قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن إرسال النبي صلى الله عليه وسلم، من أعظم نعم الله على البشرية، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو النموذج المطلوب اتباعه من البشر، وقد صنعه الله ليكون أسوة، فكما أن كلام الله سبحانه هو المثال النظري والمرجعي لصياغة الإنسانية، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المثال العملي التطبيقي لكلام الله، وقد أخبرت بذلك السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت عندما سألت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كان خلقه القرآن) [رواه أحمد]، فكان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض. وأضاف جمعة، عبر موقعه الرسمي، أن رسول الله لم يكن الأسوة الحسنة لأتباعه من المؤمنين فحسب، بل كان ذلك للبشرية بأسرها، حتى الأنبياء أمرهم الله باتباعه صلى الله عليه وسلم ونصره إذا بعث في زمنهم، وقد شهدوا بذلك وعاهدوا الله عليه كما أخبر ربنا في كتابه حيث قال : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِى قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ). وتابع جمعة: "فهو النبي الوحيد، بل الإنسان الوحيد الذي حفظت سيرته وأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته في اليقظة والمنام بهذا الشكل، فلم يهتم أحد بحفظ سيرة أحد على الأرض على مر التاريخ على هذا النحو، واهتم المسلمون بنقل كل شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنشئوا العلوم لحفظ سيرته وسنته، ولقد بدأ هذا في الصدر الأول للإسلام، فابن عباس رضي الله عنه يتحرى الليلة التي يأتي فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى خالته ميمونة إحدى زوجاته رضي الله عنها ويبيت عند خالتي حتى يراقب النبي صلى الله عليه وسلم في أكله ونومه وعبادته، ويتمثل به كما روى ذلك مسلم في صحيحه وغيره". وأكمل: إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة لكل من أراد الله ونعيمه قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) ، وذلك لأن الله قلب نبيه صلى الله عليه وسلم في شتى وظائف المجتمع وأعماله، فمن أراد أن يكون أجيراً أميناً على مال الناس فليتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أراد أن يكون تاجراً صالحًا وصادقاً فليتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أراد أن يكون زوجاً صالحاً، وأبا رحيماً، وقائداً حكيماً، ومحارباً شجاعاً في الحق، ومفتياً خبيراً، وقاضياً عادلاً، ومصلحاً اجتماعياً واعياً، وابناً براً، وواصلاً كريماً ومن أراد أن يكون أفضل إنسان في أي موقع فسيجد له من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكراً.