توقع الكثير أن صراعا سيحدث بين جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ونماذج الأفلام الجديدة التى تنطلق تحت شعار «السينما المستقلة» بسبب عدم التزام صناعها بسيناريو محدد تجيزه الرقابة مسبقا، وما حدث مؤخرا هو حصول فيلم «ميكروفون» تأليف وإخراج احمد عبد الله على تصريح بالعرض العام بدون حذف، فى مفاجأة لم يتوقعها البعض بعد جلسات مكثفة جمعت الرقيب ببطل العمل خالد أبو النجا، وعلى الرغم من أنهما توصلا فى البداية إلى قرار مبدئى رضى به الطرفان وهو حذف مشهد «يفتح مدير قصر الثقافة شباك مكتبه بعد رفضه تمويل إحدى الفرق المستقلة فيفاجأ بأنها كتبت له على الحائط المقابل لمكتبه مجموعة من الشتائم اعتراضا على موقفه تجاه الفرق المستقلة». ثم تراجع د. سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة عن قراره ليمرر الفيلم بدون حذف أى مشاهد. وفيما يخص الألفاظ الخادشة التى اعترض عليها سابقا قال خطاب إنه ارتأى أن هذه هى طريقة هذه الفرق فى التعبير، كما أنها لم تكن مستفزة للجمهور الذى شاهد الفيلم فى قاعات العرض، سواء فى مهرجان القاهرة أو المهرجانات الدولية التى حصل خلال مشاركته فيها على عدة جوائز. أما فيلم «حاوى» تأليف وإخراج إبراهيم البطوط الذى لم يعرض على الرقابة كسيناريو أو كنسخة عمل أولية، قبل عرضه فى مهرجان الدوحة الأخير والذى حصل على جائزته الكبرى، فأكد خطاب أن البطوط حصل بالفعل على ترخيص بالعرض العام بعد مشاهدة الفيلم الأثنين الماضى وتم إجازته بدون ملاحظات وأشار خطاب أنه تعامل مع الفيلم بروح القانون، كما تعامل الرقيب السابق على أبوشادى مع فيلم البطوط الأول «عين شمس» قبل عرضه جماهيريا. وعما إذا كانت الرقابة ستتعامل بروح القانون أيضا مع فيلم «الخروج من القاهرة» تأليف وإخراج خالد عيسوى، أكد خطاب أنه ليس ضد العمل كمصنف فنى، ولكنه ضد المخالفات التى ارتكبها صناعه. وأضاف المخرج صور النسخة الأولى من السيناريو التى رفضت بشكل قاطع من قبل الرقابة لما فيها من مغالطات شديدة تدعو للفتنة الطائفية بين الأقباط والمسلمين. وأشار خطاب إلى أنه لم يشاهد النسخة النهائية حتى الآن ولكن ردود الأفعال سلبية تجاه الفيلم، لذلك فهو ينتظره عقابا غليظا عند مجيئه لطلب العرض العام، الذى أتوقع بأنه لن يحصل عليه ما دام لم يلتزم بالقوانين. وعن المبدأ الذى يتعامل فيه مع نمازج السينما المستقلة أكد خطاب أنه معها فى إطار القانون، فهى حركة سينمائية صارت أمرا واقعا، ويجب أن يصحبها حراكا عاما. ويرى أن السينما البديلة يجب أن تكون الأكثر التزاما لأنها بالفعل الأكثر سينمائية، وقد شاهدنا مثلا فيلم «عين شمس» الذى جاء بدون ألفاظ أو مشاهد خارجة أو خادشة للحياء، وبالتالى فنحن نطمح لسينما بديلة بهذا الكيف، وليس مثل فيلم «الخروج». وأضاف رئيس الرقابة أن السينما المستقلة تمثل الظاهرة الأهم فى السينما المصرية، ويظلمها من يرجع اختلاف صورتها إلى التطور التكنولوجى فقط، بل وأهمية الموضوعات التى تطرح وإبداع صناعها. وجزم خطاب بأن نجاح التجارب المستقلة الفترة الأخيرة وحصولها على جوائز من المهرجانات المختلفة سيؤثر على توجهات السينما التجارية الفترة المقبلة، وستكون أبرز الظواهر اختفاء السينما الكوميدية والاعتماد على البطولات الجماعية بدلا من النجم الأوحد. على جانب آخر، أجازت الرقابة خمسة أفلام من موسم إجازة نصف العام بدون ملاحظات رقابية هى «فاصل ونعود» تأليف أحمد فهمى وإخراج أحمد نادر جلال وبطولة كريم عبدالعزيز، و«الوتر» تأليف محمد ناير وإخراج مجدى الهوارى وبطولة غادة عادل ومصطفى شعبان، و«الشوق» تأليف سيد رجب وإخراج خالد الحجر وبطولة سوسن بدر، و«678» تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة بشرى ونيللى كريم، و«بون سواريه» تأليف محمود أبوزيد وإخراج أحمد عوض وبطولة غادة عبدالرازق ومى كساب، وأشار خطاب إلى أنه حتى الآن لم تأت أى أفلام أخرى لتحصل على ترخيص بالعرض العام فى موسم نصف العام بما فى ذلك فيلم «365 يوم سعادة» قصة ماجد مجدى سيناريو وحوار يوسف معاطى وإخراج سعيد الماروق، وبطولة أحمد عز ودنيا سمير غانم، وفيلم «سعيد حركات» تأليف وبطولة طلعت زكريا وإخراج محمد مصطفى.