ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأحد ان الرئيس السورى بشار الأسد لا يزال واثقا من قدرته فى السيطرة على الصراع الدائر فى بلاده، مما يلقى بظلال من الشك على نجاح المساعى الدولية المكثفة لإطلاق حوار تفاوضى بشأن إنهاء عملية إراقة الدماء. وقالت الصحيفة - فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى - "إنه على الرغم من أن الرئيس السورى لم يفز فى معركته الدائرة مع قوات المعارضة المسلحة، لكنه لم يخسر على الأقل حتى الان او ما يجعله يشعر بضرورة التراجع عن قراراته بردع الثورة بالقوة والدخول فى مفاوضات من شأنها أن تضع حدا لقبضته الدامية على السلطة وحماية أنصاره من تهديد الانتقام". وأضافت الصحيفة "إنه من الصعب تخيل بقاء الأسد فى هذا الوضع للتمسك بسلطته على العديد من الأجزاء السورية التى انزلقت بالفعل من قبضته حيث حقق الثوار الراغبون فى الاطاحة به انتصارات كبيرة وآخرها السيطرة على قاعدة جوية استراتيجية فى شمال البلاد". وأشارت الصحيفة الى أن حالات القلق والمخاوف تتصاعد حيال المدة التى تستغرقها عملية الاطاحة بالاسد وانهاء هذا الصراع الدامى فضلا عن تكلفته، مما دفع بعض السوريين الى التساؤل عما اذا كانت ثقة الاسد عن حق ام لا وهذا يضفى على حقائق الصراع تعقيدات مرعبة. ونقلت الصحيفة عن صحفى سورى مقيم فى لندن قوله "إن بشار الأسد استخف بالمعارضة والمجتمع الدولى حيث يمارس لعبة خطيرة ويبدو أنه فاز بها نظرا لبقائه الراهن فى السلطة". ورأت الصحيفة "أن أقوال الصحفى السورى مشابهة لأقوال نشطاء المعارضة الذين يشعرون بالقتامة حيال احتمالات قرب انتهاء الأزمة الراهنة"، ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الجيش السورى يعانى من الانقسامات والانشقاقات بين صفوفه ووقوع عدد كبير من الضحايا ، إلا أنه لا يزال يقاتل ومعظم الوحدات الرئيسية مألفة من أعضاء الطائفة العلوية التى ينتمى إليها الأسد. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة " إنه فى حال استمرار الوضع الراهن، فإن الزوال النهائى لأسرة نظام الاسد التى حكمت البلاد 4 عقود يبدو أمرا محتوما".