تشهد مصر خلال هذا الأسبوع أحد أهم معارض للحرف اليدوية والتراثية الذى يهدف لإحياء وترويج الحرف والمنتجات اليدوية والتراثية التى تعيش فى مصر منذ قرون وتعكس المزج بين الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية. ويشارك فى المعرض أكثر 600 صانع من مختلف محافظات الجمهورية في المعرض، بالإضافة إلى قطاع الجمعيات الأهلية. ويضم المعرض أنواع مختلفة من المنتجات اليدوية منها التطريز على الملابس والمفروشات والتلى الذى تشتهر به محافظة سوهاج والخيامية ومنتجات أخميم والسجاد اليدوى والكليم ومنتجات حجازة والإكسسوارات من النحاس والفضة والصدف والتابلوهات اليدوية وفن الباتيك والديكوباج ووحدات الإضاءة والخوص والخزف والفخار ومنتجات سيناء والعريش وأسوان. ويعتبر المعرض فرصة رائعة للتعرف على تراث مصر من جميع المحافظات ومختلف الفنون تحت سقف واحد يتميز بالجمال والتنوع والتنظيم وحسن الاستقبال. ويقيم جهاز تنمية المشروعات معرض تراثنا فى الفترة من 10 أكتوبر إلى 15 أكتوبر بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس. وخلال هذه الدورة من معرض تراثنا تمت إتاحة الفرصة لشباب الجامعات للمشاركة من خلال ترشيح بعض أعمالهم وعرضها كنوع من التشجيع والدعم . وخلال جولة فى المعرض تمت مقابلة بعض العارضين الذين يشاركون لأول مرة فى معرض تراثنا. من بين هؤلاء الفنانة وصانعة الجلود مروة سيف، وهى خريجة كلية التجارة، ولكنها تعشق الهاند ميد وبدأت تتعلم من خلال فيديوهات اليوتيوب ثم طورت نفسها بالتعليم من خلال الكورسات المتخصصة التى تتيحها مبادرة الست المصرية، واختارت مجال الجلود وتميزت عن غيرها فى إضافة فن الباتشورك فى تصنيع الحقائب النسائية من قصاقيص الجلد المتبقية لتكون فى النهاية حقيبة متقنة الصنع غاية فى الأناقة. وعن مشاركتها فى معرض تراثنا تقول مروة سيف، إنه لا يهم عرض المنتجات التى تخصها أو بيعها ولكنها ترى أن المعرض فرصة للتعرف على الأفكار المختلفة والجديدة ومتابعة غيرها من العارضات واكتشاف طرق مختلفة للتسويق والعرض . وفى مجال الديكوباج تستعرض حنان عبد اللطيف، تجربتها وتقول إن ظروف صحية أضطرتها لترك عملها فى المحاماة والبقاء فى البيت مما ترك تأثيرا سلبيا على حالتها النفسية ودفعها للبحث عن فكرة جديدة تثبت من خلالها أنها مازالت سيدة قوية خاصة فى عيون أولادها . ووجدت ضالتها من خلال ممارسة إعادة التدوير وكانت البداية تحويل زجاجات المياه الفارغة والكرتون إلى منتجات مختلفة ثم بدأت الدخول فى عالم الديكوباج ومتابعة فيديوهات اليوتيوب ثم صقل الفكرة بعدد من الكورسات للاتقان ومايميزها عن غيرها هو الدمج بين عجينة السيراميك والقماش والديكوباج فى منتج واحد . بعد عمل العديد من المنتجات وجدت حنان أنها لابد أن تتجه إلى دراسة التسويق من خلال كورسات جهاز تنمية المشروعات لتعريف الناس بمنتجاتها وكيف تخلق نوعا من التقدير لفكرة إعادة التدوير . ومن شباب الجامعات المشارك فى المعرض لفت نظرى شاب يرتدى قميصا مختلفا من تصميمه وتنفيذه وهو محمد عبد الحليم موسى، طالب فى السنة النهائية فى كلية فنون تطبيقية جامعة بنها قسم المنتجات المعدنية والحلى، حيث بدأ محمد فى صناعة الحلى من خلال دراسته فى الجامعة، كما شارك فى عدد من المعارض سابقا لكنها المرة الأولى له فى معرض تراثنا، وأغلب تصميماته من وحى الطبيعة والفن الفرعوني الذى يتميز بزهرة اللوتس ويرى محمد أن المعرض فرصة للتعرف على سوق العمل والاطلاع على أعمال باقى العارضين فى نفس المجال . والنموذج الأخير للمشاركات فى المعرض لأول مرة كانت السيدة علياء العزازى، التى تحكى عن تجربتها فى دخول عالم الهاند ميد، حيث قالت "من خلال عملي الإعلامى والسفر والتنقل بين دول العالم المختلفة ومناطق مصر تكون لديّ مخزون من الشغف بالمنتجات اليدوية التى تميز كل مكان ازوره ولم يكن فى استطاعتي الاحتفاظ بكل الأشياء الجميلة والمعروضات المختلفة التى تقابلني ولكن أثناء فترة كورونا والبقاء فى البيت وعدم السفر وجدت نفسي اقول إذا لم استطع أن احتفظ بكل المقتنيات الجميلة من كل مكان اسافر إليه يمكنني أن اعيد نشر الجمال وتسهيل وصوله إلى الآخرين". وأضافت "بدأت فى جمع القطع التى لديها طابع مصرى أصيل ومساعدة اصحاب الحرف فى مناطق الخيامية والسيدة زينب والحسين وكرداسة لعرض منتجاتهم وتنفيذ تصميمات جديدة ومختلفة مع الحفاظ على اللمسة التراثية وبدأت رحلتي فى عرض وتصميم الأزياء والمفارش بخامات مصرية، وترى أن معرض تراثنا فرصة رائعة لرؤية الجمال والمهارة فى صناعة الحرف اليدوية والالتقاء بأصحاب تلك الحرف تحت سقف واحد، وادعو جميع المصريين لعدم تفويت الفرصة فى الحضور والاستمتاع بروح البهجة".