الاعتداء على حزب الوفد، وصحيفته دليل على رعبهم من قوتهما، ونجاحهما فى قيادة العمل السياسى السلمى فى الشارع، للوصول إلى إجماع شعبى على رفض الإعلان الدستورى المشبوه، ودستور الجماعة المشوه، والدفاع عن دولة القانون، واستقلال القضاء، ومنع استبداد الحاكم، الذى منح نفسه سلطات فوق الدستور وفوق القانون حولته إلى فرعون أو شبه إله. وأعلنت صحيفة الوفد منذ نشأتها انحيازها للمواطن، وترفعت عن ذهب المعز، ولم تخش سيفه، وكما تصدت للنظام الفاسد السابق، فى ظل قوته، ووقفت مع ثورة الشعب حتى سقوطه، فإنها بنفس القوة ترفض قيام دولة المرشد، وتطبيق شريعة الغاب وسيطرة فصيل سياسى واحد على السلطة. إن أعمال التخريب التى ارتكبها قطعان من المجرمين والبلطجية سواء كانوا ينتمون إلى «الحازمون»، أو «الحازقون» وقيامهم بتحطيم بوابات الحزب والجريدة، وإشعال النيران وإلقاء المولوتوف وتحطيم السيارات لن ترهب الوفد حزباً وصحيفة، ولن يستطيعوا تكميم الأفواه، واغتيال حرية التعبير، سيظل الوفد هو بيت الأمة المدافع عن رفعتها، كما ستظل الصحيفة هى ملك القارئ، وملك الحقيقة، ولن تنافق، وسيزيدها ما تعرضت له على أيدى القردة التصاقاً بالقارئ، وتعاهده على كشف هذا التيار الجاهل الذى يحاول خطف الدولة عن طريق دستور لا يعبر عن الشعب، ولن تسمح بظهور ديكتاتور جديد. إن عمليات العنف المستمرة منذ الأسبوع الماضى من قتل أمام «الاتحادية» ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى، والمحكمة الدستورية العليا، وإعداد قائمة بأسماء حوالى 80 رجل سياسة وإعلام، وتهديدهم بالاغتيال، واقتحام حزب الوفد وصحيفته، والتهديد بإحراق مقرات صحف مستقلة وأحزاب سياسية أخرى هى جزء من خطة لإرهاب الناخبين فى الاستفتاء لتمرير الدستور الفاسد بعد تقدم «لا» على «نعم» كما أنه دليل على أننا نعيش فى غابة أو شبه دولة لأن الدولة مسئولة عن توفير الأمان لمواطنيها، والأمن ليس هو أمن الرئيس مرسى وجماعته ومرشده وشاطره فقط، إن الأمن لابد أن يشعر به كل من يعيش على هذه الأرض. هل تغيرت وظيفة الدولة فى عهد مرسى، إن الوظيفة الأولى للدولة هى توفير الأمن لكل المواطنين وحماية ممتلكاتهم وحياتهم، وإذا لم يتوفر الأمن فمن حق المواطنين إقامة دولة أخرى. إن الجرائم الإرهابية التى تمارسها عصابة «حازمون» هى إسقاط للدولة، وفرض شريعة الغاب، فلماذا تقف الدولة بكافة أجهزتها موقف المتفرج من هذه العصابة؟، هل تريد دولة المرشد إغلاق الصحف المعارضة والمستقلة والقنوات الفضائية الخاصة؟، هل يريد الرئيس مرسى وجود تيار واحد، وإعلام ملاكى يسبح بحمده وبحمد جماعته؟ إن صمت الرئيس على ما يحدث يؤكد رضاءه عن هذه البلطجة ونحمله مسئولية حدوثها، هل من المنطقى وهذا سؤال أوجهه إلى اللواء أحمد جمال الدين وزير داخلية مصر، وليس وزير داخلية دولة المرشد أو جماعة مرسى هل من المنطقى ترك عصابة تتحرك فى الشارع منذ أسبوع أمام مدينة الانتاج الإعلامى وتعتدي على الشخصيات العامة وتتوعد الإعلاميين ثم تتحرك إلى داخل البلد، وتقتحم حزب الوفد وتضرم فيه النيران وتحطم أبوابه أمام سمع وبصر الأمن المسئول عن حماية جميع فئات الشعب وممتلكاته بدون استثناء. إن ما حدث من هؤلاء البلطجية يهز الشرعية ويعتبر وصمة عار فى جبين الدولة. إننا نطالب وزير الداخلية بسرعة القبض على هؤلاء الإرهابيين وتقديمهم للمحاكمة فوراً، لوقف هذه الفوضى التى لم تحدث فى النظام السابق، وأصبحت شعار هذه المرحلة.