يري البعض أن حصاد السينما المصرية في 2012 حصاد مصر لا يشفي غليل عشاق الفن السابع وهو ما يؤدي لرؤي تشاؤمية لسينما 2013 ولكن الحقيقة أن السينما التي تراجعت لتفسح المجال للأحداث السياسية بما تحمله دراما الإخوان من تشويق وأكشن وإثارة تفوق خيال مبدعي السينما لم تتراجع بشكل كبير في 2012 ولن تدخل النفق المظلم الذي يسعي البعض لإبقائها فيه في 2013 رغم أهميتها كصناعة تمثل رافداً مهماً من روافد الدخل القومي التي استمرت في الإنتاج لأن هناك جنوداً يحاربون علي جبهة الإبداع كل بطريقته لمنح قبلة الحياة للسينما المصرية. ويصور محتكرو صناعة السينما في مصر تراجع كم الإنتاج السينمائي علي أنه نتيجة حتمية لثورة يناير، رغم أن التراجع الحقيقي بدأ مع الأزمة المالية العالمية في 2009 بعد أن توقفت أموال الخليج عن التدفق علي منتجي السينما المصرية كرد فعل للأزمة العالمية التي عصفت بالجميع، كما توقفت الجهات التي تعارف البعض علي أنها تقوم بعمليات غسيل الأموال في صناعة السينما وبالتالي انخفض الإنتاج قبل الثورة التي جاءت كشماعة ليعلق محتكرو السينما عليهم فشلهم في التأسيس لصناعة سينما وطنية لا اعتبارها سبوبة تدار بأموال الغير ويجنون من ورائها الملايين. ويأتي حصاد 2012 الذي ضم 27 فيلماً سينمائياً ليؤكد استمرارية السينما في 2013 رغم محاولات التربص بها، خاصة أن رأس المال لم يعد المتحكم الأول بها مع ترسيخ جيل جديد من السينمائيين لأقدامهم علي الساحة المصرية وتقديم تجارب سينمائية قليلة التكلفة ولكنها تستطيع المنافسة سواء عبر شباك التذاكر أو من خلال المهرجانات أو التوزيع الفضائي مستلهمة روح السينما المستقلة التي أثبتت قدرتها علي استنباط الفن من طين هذه الأرض ليفاجئنا أن هناك نحو خمسة عشر فيلماً علي قائمة الانتظار تنتظر فرصة العرض لجمهور 2013 وإذا كان البعض اتهم أفلام العام الماضي بأنها أفلام مقاولات وقليل منها ما يحمل فكراً أو مضموناً إلا أن هناك العديد من التجارب المهمة التي تحملها أفلام العام الجديد لجمهور السينما، ففيلم «الشتا اللي فات» للمخرج إبراهيم البطوط ينتظر العرض التجاري بعد جولة في المهرجانات حصد خلالها جائزة النقاد من مهرجان مونبيليه وجائزة التمثيل لبطله عمرو واكد من مهرجان دبي السينمائي إلي جانب شهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة، بالإضافة لمشاركته في مهرجان فينيسيا ومهرجان سان باولو بالبرازيل، ومهرجان شيكاغو، ومهرجان لندن السينمائي. والفيلم تأليف حابي سعود وياسر نعيم وبطولة عمرو واكد وفرح يوسف، ويخوض المخرج أحمد عبدالله المنافسة علي شاشات السينما بفيلم «فرش وغطا» الذي كتب له السيناريو واختار لبطولته آسر ياسين ويارا جبران وعمرو عابد وإيناس مرزوق، كما يعود المخرج والسيناريست محمد أمين بعد رائعته «بنتين من مصر» بفيلم جديد يحمل اسم «فبراير الأسود» بطولة خالد صالح وميار الغيطي، وينافس خالد صالح أيضاً بفيلم «الحرامي والعبيط» من تأليف أحمد عبدالله وإخراج محمد مصطفي ويشاركه البطولة خالد الصاوي وروبي وعايدة عبدالعزيز وسيد رجب، والفيلم يعتبر العودة السينمائية الجديدة للمخرج محمد مصطفي، صاحب فيلمي «أوقات فراغ» و«الماجيك». كما تشهد سينما 2013 عودة المخرجة هالة خليل بفيلم «الراهب» الذي كتب له السيناريو مدحت العدل ويشارك في بطولته هاني سلامة وجمال سليمان وصبا مبارك، بعد صيام دام خمس سنوات منذ فيلم «قص ولزق» الذي عرض في 2007، كما يعود المخرج طارق العريان بعد غياب ثماني سنوات منذ فيلم «تيتو» بالفيلم المؤجل منذ ما يقرب من ثلاث سنوات «أسوار القمر» الذي شارك في كتابته محمد حفظي وتامر حبيب وتلعب بطولته مني زكي مع عمرو سعد وآسر ياسين. كما تستقبل السينما المصرية فيلم «عشم» الذي يعلن عن ميلاد مخرجة جديدة هي ماجي مرجان، التي كتبت أيضاً سيناريو الفيلم واختارت لبطولته المخرج السينمائي محمد خان والمخرج المسرحي محمود اللوزي، إلي جانب أمينة خليل وسلمي سالم وسيف الأسواني وشادي حبشي، والفيلم شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان تريبيكا وحصل علي تقدير نقدي وجماهيري مميز، كما تستقبل دور العرض الفيلم المثير للجدل «الملحد» من تأليف وإخراج نادر سيف الدين وبطولة محمد هشام ومحمد عبدالعزيز وياسمين جمال وصبري عبدالمنعم، الذي أثار ضجة إعلامية بعد تعرض مخرجه لتهديدات وتعنت الرقابة ضده قبل أن يجيزه الأزهر الشريف. ومن المخرجين الجدد الذين يستعدون لغزو السينما الروائية الجديدة المخرج بيتر ميمي، الذي ينافس هذه الأيام بفيلمه «سبوبة» الذي كتب له السيناريو، واختار لبطولته راندا البحيري وأحمد هارون وضياء الميرغني، كما يعمل «بيتر» علي الانتهاء من فيلم يحمل عنوان «الحرامية» ليعرض ضمن أفلام 2013. ويستعين أحمد حلمي في فيلمه الجديد «علي جثتي» بالمخرج محمد بكير في أول تجاربه السينمائية بعد مسلسل «طرف تالت» الذي قدمه في رمضان الماضي، والفيلم تأليف تامر إبراهيم وبطولة غادة عادل وحسن حسني. ويخوض المخرج أشرف نار تجربة الإخراج لأول مرة بفيلم «شمال يا دنيا» بعد كثير من التجارب التي قدمها كمخرج منفذ ومساعد مخرج، والفيلم بطولة مي كساب وأحمد عزمي وهيدي كرم وأحمد منير. كما يعود المنتج وائل عبدالله لهواية التأليف ليقدم فيلم «الحفلة» مع المخرج أحمد علاء، وبطولة أحمد عز ومحمد رجب وجومانا مراد وأحمد صلاح السعدني.. ويقدم سامح حسين تجربة كوميدية جديدة في فيلم «كلبي دليلي» تأليف سيد السبكي وإخراج إسماعيل فاروق، ويشاركه البطولة سليمان عيد ومي كساب.. وينافس المخرج محمد حمدي بفيلم «الكريسماس» الذي انتهي من تصويره، تأليف سامح أبوالغار وبطولة علا غانم ومروة عبدالمنعم وإدوارد وسامي العدل.. كما يستعد حمدي لتصوير فيلم جديد بعنوان «حودة كباكة»