قتل.. اعتقال.. تصفية الثوار هى شعارات رفعتها جماعة الاخوان المسلمين لتهديد اى معارض لقرارات الرئيس محمد مرسى، لتعيش ثورة 25 يناير فى عصور الديكتاتورية وضياع الحرية والديمقراطية التى حلم بها كل مصرى عقب الثورة وسقوط النظام السابق والدولة البوليسية. فقيادات جماعة الاخوان المسلمين ارتدت ثوب جهاز الامن الوطنى ايام العهد البائد فى تهديد جبهة المعارضة بالاعتقال اوالقتل، فإما الانسياق والموافقة على قرارات الرئيس الديكتاتورية اوتصفية الحسابات مع المعارضة. حذرت الجماعة الاسلامية قوى المعارضة من ليبراليين وسياسيين ومفكرين لتعرضهم لاغتيالات سياسية خلال الفترة القادمة، فهدد الدكتور محمد البلتاجى الامين العام لحزب الحرية والعدالة امس فى تدوينة له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يتوعد فيها بالتصدى بكل حسم للمعارضين، وعليهم ان يوافقوا على الاعلان الدستورى الجديد. كما حذر معاذ نجل حسن مالك القيادى بجماعة الاخوان المسلمين على صفحته الشخصية على الانترنت ثوار قصر الاتحادية بوجود حالة استنفار قصوى داخل الجماعة قائلا « سنخرج للشارع بجميع قوتنا». فضلا عن البلاغات التى تقدم بها بعض قيادات الاخوان ضد كل من حمدين صباحى وعمرو موسى ومحمد البرادعى لاتهامهم بالعنف واثارة القلاقل والتحريض على العنف ضد المتظاهرين. وتلقى مرشح الرئاسة السابق حمدين صباحى تهديدات بالاعتقال يوم الخميس الماضى، فأكد على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أن هناك تهديدات من جهات سيادية منعت ظهوره على قناة cbc الفضائية عقب انتهاء خطاب الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، فضلا عن انباء عن وجود قوات امنية لاحتجازه من امام مدينة الانتاج الاعلامى. ومحاولة اغتيال الصحفى الحسينى ابوضيف وتعرضه لاطلاق النيران من قبل الاخوان المسلمين، بعد التقاطه صورًا لبعض عناصر الاخوان وهم يقتحمون خيمة امام قصر الاتحادية. اين يوسف الحسينى؟ اختفى الاعلامى يوسف الحسينى عن الانظار امس فلم يتواجد على الهواء مباشرة فى محطة نجوم اف ام الاذاعية او محطة اون تى فى الفضائية، وتوالت الاخبار عن اعتقال قوات الامن للاعلامى يوسف الحسينى، بعدها نشر «الحسينى» تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» قال فيها «تمت محاولة لتصفيتى بالامس، اضطررت لترك منزلى خوفا على عائلتى بعد تهديدى بالقتل، ولن اذهب الى عملى بسبب حصاره، ووصلتنى اخبار عن ان هناك نية لاعتقالى وتهديدى، واحمل محمد مرسى وكل اعضاء الجماعة مسئولية اى مكروه يصيبنى. وحاولت «الوفد» الوصول الى الاعلامى يوسف الحسينى وتبين انه متواجد مع عائلته فى مكان يبعد عن تهديدات الاخوان. وكان «الحسينى» قد هاجم الاخوان المسلمين فى برنامجه خلال الاسابيع الماضية، خاصة بعد صدور الاعلان الدستورى وتحديد موعد الاستفتاء وقد سبق وأن تعرض لحادث سيارة منذ عدة اسابيع اتهم فيه بعض عناصر من جماعة الاخوان بتدبيره فى محاولة للتخلص منه. أرجع الكاتب صلاح عيسى التهديدات التى تتلقاها الشخصيات العامة والصحفيون والإعلاميون بالقتل والخطف على خلفية معارضتهم لنظام مرسى إلى مناخ التسيب الذى ضرب الإعلام التابع لتيار الإسلام السياسى وقنوات الدعوة الإسلامية، التى