قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن الشرعُ الشريف أَمَرَ بالحضور في الصلاة والخشوع فيها، وتصفية القلب من التعلُّق بالأمور الدنيوية، وذلك من خلال القيام بالأعمال الضروريَّة للإنسان والتي تشغله غالبًا، وذلك قبل الشروع في تكبيرة الإحرام. وأضاف "عاشور" عبر موقعه الرسمي، أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّنا على الإكثار من النوافل والسنن جبرًا للخلل والنقصان، وقد روى أبو داود في سننه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِم الصَّلَاة، قَالَ: يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي: أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَل لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُم". وتابع مستشار مفتي الجمهورية: من فضل الله علينا أن الصَّلاةَ ما دامت مستوفيةً لشروطها وأركانها فهي صحيحةٌ، ولا يبطلها قلةُ الخشوع فيها أو انعدام حضور القلب فيها، لكن يقلل من أجرها؛ حيث قال تعالى: {قَدۡ أَفۡلَحَ 0لۡمُؤۡمِنُونَ . 0لَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]. والخلاصة: أن شرود الذهن في الصلاة لا يُبطلها ما دام المسلم قد أتمَّ شروطها وأركانها، وينبغي على المسلم أن يقوم بإنجاز أموره الضروريَّةِ التي تشغل باله وفكره عن الصلاة وفي أثنائها، ثم يدخل الصلاة مستحضرًا عظمة الله تعالى، وسبيله في تحقيق الخشوع أن يتدبَّر الآيات التي يقرؤها، وأن ينطق قراءة القرآن والأذكار التي في الصلاة بتؤدة، وعلى مهل، فذلك أدعى للخشوع فيها. والله أعلم