الاستقامة على منهج الله من اسباب النجاة من نزغات الشيطان ولمَّا أخرج الله -تعالى- إبليس من الجنة وطرد من رحمته، طلب إبليس من ربه أن يُسلطه على ابن آدم، فسلَّط الله إبليس وذريَّته على الإنسان، فلا يولد ولد من ابن آدم إلا ويكون له قرين من الجن، ووظيفة ذلك الجني هي أن يوسوس له بترك الطاعات واقتراف المنكرات، قال تعالى في سورة الإسراء: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}. إلا من كان قلبه صادقًا بالإيمان عامرًا بذكر ربه فإنه ليس له عليه سلطان، قال تعالى في سورة الأعراف: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. قد يزعم بعض النَّاس من السحرة والمشعوذين أو غيرم أنهم يستطيعون استدعاء القرين من الجن، وهذا غير صحصح وغير وارد في الشريعة الإسلاميَّة أو في الواقع؛ وذلك لأن القرين من الجن لا يُستدعى؛ فهو يجري من ابن آدم مجرى الدَّم، ولو ادَّعى أحدهم أنَّه استطاع إحضار القرين من الجن بمجموعة من الكلمات التي يقرؤها -وهي ليست من القرآن والسنة- فإنَّه يكون قد استدعى شيطانًا واستغاث بملوك الجن ليبعثوا له بمن يعينه، ولكنَّ ذلك الشيطان ليس هو القرين؛ لأن القرين الجني لا يُستدعى. ومن يقدم على هذه الأفعال ولو كان غير عالم بحقيقتها إلا أنَّه قد وقع في السحر والدَّجل واستغاث بغير الله -تعالى- وقد يكون استغاث بجني ظالم يبطش به ويلحق به الأذى والإعاقات، وكذلك يقع الحكم على فاعل تلك الأمور بالكفر؛ لأنَّ الساحر كافر كما ورد ذلك عنه عليه الصلاة والسلام.