قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن قرار المحكمة المصرية بقبول النقض المقدم من الرئيس السابق "حسني مبارك" ليس مفاجئا ، ورأت أن هذا القرار يعد فى صالح مؤيدي الرئيس السابق ولمعارضيه أيضا ، فمؤيدي "مبارك" يأملون فى حصوله على البراءة ، فى حين أن مؤيدي الرئيس الحالى "محمد مرسي" والإخوان المسلمين يطلبون بتشديد العقوبة ،وسيضيفون على تهم قتل المتظاهرين تهم آخري بالفساد وسرقة المال العام ، وما أسموه "خدمة المصالح الإسرائيلية والأمريكية فى المنطقة" . وقالت إن الحكم سواء كان بتشديد العقوبة أو بتخفيفها ، فلا يوجد شك أنه سيلهب الصدام بين الكتلتين الأقوى فى مصر ،المتدنين والعلمانيين، أو بمعني آخر بين مؤيدي "مرسي" ومعارضيه . وأرجعت "يديعوت" قرار المحكمة إلى الصراع القائم بين الرئيس "مرسي" وبين السلطة القضائية ، والمتحدم منذ صعود رجل الإخوان للسلطة فى مصر ، وإصداره عدة قرارات تمس السلطة القضائية فى البلاد . حيث إعتبرت ان الصراع بين مرسي والقضاة لم يحسم بعد ، حيث أن "مرسي" يحتاج قوة القضاء فى يده لمحاربة فلول النظام السابق ، حيث يري فيها القوة الوحيدة التى يملكها أمام بقايا النظام السابق الذي يملك مراكز قوي بين الشعب ، أيضا يحتاج للقضاء حتى لا يراه العالم نظاما ديكتاتوريا . وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هذه إعادة الحكم فى القضية من جديد يعد معضلة للرئيس الجديد ، فهي بخلاف المرة الأولى فإعادة النظر بها سيتم بعد إنتخاب "مرسي" رئيسا للبلاد ، لذلك فقد يكون لهذا تأثيرا على الأحكام ، حيث قد يقوم رجال "مرسي" والإخوان تقديم أدلة وشهادات إضافية حتى يقودوا مبارك لحبل المشنقة ،لكن هذه الخطوة قد تضع مصر على مفترق للطرق جديد ، وهو أمر لا يبدو ان "مرسي" يريده . وأضافت أن الحكم السابق على "مبارك" كان بمثابة حل وسط ، بدلا عن الحكم بالإعدام ، فهو من جهة قام بتهدئة خصومة ومؤيديه الذين يخافون على حياته ، وإستمرار الإستقرار فى مصر سيكون ممكنا فقط فى حالة قيام المحكمة بالحكم على مبارك بالسجن مرة اخري ، وحتى إن كان حكما مخففا بسبب حالته الصحية . لكن تظل هناك إمكانية أن يلقى الحكم بالمسئولية على وزير الداخلية السابق "حبيب العادلى" وتبرء ساحة الرئيس السابق ، وهو ما سيثير غضب الإخوان المسلمين . وسواء هذا أو ذاك فإن الحكم الذي ستصدره المحكمة سيثير الإضطرابات فى أحد الأوساط ، وسيزيد من تدهور الأوضاع فى مصر بشكل قد يزيد من العنف الذي شهدته البلاد منذ حوالى الشهرين . وأشارت إلى أن برغم من معارضة العلمانيين لنظام مبارك إلا أنه قد خاب ظنهم من حكم الإسلاميين ، وأن مصر بدت تشهد توازن بين المتدينين والعلمانيين فى مصر الآن ، وأن فرص الرئيس "مرسي" للسيطرة على البلاد على نحو فعال وإنقاذ إقتصادها تعتمد على قدرته على رأب الصدع بين المعسكرين وإرضاء كافة الأطراف . وأن الدعم الغير مشروط للإسلاميين من الرئيس "مرسي" سيضعف من قوته ، وانه يحتاج لأصوات المعسكر العلماني فى البرلمان والإنتخابات المستقبلية .