30% حصة من الشركة مستهدف طرحها بالبورصة 2021 لا تتخطَ فصلًا، واحرص على كتابة صفحاتك بسطور مضيئة، فالسعادة التى تستحقها، والمغامرة التى خضتها رحلة لن تتوقف، فأنت أصل كل ما يفعل، واعلم أن قيمتك لا تتغير مهما مرت عليك أوقات التعثر, فثقتك بنفسك تجعلك قادرًا على رؤية نجاحك.. وهكذا محدثى شغفه بما يعمل، يقوده إلى ما يريد. إذا أردت إبداعًا، فليس أمامك سوى مواجهة المخاطر، فكلما تجاوزت الصعاب، شعرت بقدر أكبر عند تحقيق أحلامك، بمنطق لا تقبل بمكانة أقل من التى يمكن تحقيقها، وأنك لا تخسر إلا إذا توقفت عن التميز كانت مسيرة الرجل منذ صباه. عمرو فاروق رئيس مجلس إدارة شركة تايكون القابضة للاستثمارات المالية... للمغامرة فى مفرداته مفهوم خاص يبنى على مواجهة مباشرة مع التحديات والعقبات، لا ينظر إلى الوراء إلا لاستكشاف ما قطعه من طريق، الأمل يلازمه طوال مسيرته، الاعتماد على النفس، والالتزام بالعمل سر وصوله إلى القمة. لوحة فنية جميلة، تبعث الراحة والهدوء تتصدر المكان، عند المدخل الرئيسى تبدو الزهور والأشجار أكثر العلامات، اللون الرمادى يستحوذ على الجانب الأكبر من الجدران، لما يمنحه من طاقة ونشاط، مجموعة كبيرة من الفازات والتحف، بعضها للشكل الجمالى، والأخرى تسجل ذكريات لفترات مهمة من تاريخ الوطن، شجرة أفراد العائلة تملأ المساحة الأكبر، واعتلاها والده مهندس القوات المسلحة. جهاز صوتى يحمل كل كبيرة وصغيرة تتعلق بخطة عمله اليومية، أجندة ذكريات تسطر سيرة والده، بدأها برسالة شكر وكلمات فخر بقوله «اعلم أنك سوف تكون سعيدًا بما حققته من نجاحات فى عملى، وهذا بفضل ثقتك ودعمك منذ صباى، فأنت من صنعة شخصيتى». يبدو أكثر حماسًا، وجراءة، وهذا جزء من شخصيته، صريح لأبعد الحدود، ولا يخفى تحفظاته، إذا تطلب المشهد ذلك، يحلل الاقتصاد الوطنى بداية من عام 2014، والظروف التى تعرض لها، والإجراءات الإصلاحية، رغم صعوبتها لغير المدركين بأهميته تنفيذها، ولكن تكشف أن هذه الإجراءات كان لها الدور الأكبر فى القفزات التى تحقق على مستويات مؤشرات الاقتصاد الكلية القطاعية، بما أسهم فى تحقيق نمو كبير، وإيجابي رغم تراجعه أثناء جائحة كورونا، خاصة أن الاقتصاد يحظى بالتنوع، بخلاف ظروف المنطقة غير المستقرة سياسيًا فى وقت عانت كثيرًا من اقتصاديات الدول الكبرى. «بدعم المشروعات القومية، وتحرير بعض السلع، والدور الكبير الذى تحقق بقطاع المقاولات، وما يضمه من نحو 70 حرفة، كونه القطاع الوحيد القادر على تحقيق نشاط لحركة الاقتصاد، وتحقق ذلك من خلال بناء المدن الجديدة، ومع انحسار وتلاشى فيروس كورونا سوف يكون الاقتصاد فى مكانة أفضل من حيث النمو»... من هنا كان الحوار. واضح وصريح حتى حينما يبدى مخاوفه وقلقه، حول التربص الخارجى، ومخاوفه من توجيه الصناديق الأجنبية بعدم الاستثمار فى السوق الوطني، ورغم هذه المخاوف وفقًا لقوله، إلا أنها لن تؤثر بصورة كبيرة، على تقدم الاقتصاد، الذى يسير بخطى ثابتة إلى الأمام، فى ظل عدم وجود أية مخاطر أخرى. لكن رغم ما تحقق من إصلاحات اقتصادية وانعكس ذلك على الاقتصاد باعتراف المؤسسات العالمية فإن الجدل لا يزال قائمًا حول عدم انعكاس ذلك على رجل الشارع إيجابيًا. بحماس وثقة يجيبنى قائلًا: «إن ثقافة شعوب العالم الثالث، رغم ما يبذل من مجهود إلا أنه، لا تضع ذلك فى الاعتبار».. وتساءل قائلًا: «بعد كل هذه الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا، وتوفير كل الخدمات والسلع فى ذروة الأزمة للمواطن، وتقديم المبادرات فى صورها المختلفة، كيف يمكن إغفال دور الإصلاح الاقتصادى، وتداعياته الإيجابية»؟ حاول دائمًا إنجاز ما تعتقد أنه من المستحيل تحقيقه، بهذا يكون انطباعه عن دور البنك المركزى فى السياسة النقدية، وما تحقق من أداء مرضٍ بتحقيق الاستقرار لسعر الصرف، ومواجهة غول التضخم.. يقول «يكفى ما اتخذ من قرار بتحرير سعر الصرف، فقد ساعد هذا القرار فى تحسن الاقتصاد، والعمل على الحد من استيراد السلع غير الضرورية، وتوفير مناخ للمنافسة فى الأسواق الأجنبية، فى ظل دعم ملف تصدير السلع والمنتجات للخارج». للتفاصيل أهمية خاصة لدى الشاب الأربعينى، رغم تشابكها لا يخشى الغرق فيها، بل تساعده فى التحليل، يتكشف ذلك حينما يتحدث عن خفض أسعار الفائدة، وتحقيق التوازن بين الخفض والحرص على مراعاة البعد الاجتماعى، حيث إن خفض الفائدة يسهم فى نشاط الاقتصاد، واستقطاب الاستثمار، وفى الوقت نفسه تحرص الحكومة على مراعاة الفئات والشرائح التى تعتمد بصورة كبيرة على عائد الودائع بالبنوك، وهذا يحقق السلام الاجتماعى بين شرائح المجتمع، من خلال حصر بيانات شاملة لكبار السن، وأصحاب المعاشات، وإصدار منتجات مالية وشهادات ادخارية بفائدة مناسبة، بحيث تخصص لهم فقط، مع ربط طبيعة العمل التى كان عليها قبل الإحالة إلى المعاش، بما يضمن عدم قيام أسرته وأولاده بإيداع أموالهم فى حسابه، والاستفادة منه. الإيمان بالعمل، والالتزام، والعدالة من السمات التى اكتسبها من والده، حينما يتحدث عن الاقتراض الخارجى ترتسم على ملامحه علامات الحيرة، هل مع أم ضد، لكن سرعان ما يفصح عما بداخله قائلًا إن «الظروف الاستثنائية التى شهدها الاقتصاد، بسبب تداعيات الثورة دفعت الحكومة إلى انتهاج هذه السياسة، ثم كانت جائحة كورونا، التى كان على أثرها تراجع السياحة، أحد أهم مصادر الدخل». إذن أنت من المؤيدين لتشجيع الاقتراض الخارجى؟ بحماس شديد يرد قائلًا: «نعم، ولكن بشروط أن هذه الأموال توجه إلى المشروعات القادرة على تحقيق عوائد أعلى من فائدة القروض، حيث إن هذه القروض طالما تحقق نموًا للاقتصاد من خلال الاستثمار، وتسهم أيضًا فى الحفاظ على الاحتياطى النقدى، فلا خوف منها، خاصة أنه لا يوجه للاستهلاك وسد عجز الموازنة». أن تعبر خطوة إلى الأمام فهذا نجاح، وهذا ما حدث مع أسعار الصرف، وفقًا لتحليله، حيث نجح البنك المركزى فى تحقيق استقرار لسعر الصرف، مع تراجع الاستيراد، ونشاط التصدير، بالإضافة إلى أنه بمجرد تحرك الاقتصاد العالمى، سوف تشهد السياحة نشاطًا كبيرًا، وزيادة إيرادات قناة السويس، وهو ما يعزز قوة العملة الوطنية. السعى للنجاح مهما كانت الظروف من الصفات التى لا غنى عنها فى منهجه، ونفس الأمر حينما يتحدث عن السياسة المالية، يعتبر أنها مضطرة إلى الاعتماد على الضرائب فى إيراداتها، كغيرها من الدول الأخرى، وزيادة الإيرادات تتحقق مع ضم القطاع غير الرسمى فى منظومة الدولة، وهو ما تسعى إليه الدولة من خلال التحول الرقمى، وتطبيق الشمول المالى. رغم كل الجهود المبذولة من الدولة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات فإن الأرقام فى السنوات الثلاث الأخيرة لا تتجاوز 8 مليارات دولار، نصفها استثمارات بترولية.. فلماذا؟ لحظات صمت تمر يكسرها عودة الرجل للحديث قائلًا إن «الدولة نجحت فى توفير كل الإجراءات لاستقطاب الأموال الأجنبية، ولكن لابد من اكتمال هذه الإجراءات من خلال العمل على سرعة تأسيس المشروع فى ساعات محدودة، مثلما يحدث فى العديد من دول المنطقة، مع تهيئة بيئة متكاملة ومناسبة للاستثمار، بعيدًا عن بيروقراطية الحكومة». محطات عديدة مر بها الرجل لم تكن مفروشة بالورد، اكتسب منها خبرة كبيرة، يتكشف ذلك عندما يحدد قطاع البترول والغاز الطبيعى كونه القطاع القادر على قيادة قاطرة النمو، والمساهمة فى التنمية المستدامة، بسبب العديد من الاكتشافات البترولية، ودورها فى توفير العملة الصعبة، وسد متطلبات السوق المحلى، ليس هذا فقط وإنما أيضًا السياحة، باعتبارها من القطاعات المهم لتعزيز الدولار، وكذلك العمل على دعم قطاع الطاقة البديلة، لدوره الكبير فى التنمية خلال الفترة القادمة. رغم الجدل المثار بين الخبراء والمراقبين حول دور القطاع الخاص، وما قدمه للاقتصاد، فإن محدثى له رؤية تحليلية خاصة تقوم على أن الدولة وفرت كل الدعم والمبادرات للقطاع الخاص، وشركات، خاصة فى أزمة كورونا، وهذا لا يمنع أنه على الدولة توفير بيئة تنافسية للقطاع. يظل ملف برنامج الطروحات الحكومية الشغل الشاغل للشاب، حيث يعتبر أن الفرصة قائمة لطرح شركات الحكومة بالبورصة، فى ظل السيولة المتوافرة بالسوق. لا يخفى انحيازه الكامل لمجال صناعته بسوق المال، والدور الذى يأمله حتى تستعيد البورصة ريادتها فى المنطقة، من خلال العمل على إلغاء الضرائب المفروضة على البورصة بكل أشكالها، وكذلك سرعة تفعيل آلية «الشورت سيلينج». فى مشواره استطاع التغلب على الخوف من ارتكاب الأخطاء، فنجح فى الوصول إلى ما يريد، لم يناسبه العمل الحكومى، فكانت مغامراته الناجحة، التى كللت بتأسيس شركة عملاقة فى صناعة سوق المال، وبروح الفريق الذى يؤمن به كان للشركة شأن، منذ اليوم الأول كان النضال ضد العقبات شعاره، استطاع بفريق الشركة تحديد استراتيجية طموحة، تقوم على 6 محاور تتمثل فى ضم الشركات التابعة والمتمثلة فى تايكون لإدارة المحافظ والصناديق، وتايكون للأوراق المالية، للكيان شركة تايكون القابضة، التى تحتوى على رخصة تغطية وترويج الاكتتابات، بالإضافة إلى رخصة أمين الحفظ، ليكون رأس مال شركة تايكون بعد ضم هذه الشركات التابعة نحو 100 مليون جنيه. ليس من قبيل المصادفة أن يحصد ثمار تعبه، جهده ورغبته فى الوصول إلى القمة والحفاظ عليها ساعدته فى ذلك، يسعى أن يقدم خدمات مالية متطورة للعملاء والسوق من خلال تايكون القابضة، بعد النجاح الذى تحقق فى تايكون للسمسرة ومنازعة الكبار فى ترتيب شركات السمسرة فى السوق، خاصة فى الأفراد. فى جعبة الشاب العديد من الخطط للشركة، حيث يسعى إلى التوسع الخارجى، والحصول على رخصة رعاة البورصة، والعمل على طرح الشركة بالبورصة خلال النصف الثانى من العام الجارى 2021، بحصة تبلغ 30% من رأس المال. خطط لأهدافه، ونجح فى تحقيق، لم يصل بعد إلى مرحلة الرضا، فطموحه ليس له سقف، محب لرياضة ركوب الخيل، لما تمنحه من متعة ونشاط، عاشق للألوان الخضراء التى تحمل النمو، مغرم بالموسيقى الهادئة، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالشركة إلى الريادة ومزاحمة الكبار فى سوق المال... فهل يستطيع تحقيق ذلك؟