تركت هدفها الأساسى ودخلت حلبة الصراع السياسى. وأشار إلى تلويح هذه القنوات الفضائية والقائمين عليها بقطع ألسنة المعارضين وقصف أقلام الصحفيين المغرضين، مشيرا إلى تشكيل تيار الإسلام السياسى لمجموعة من المحامين التابعين لهم تخصصوا فى تقديم بلاغات كيدية طالت المعارضة بأكملها لبث روح الخوف فى نفوسهم. وأكد وجود حملة عدائية شعواء ضد الإعلام والإعلاميين خصوصا محاولات إرهابهم عبر رسائل خاصة على المحمول وعلى حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعى، والدليل على ذلك حصار مدينة الإنتاج الإعلامى من قبل تيار الإسلام السياسى وإرهاب القائمين على الإعلام وسط سكوت تام من الأجهزة الأمنية على الرغم من انتهاج الفضائيات الدينية أساليب أكثر شراسة. وقال عيسى إن هناك حلولا عدة للخروج من أزمة التهديدات بالقتل والخطف وهى لجوء المتعرضين إلى هذه الوسائل إلى القانون وتقديم بلاغات رسمية تفيد ذلك، لافتا إلى أن أغلبها تكون مجهولة المصدر ولكن هناك جهازًا خاصًا يسمى بالشرطة الالكترونية يمكنه تتبع مكان المرسل والقبض عليه. بينما ألقى أحمد فوزى الناشط فى مجال حقوق الإنسان المسئولية كاملة على رئيس الدولة وأجهزة السلطة التنفيذية لانشغالهم عن تحقيق العدالة وعدم توقيف ميليشيات الإخوان التى تعتدى على المعارضين سواء فى محيط قصر الاتحادية أو فى أماكن التظاهر الأخرى فى المحافظات. وأكد فوزى شروع جماعة الإخوان المسلمين فى تصفية المعارضة عن طريق تهديدهم بالقتل والخطف وتعذيب بعضهم بالفعل، والدليل على ذلك القبض على بعض من أعضاء الحرية والعدالة وهم بحوزتهم أسلحة وذخيرة حية فى محيط قصر الاتحادية. وأسقط الناشط الحقوقى بالمسئولية الأخلاقية على جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية لعدم تنديدهم بأحداث العنف التى جرت ممن ينتمون للتيار الإسلامى حول المحكمة الدستورية العليا ومنعهم من تأدية عملهم وكذلك الحصار المستمر حول مدينة الإنتاج الإعلامى الذى يستهدف الإعلاميين ويمنعهم أيضا عن تأدية عملهم فى مناخ آمن. وشدد على أهمية لجوء كل من تعرض لحملة تهديد سواء بالخطف أو بالقتل إلى النيابة والنائب العام وهذا يكون الفرق بينهم وبين الميليشيات المسلحة المنتشرة فى شوارع القاهرة وتتحدث باسم الدين. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية إن هناك حملة عنيفة تستهدف المعارضة عامة والإعلاميين خاصة، هدفها تصفية المعارضة إما بالضرب المباشر المبرح والذى تعرض إليه بعض من الشخصيات العامة فى محيط قصر الاتحادية أو عبر رسائل مجهولة المصدر بتهديد بالقتل والسحل والخطف كما تعرض إليه العديد من الشخصيات العامة والإعلاميين. وأكد أن من يتحمل مسئولية هذه الحملة هو الرئيس وحده لأنه المتسبب فى هذا اللغط الجارى، وتركه «لعشيرته» لتقطيع ألسنة معارضيه أمام سمعه وبصره فى محيط «الاتحادية». وأضاف أن الرئيس وحده هو من يستطيع وقف وابل التهديدات الذى طال كل من عارضه عن طريق حماية معارضيه كما يحمى «عشيرته»، مشيرا إلى استسلامه إلى مطلب المعارضة بتأجيل الاستفتاء على الدستور والدخول فى حوار جاد حول الأزمة، لأن شرعيته أصبحت على المحك والمعارضة هى من ستحميه وليس «عشيرته» كما يصور له مكتب الارشاد.