رحل عنا يوم الجمعة الماضي في هدوء الفنان القدير محيي الدين عبدالمحسن وكان بحق فنانا موهوبا بكل المقاييس برع في تجسيد شخصية ابن البلد. والشرير في بعض الأحيان وتاجر المخدرات، لم يبحث عن بطولة بقدر ما كان يبحث عن دور يضيف الجديد إلي تاريخه، استطاع ان يجذب الملايين، بتمثيله الطبيعي من منا ينسي شخصية العمدة وهدان التي جسدها في مسلسل «ليالي الحلمية» 4 أجزاء، كان دوره يجمع بين شخصية العمدة والأداء الكوميدي وربما الشرير في نفس الوقت أداء طبيعي جداً. أقرب ما يكون للواقع. وشخصية «عبده الكرف» في فيلم «الكيف» تاجر المخدرات، وشخصية علي نفس القدر في فيلم «العار»، وتألق أيضا في أفلام «بوحة» و«الجزيرة» «وش إجرام»، «والتوت والنبوت وامرأة هزت عرش مصر، وأبوالدهب»، كما شارك الفنان الراحل في بطولة عدد كبير من المسلسلات منها «الشهد والدموع» و«حديث الصباح والمساء وأدهم الشرقاوي ورأفت الهجان والمصراوية وأهلاً بالسكان والأصدقاء وكسبنا القضية والإمام أبو حنيفة النعمان وأمرأة من زمن الحب وخالتي صفية والدير». كما شارك في بطولة العديد من المسرحيات منها «فوت علينا بكرة، والصعايدة وصلوا، وسلامة سلم نفسك، ودلع الهوانم، وعطيل وهاملت». الفنان الراحل تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1964 وعمل مصحاً للغة العربية ثم عمل ممثلاً في مسرح الطليعة ومستشاراً لقطاع الفنون الاستعراضية. محيي الدين عبدالمحسن رحل مع غيره من المواهب الفذة في السينما والمسرح، لم يحصل علي حقه ولكن حب الناس أكبر من أي شيء، كان بالفعل فنانا مصريا حتي النخاع، غاص في شخصية ابن البلد، وستبقي ذكراه حية بقدر ما قدم من فن محترم جذب الملايين.