الصدقة هي من صفات المؤمنين وجاء في تعريف الصدقة أنّها العطيّة للمحتاج والسائل، التي يُبتغى بها الثواب من الله تعالى، ويُستفاد من تعريف الصدقة أنّها عمل خيرٍ خفيٍ بين الإنسان وخالقه، حيث إنّها تقوّي صلة العبد بربّه، ولأنّ الصدقة من العبادات فلا بد من شروط لقَبولها، وفيما يأتي بيانها: الإخلاص لله تعالى: فمن تصدّق رجاء أن يرضى اللهُ عنه، وهو متحقِّق أن الله سيجزيه على ذلك، كمثل حديقة مُتعرِّضة للسُّقيا في الصيف والشتاء، ولذلك فهي تُؤتي ثمارًا مضاعفةً، كذلك صدقة المسلم إذا كان مخلصًا، قال تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. فلا تُقبل الصدقة ولا غيرُها من الأعمال إلا إذا كانت خالصةً لوجه الله تعالى. ألّا يتبعها منٌّ أو أذى: فيؤذي المتصدِّق من تصدّقَ عليه، ولا سيما إذا حصل بينهما خلاف فيذكر للناس ما أعطاه وقدمه له، فيُبطل أجر صَدقته ويحبط عمله، حيث قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}. أن تكون من الكسب الحلال: فإن كان حرامًا لا يقبل منه؛ لحرمانية تصرف الإنسان فيما لا يملكه، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ -ولَا يَقْبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ- فإِنَّ اللهَ يقْبَلُها بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِيها لِصاحبِهِ كما يُرَبِّي أحدُكم فَلُوَّهُ أوَّلَ مَا يُوْلَدُ حتَّى تَكونَ مثلَ الجبَلِ". والفلو هو صغير الحصان، ويقال له مهر، وبذلك يكون قد تمّ مقال تعريف الصدقة، وقد توضّح فيه تعريف الصدقة وفضائلها، وبعض الجوانب المتعلقة بها.