حالة من الغضب والحزن العميق، تنتاب مزارعى قصب السكر بمحافظة المنيا، والتى تتركز فى مراكز جنوب المحافظة، وتشمل ملوى، أبوقرقاص، ديرمواس، وتهددهم بالسجن، نتيجة تقاعس عن سداد مديوناتهم نتيجة الخسائر الفادحة التى يتعرض لها محصول قصب السكر، وذلك بسبب تدنى اسعار شراء المحصول، والذى وصل إلى 720 جنيها فقط، وكذلك عدم توفير الاسمدة اللازمة لزراعة قصب السكر، تسبب فى تدنى المحصول، والذى وصل فى افضل حالاته من 30 إلى 40 طنا للفدان الواحد. وبحسب المصادر الرسمية لمديرية زراعة المنيا، والتى اشارت إلى قيام مزارعى المنيا بحصاد وتوريد محصول القصب، للعام الزراعى 2020-2021، لمساحة 36 ألف فدان، بإنتاجية 40 طنًا للفدان، وبإجمالى مليون و440 ألف طن. يتم توريدها إلى مصنع سكر أبوقرقاص، وإنتاج العسل الأسود، وعصارات القصب، وأن أكثر المساحات المنزرعة بجنوب المحافظة. وأضاف رضوان، وكيل وزارة الزراعة بالمنيا أن زراعة قصب السكر من الزراعات المعمرة، والتى تزيد أعمارها فى الإكثار لفترات ما بين 3-5 سنوات، يتم الجنى خلال شهر يناير من كل عام، لعدد 4 خلفات (جنيات)، مؤكدا على دور مديرية الزراعة فى توعية المزارعين بكيفية إنتاج محصول جيد ذي إنتاجية عالية. ويلتقط طرف الحديث عاشور عبد المنعم، احد مزارعى قصب السكر، بمحافظة المنيا قائًلا: العام هو عام الكوارث على مزارعى قصب السكر، نظرًا لتدنى سعر توريد طن محصول قصب السكر لمصنع سكر ابو قرقاص، إلى 720 جنيها، والذى لا يعادل نصف تكلفة الزراعة، والنقل، وزيادة اجور العمالة. وفى سياق متصل قال يوسف أبو زيد أحمد، رئيس مجلس إدارة الجمعية المشتركة بمركز ديرمواس، جنوب محافظة المنيا: ان مشاكل وازمات مزارعى قصب السكر بمراكز جنوبالمنيا، تتمثل فى الشق الأول وهو عدم توفير الأسمدة الأزوتية اللازمة للزراعة، والتى تقدر ب12 شيكارة سماد يوريا، أو 18 شيكارة نترات للفدان الواحد، حيث إن الجمعيات التابعة لمديرية الزراعة لم تورد إلا 20% من الكمية اللازمة، والتى تسببت اولا فى اضافة تكاليف باهظة لشراء الاسمدة من السوق السوداء بأضعاف السعر المحدد، وكذلك تقليص انتاجية الفدان، بعدما تقاعس المزارعون عن شراء الأسمدة الأزوتية المطلوبة. ويضيف أبو زيد، احد مزارعى القصب بديرمواس ومالك لمساحة 12 فدانا، واصفًا ما حدث بقوله: الخراب الذى أحل بمزارعى القصب بمحافظة المنيا، تمثل أيضا فى ارتفاع تكلفة نقل طن القصب من مكان جنى المحصول وحتى مصنع سكر أبوقرقاص، بواقع 150 جنيها للطن الواحد، وما زاد الطينة بلة هو قيام مصنع السكر بعمل خصومات عشوائية غير مفهومة، تحت بند الشوائب والأوزان، والذى يؤدى إلى خصم 30% من حساب الطن والذى يتم توريده بمبلغ 720 جنيها. وطالب أبو زيد الحكومة المصرية، بالإسراع فى إغاثة مزارعى قصب السكر بمحافظة المنيا، ورفع توريد سعر توريد طن قصب السكر من 720 جنيها إلى 1000 جنيه، حتى يتمكن المزارع المنياوى من سداد ديونه، والتى تقدر بمعدل خسائر أولية إلى ما يقرب من 15 ألف جنيه للفدان الواحد، بعدما أثرت بشكل كبير أزمة كورونا على أسواق بيع محصول القصب بالمنيا، وأصبح الفدان الواحد يباع بما يقرب من 10 آلاف جنيه، وناشد المسؤولين بمديرية الزراعة بتوفير الأسمدة الأزوتية اللازمة لزراعة القصب فى الأعوام القادمة، حتى تحقق زراعة فدان القصب الإنتاجية العالية، والتى وصلت فى الأعوام السابقة إلى 45 طنا للفدان الواحد. وأكدت مصادر مطلعة بمديرية تموين بالمنيا، ان الدورة الإنتاجية لمصنع سكر أبو قرقاص تبدأ من 1 يناير، وحتى نهاية شهر مارس لإنتاج سكر القصب، والدورة الثانية تبدأ من 1 أبريل وحتى نهاية شهر يونيو، مضيفا أيضا أنه يتم زراعة 30 ألف فدان من قصب السكر، وأن إنتاجية الفدان تتراوح من 30 إلى 40 طنا من قصب السكر للفدان الواحد تقريبا، وأن طن القصب ينتج ما يقرب من 100 كيلو سكر، أى بما يعادل إنتاج مليون و200 طن قصب، يتم توريد منها 350 ألف طن قصب للمصنع فقط، والباقى يوزع على عصارات قصب السكر ومصانع العسل الأسود ، ومنوها بأنه يتم إنتاج 780 طن سكر بنجر يوميا، من إنتاج 60.0 طن بنجر. وأن مصنع سكر أبوقرقاص، ومصنع سكر كوم أمبو، ومصنع سكر الحوامدية، ومصنع سكر الفيوم، تنتج سنويا ما يقرب من 2 ، 5 ملايين طن من السكر، وان الاحتياج الفعلى للاستهلاك المصرى يحتاج إلى 3 ، 5 ملايين طن سنويا، أى بعجز مليون طن سنويا، الأمر الذى يدفع وزارة التموين إلى استيراد (مليون طن من السكر) من الدول الخارجية وبالعملة الصعبة (الدولار).