أبدى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف - استعداده التام للقيام بالمصالحة في أفغانستان بعد المناشدة التي وجهها إليه وزير العدل الأفغاني حبيب الله غالي، خلال لقائهما بحضور ماجد عبد الرحمن، سفير مصر في كابول ظهر اليوم الأربعاء 21 محرم 1434ه الموافق 5 ديسمبر 2012م . وأوضح وزير العدل الأفغاني: بأن هذه المناشدة بتدخل شيخ الأزهر للمصالحة بين الفئات المتصارعة في أفغانستان جاءت لما يتمتع به الأزهر من دور ريادي على المستويين الإسلامي والعالمي طوال عهوده، وبخاصة بعد تولي فضيلة الإمام الأكبر مشيخة الأزهر الشريف، وحكمته المعهودة. وتناول اللقاء بحث سبل تدعيم أواصر العلاقات المشتركة بين مصر وأفغانستان بصفة عامَّة، وبين الأزهر الشريف والمؤسسات الثقافية والعلمية والدينية بأفغانستان بصفة خاصة. وأكد فضيلة الإمام الأكبر عمق الصلات التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ بين أفغانستان ومصر، والتي يُعتَبر الأزهر فيها حجر الزاوية من خلال احتضانه لآلاف الطلاب الأفغان الذين توافدوا للدراسة في رحابه، وعادوا إلى بلادهم للمشاركة في تنميتها ونهضتها، والذين تبوَّؤوا أرفع المناصب في أفغانستان، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية برهان الدين رباني، والعديد من الوزراء والسفراء والمحافظين. وأضاف فضيلة الإمام أنَّ الأزهر استكمالاً لدوره الريادي فإنَّه ما زال يُقدِّم الكثير من خدماته لأبناء الشعب الأفغاني من خلال معاهده الأزهرية في العاصمة كابول، وبعثته الأزهرية الكبيرة والمنتشرة في الكثير من المحافظات الأفغانية لنشر وسطية الإسلام واعتداله التي يحمل لواءها الأزهر الشريف. من جانبه، أشار الوزير إلى أنَّ أفغانستان تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية المتنوعة ومن أهمها المعادن النفيسة، حيث يوجد على ترابها أكثر من 300 معدن بكميات ضخمة؛ مما جعلها مطمعًا لكثيرٍ من القوى الأجنبية، والتي تتذرع بحجج واهية لنهب ثرواتها، والشعب الأفغاني الذي عانى من ويلات الحروب مع العديد من القوى الكبرى وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي، ثم الغزو الأمريكي لأفغانستان، والذي تم على أرضه استخدام كافة أنواع الأسلحة لتجربتها فيه- يعرف ما وراء تلك الحملات التي تُشَنُّ عليه من آنٍ لآخَر.