بقلم :المستشار:محمد حامد الجمل لم يتوقف »القذافي« عن إلقاء الخطابات والتهديدات الهستيرية ضد الدول العربية، التي اتهمها بإشعال »حرب صليبية« في ليبيا، كما أنه رغم ضرب قوات التحالف الغربي، لوسائل الدفاع الجوي مع القوات الليبية بالصواريخ من البحر والجو، قد استمر في إطلاق التهديدات النارية ضد الثوار الليبيين، حيث طالب قواته وميليشيات أولاده بقتل وإبادة كل الثائرين، وتطهير كل شبر في ليبيا منهم، ومقاتلتهم من شارع إلي شارع، ومن حارة إلي حارة، ومن زنقة إلي زنقة، ووصفهم بأنهم »عملاء« لدول الغرب المسيحي، التي دبرت هذا »التمرد«، لنهب البترول الليبي!! وقد استطاع الثوار تشكيل »مجلس وطني« في بنغازي، وتمكنوا من إنشاء قيادة عسكرية من اللواء وزير الداخلية بنظام القذافي الذي انضم إلي الثوار، وتمكنوا أيضاً من التواصل مع عدد من الدول الغربية، وعلي رأسها »فرنسا« التي اعترفت بالمقاومة الليبية ومجلسها الوطني، وكذلك فعلت إنجلترا، وأمريكا وإيطاليا وأكد قادة هذه الدول، أنهم لا يقبلون بجريمة استخدام القذافي القوات المسلحة لإبادة الشعب الليبي، وإفشال ثورته السلمية ولكن القذافي لم يرتدع، فقادت الدول الثلاث حملة دبلوماسية دولية لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لإصدار قرار بوقف القمع العسكري للثوار من قوات وكتائب ميليشيا القذافي وأولاده، ورغم »عدم تصويت« روسيا والصين وألمانيا.. علي قرار مجلس الأمن فإنه قد صدر بموافقة عشر دول أخري، وتضمن هذا القرار النص علي اتخاذ »كل الإجراءات اللازمة« لحماية الشعب الليبي من الهجمات المسلحة للقذافي، وبخاصة الضربات الجوية مع إنشاء »منطقة حظر جوي No fly Zone«، في الأجواء الليبية... إلخ، وقد بدأ بالفعل تنفيذ هذا الحظر منذ أكثر من أسبوعين، بواسطة الطائرات الفرنسية والإنجليزية والأمريكية!! وأيضاً بالصواريخ »هوك« من السفن الأمريكية، التي دمرت جميع وسائل الدفاع الجوي الليبي، كما دمرت الطائرات والدبابات والمصفحات في المناطق الغربية من »بنغازي« التي كان يدير القذافي غزوها لإسقاط »النظام الثوري« فيها، وذلك بينما يصرح »القذافي« وابنه »سيف الإسلام« الموعود بوراثة ليبيا بالقضاء علي الثوار في أيام!! كما هدد الابن بفضح الرئيس الفرنسي »ساركوزي« ومطالبته بإعادة ما دفعه القذافي لإنجاحه في الانتخابات الفرنسية للرئاسة!!