبنهاجن وأمستردام يتم إخضاع جميع ركابها إلى اختبار كوفيد 19 قبل المغادرة، ويمكن إجراءه في مطار دبي في المبنى رقم 3 بمنطقة المغادرة، وتبلغ تكلفة الإختبار 150 درهما للفرد، بالإضافة إلى الضرائب المقررة. وتبلغ تكلفة إجراء الاختبار في المنزل أو المكتب داخل دبي 240 درهما إماراتيا للفرد، وستكون نتائج الإختبارات جاهزة خلال أربع وعشرين ساعة، ويتم إجراء الإختبارات في مراكز برايم الطبية والمنتشرة في دبي: فرع القصيص، شارع دمشق، فرع الشيخ زايد، بالقرب من بنك نور الإسلامي، المركز الطبي الرئيسي، فرع الشارقة، شارع الملك فيصل، فرع المجاز، عجمان، جراند مول، شارع الشيخ خليفة. إن حرص دولة الإمارات على أن تظل وجهة سياحية مفضلة لدى المسافرين، وتوافقها مع النظم والقواعد العالمية لمنع إنتشار وباء كورونا يدفعها لوضع إجراءات متوازنة ومتابعتها بشكل فعال. ومن المعروف أن دبي تتميز باحتوائها على أسواق متنوعة تضم أفخم الماركات العالمية للسلع الإستهلاكية، كما تتميز بالهندسة المعمارية الفريدة من نوعها، وتضم كثير من المرافق الحيوية والترفيهية والسياحية التي تلبي كافة الأذواق. وطبقا لإحصائيات عام 2019 فإن الإمارات تستقبل سنويا نحو 27 مليون زائر، وتساهم السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 180 مليار درهما إماراتيا، من المتوقع أن ترتفع سنة 2027 إلى 234 مليار درهما. ورغم استمرار وباء كورونا عالميا ، يتوقع خبراء السياحة إنتعاش القطاع السياحي في الإمارات وتمكنها من جذب مسافرين وسياح من مختلف دول العالم بما يحافظ على مكانتها السياحة في المنطقة.