سلطت صحيفة (جارديان) البريطانية الضوء على مخاوف الأحزاب من أن دعوة الشيخ "طاهر القادري" لمليونية بالعاصمة الباكستانية "إسلام آباد" وتحويلها إلى "ميدان تحرير" جديد، للاحتجاج ضد الفساد يمكن أن تهدد أول نقل سلمي للسلطة في باكستان. وتحت عنوان "الساسة في باكستان يتنفسون رائحة المؤامرة في خطط مليونية الشيخ القادري لعرقلة الانتخابات"، قالت الصحيفة إن هذه المسيرة ضد الفساد السياسي في العاصمة الباكستانية الأسبوع المقبل أثارت الذعر بين الأحزاب السياسية الذين يخشون من أن تكون مؤامرة لعرقلة أول نقل سلمي ديمقراطي للسلطة في البلاد من خلال الانتخابات المقبلة. وأكد "طاهر القادري"، الزعيم الديني الذي عاد إلى باكستان الشهر الماضي بعد سنوات من العيش في كندا، إنه سوف يحول العاصمة الباكستانية "إسلام آباد" إلى "ميدان التحرير"، قلب ثورة 25 يناير المصرية عام 2011. وقال الشيخ القادري للصحيفة: "إن هذه المليونية لن تكون لمدة يوم واحد وتنفض بعد ذلك، ولكننا سوف نجلس هناك حتى يتم الوفاء بجميع مطالبنا بحيث يمكن ضمان أن الانتخابات، حتى نكون منصفين، صادقة وخالية من جميع ممارسات الفاسدة." وأضاف "القادري" إن مطالبه للإصلاح من شأنها أن تحقق "ديمقراطية حقيقية"، وتشمل تعيين حكومة مؤقتة من غير المعينين سابقًا من السياسيين الحاليين، وعدم صلاحية أي من المرشحين البرلمانيين الذين خالفوا القانون أو لم يدفعوا الضرائب المستحقة عليهم، وأصرّ "القادري" على أنه من الممكن تحقيق جميع مطالبه دون الحاجة إلى تأجيل الانتخابات. ولكن السياسيين غير مقتنعين بهذا، ويخشون من أن وجود مئات الآلاف من المحتجين في العاصمة يمكن أن يخلق ذريعة إما لاستيلاء الجيش على السلطة أو على الأرجح، إنشاء حكومة انتقالية تكنوقراطية تُعين إلى حد كبير من قبل الجيش الذي يمكن أن يبقى في مكانه لفترة أطول كثيرًا من ال90 يومًا مثلما يسمح الدستور.