«الأسهم الدولارية تتنفس الصعداء» هكذا الحال لأسهم شركات الدولار المقيدة بالبورصة.. تزامنت ارتفاعات الشركات مع الصعود الذي شهده الدولار مؤخراً مقابل العملة المحلية. ساهمت هذه الارتفاعات في استقطاب وإقبال كبير من المتعاملين بالبورصة علي أسهم الشركات المقيدة البالغ عددها 8 شركات يتم التعامل عليها بالدولار. تضم الشركات المدرجة بالسوق الرئيسي العرفة، النعيم، بنك فيصل، ماريدايف، النايل سات، المصري الخليجي، عبر المحيطات، والقابضة الكويتية. ورغم النشاط الكبير للاسهم وكذلك حركة الصعود الملحوظة فأن محللين ماليين يؤكدون عدم وجود أي علاقة بين ارتفاع سعر الدولار وصعود الاسهم الدولارية وانه ليس مقياساً أن يحقق حامل السهم الدولاري مكاسب نتيجة قفزات سعر الدولار، وهو ما قاله هاني حلمي، خبير أسواق المال إذ ان حركة الاسهم تخضع لحركة السوق والعوامل المنتظمة التي تؤثر علي السوق بصورة عامة مثل الاضطرابات التي تشهدها الساحتان السياسية والاقتصادية. «أما المكسب من سعر الدولار فيتحقق عندما يقوم المستثمر بالاحتفاظ به علي اعتبار انه مخزن للقيمة للاستفادة من الفروق السعرية» بحسب «حلمي». «حملة الاسهم الدولارية تمكنوا من تحقيق أرباح أعلي مما حققها مؤشر السوق الرئيسي». يقول محمود جبريل العضو المنتدب لشركة أموال للاستثمارات ان «الارتفاع نتيجة الارتفاع النسبي في سعر صرف الدولار أمام الجنيه خلال الفترة الماضية تزامناً مع هبوط سعر الفائدة في بعض البنوك المحلية». كما ان ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري مؤقت وتراجعه مرهون بقرض صندوق النقد الدولي ورغم ذلك اتجه المتعاملون الي الاقبال علي الاسهم الدولارية. وتابع «انه من الافضل للمستثمرين الراغبين في الاستفادة من فروق أسعار العملة التوجه نحو الودائع الدولارية في البنوك بدلاً من الاستثمار في الاسهم الدولارية التي تعد تكلفتها أعلي مقارنة بالربحية الكبيرة للعوائد البنكية». 8 شركات تتعامل بالدولار حسبما ذكر مصطفي عادل، خبير أسواق المال ويعتبر هذا التمثيل جيداً اذان الأسهم الدولارية تعد من أفضل أسهم السوق دفاعية حتي وإن استقرت أسهمها دون حركة فارتفاع الدولار يحقق قيمة مضافة دون أن تتأثر بحركة السوق. «كما ان استهداف الدولار ليصبح 7.5 جنيه لكل دولار يرفع من قيمة الاسهم بنسبة لا تقل عن 25٪ علي اعتبار ان الاسهم تظل في ذات الاسعار وهو ما لا يتوقع حيث ان حركة السوق الايجابية تضفي علي الاسهم اتجاهاً ايجابياً هذا وان زيادة الطلب علي الاسهم الدولارية تدفعها بشكل ايجابي للتحرك بشكل أفضل أداء بالمقارنة بالسوق». الطلب علي هذه الاسهم في ظل الظروف الحالية بحسب توقع «عادل» قد يستمر بشكل أفضل نظراً للسلوك الاستثماري للأفراد والمؤسسات التي تتجه لمخزن قيمة المدخرات بالعملة الخضراء. اذن يوجد أكثر من عامل لارتفاع أسعار هذه الاسهم الي جانب ارتفاع أحجام التداولات عليها، علي حد تعبير وائل أمين المحلل المالي منها ارتفاع البورصة خلال الأسبوعين الماضيين وذلك علي صعيد كافة المؤشرات وصعود أغلب الأسهم داخل السوق وهو ما أدي الي ارتفاع شهية المتعاملين داخل السوق والاقبال علي الاسهم الدولارية وكذلك تدني أسعار الاسهم سواء الاسهم المقومة بالجنيه المصري أو بالدولار وكلها دوافع ساهمت في تنشيط الاسهم. «تتمتع معظم الاسهم الدولارية بالسوق من حيث المقومات المالية القوية وتوزيعات الارباح» يقول محسن عادل المحلل المالي نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، إن «المحفظة الاستثمارية قد تشهد ارتفاع الوزن النسبي لتلك الشريحة من الاسهم في المحافظ الاستثمارية في الفترة المقبلة وبالتحديد بالنسبة للمتعاملين العرب، خاصة في ظل التحسن النسبي المتوقع في الاداء المالي لتلك الشركات بالاضافة الي الصعود المرجح لسعر صرف الدولار أمام الجنيه» والشروط المتعلقة بعمليات الدفع والتسويات المالية للاسهم الدولارية كما قال تعتبر أحد المعوقات للاستثمار بها بكثافة ومن المتوقع تزايد الاقبال عليها من قبل المؤسسات مع نهاية العام رغبة في اعادة بناء مراكزها المالية.