رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن إعادة محاكمة الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" وضعت الرئيس "محمد مرسي" على المحك، مشيرةً إلى أن كل من أنصار "مبارك" وكارهيه يؤيدون إعادة المحاكمة حيث يرغب الفريق المؤيد في تبرئته، فيما يتمنى الآخرون إعدامه، مؤكدةً أن الرئيس "مرسي" يجب أن يخاف ويتمنى حكم الإعدام لأن أي نتيجة أخرى من شأنها إشعال الشارع مرة أخرى. وأضاف محلل الشئون العربية بالصحيفة "يارون فريدمان" أن الحكم بإعادة محاكمة "مبارك" و"العادلي" ومساعديه لم يكن مفاجئًا فهكذا هو الحال في قرارات محكمة النقض، مشيرًا إلى أن القرار يعد مصلحة مشتركة لأنصار وأعداء "مبارك" على حد سواء. وتابع "فريدمان": أن هذا القرار يأتي في ضوء الحرب المحتدمة بين الرئيس "مرسي" والسلطة القضائية، زاعمًا أن المسئولين عن القضاء هم بقايا النظام "الفلول" مستندين في تحديهم للرئيس "مرسي" على القاعدة الشعبية العريضة من قبل العلمانيين والجيش والشرطة، وهم على يقين بأن "مرسي" لا يمكنه محاربتهم إلا بالطرق القانونية لكي لا يظهر نظامه أمام العالم كنظام ديكتاتوري. ورأى "فريدمان" أن المعركة هذه المرة باتت أكثر صعوبة من المحاكمة الأولى لمبارك والعادلي، لأن إعادة المحاكمة جاءت بعد انتخاب "مرسي" رئيسًا ومن ثم سيكون له تأثير كبير على نتائجها بتقديم مزيد من الأدلة والقرائن تؤدي إلى إعدام "مبارك"، متوقعًا أن تكون تلك المحاكمة بمثابة مفترق طريق جديد لمصر، متشككًا فيما إذا كان الرئيس "مرسي" يريد ذلك. وأضاف "فريدمان" بأن مؤبد "مبارك" كان حلًا مرحليًا – بين حكم الإعدام والبراءة- نظرًا لأنه كان مرضيًا لمعارضيه وكذلك هدأ من روع من خافوا على حياته، مؤكدًا أن الاستقرار في مصر سيحدث فقط إذا أقرت المحكمة مجددًا حكم المؤبد أو عقوبة مخففة بسبب حالته الصحية. وتابع "فريدمان" بأنه مع ذلك، هناك احتمال لأن تلقي المحكمة بالمسئولية كاملة على وزير الداخلية وتبرئ "مبارك" نهائيًا، مشيرًا إلى أن هذا الحكم لن يرضي غضب الإخوان المسلمين، وتوقع أن يؤدي هذا الحكم إلى إثارة الاضطرابات بين الجانبين المؤيدين والمعارضين لتسقط مصر مرة أخرى في موجة عنف مثلما حدث قبل شهرين. وأضاف "فريدمان" أنه مهما كانت نتائج المحاكمة فإن إعادة محاكمة "مبارك" تؤكد مرة أخرى أن مصر لا تتحدث بصوت واحد، فهناك مؤيدين لمبارك يتظاهرون من أجله باعتباره بطل الحرب الذي خانه شعبه وآخرون يتمنون موته باعتباره خائنًا، مؤكدًا أن فرص "مرسي" في السيطرة بفاعلية على الدولة وإنقاذها من الأزمة الاقتصادية مرهونة بقدرته على التوازن بين المعسكرات وإرضاء كافة الأطراف، ومشددًا على أن تأييد الرئيس بلا حدود للإسلاميين سيضعف قوته لأنه سيحتاج الصوت العلماني أيضًا في البرلمان والانتخابات المستقبلية. وخلص "فريدمان" إلى أن إعدام "مبارك" سيضر بمرسي ويصعد صراعه مع القضاء وربما مع الجيش، زاعمًا أن حكم الإعدام سيضع الدولة تحت شريط القطار وهو ما لم يحدث طوال مراحل الثورة المصرية حتى الآن.