التيارات المتأسلمة لا تريد أن تصدق أن ثورة 25 يناير قامت من أجل إرساء دولة القانون وهدم دولة الفرد، ورغم أن هذا الاتجاه كان واضحاً من بداية الثورة إلا أن رغبة هذه التيارات فى السيطرة على مؤسسات الدولة أعمتها عن أهداف الثورة، وحاولت انتاج نظام فاسد جديد عن طريق فرض شريعة الغاب وإهدار سلطة القانون. عندما تتكلم مع أحدهم يقول لك إشمعنى، قيادى كبير فى الجماعة وبرلمانى سابق ينكر على المواطنين الإدلاء بآرائهم فى الأوضاع الحالية وفى الرئيس مرسى وينحازون لاحترام القضاء، وقال القيادى: إن «البسطويسى» و«مكى» تحدثا فى السابق بكلام بسيط فأحيلا للتأديب. وأستاذ جامعى إخوانى سار على درب مرشده، وشن هجوماً حاداً على الإعلاميين ووصفهم بسحرة فرعون الذين كانوا يسوقون الباطل ولما رأوا الحق خروا ساجدين، وقال هذا الأستاذ: إن سحرة فرعون آمنوا عندما رأوا الحقيقة، وسحرة مبارك لم يؤمنوا، وكانوا يسكتون على تفصيل القوانين بمقاسات الأحذية! ويفصلون الدساتير بمقاسات الأبناء والأحفاد، والقضاة كانوا يتم سحلهم فى الشوارع ولم يثوروا، والإعلاميون كانوا يسوقون الضلال على أنه الحرية، وهدد فضيلة الشيخ الإعلاميين قائلاً: إذا كان الله قد ذهب بسيدكم وإلهكم فعليكم أن تتعقلوا. المشايخ أو الحكام الجدد يريدون الإعلام المصرى فى الحلال، يدخل بيت الطاعة بإرادته، ليسبح بحمد الدكتور بديع، ويكتب مقالات المديح فى الدكتور مرسى، ويذيع برامج مشروع النهضة، ويعلن عن اقتصاد «مالك» و«الشاطر»، وخطب مشايخ السلفية، اشمعنى «مبارك» انه انتاج جديد سيطرح فى الأسواق بعد أن يتمكن مجلس الشورى من تعيين رؤساء التحرير المتحولين ويسيطر على صحافة التمليك وملوك الفضائيات الذين أبدوا عن استعدادهم لتركيب ذقون، احدى الصحف نشرت نكتة أن الممثلين فى مسلسلات رمضان اكتشفوا وجود عجز فى اللحى والشوارب التى يرتدونها فى أدوارهم وتبين أن رؤساء الفضائيات اشتروها من الأسواق! السلفيون حاولوا تركيب لحية للدستور الجديد، وابتدعوا خرافات حاولوا تمريرها من خلال اللجنة التأسيسية التى تنتظر قرار الإعدام يوم «الثلاثاء» من القضاء الإدارى، خرافات السلفيين تتضمن جعل السيادة لله، وليس للشعب فى الدستور الجديد واحترام الحريات العامة بما لا يخالف شرع الله. وجعل مصر «دولة شورية». التيار المتأسلم يخدع الناس بالإسلام، ويقحم لفظ الجلالة فى الدستور للدليل على الإيمان، ورد عليهم الدكتور طارق عباس الذى يعرف خبايا هذه التيارات وأغراضها، قائلاً لهم: كفاية كده، وابعدوا السياسة عن الدين، ولا تجعلوا شرع الله عرضة لبدعكم. إيه حكاية الذراع السياسية، والرجل السياسى والمناخير السياسية، يتساءل الدكتور طارق: «البلكيمى» قصقص مناخيره وونيس قفشوه فى حتة ضلمة، ولسه برضه بتضحكوا على الناس!! لابد من انقاذ دستور مصر من أيدى هؤلاء الذين يحاولون تفصيله على مقاسهم لنشر أفكارهم المتخلفة والهدامة والمضللة تحت ستار الدين، دستور مصر لابد أن يكتب بأيدى جميع المصريين، وأن يكون دستوراً مدنياً متحضراً، يتسع للحريات وجميع المعتقدات، ويعلى شأن الشريعة الإسلامية كما كانت وستظل مبادئها هى المصدر الرئيسى للتشريع.