إحتجبت الكلمات ، صمتت عن أى حوار ، فطفت على السطح لغة أخرى أكثر تعبيرا ، غابت الجريدة فكأن الملح على جرح ، كالعيد بلا فرح ، لكن السيف إن يقطع لابد من بوح ، السفينة من غير شراع ، المطر اليوم لهبا وشواظا لاتشفق من مزق طيور الحلم وعزف أناشيد الضياع يامصر على سنا شمس القدر ؟ من حطم كل مايسر القلوب العطشى للحرية والكرامة ؟ من يسعى لنشر عناقيد الظلام وإعادتنا للخلف ؟ من يخرس صوت الرجاء ويزرع فى الربوع الشقاء ؟ سيظل فينا الكبرياء ، لن تنطفئ جذوة الثورة ، كنا ومازلنا نحلم بالوفاق بعدما شتت جمعنا نظام أفقرنا ، نهب قوتنا ثلاثة عقود ، لكننا روعنا وصدمنا بعدما آذن الصبح بالفراق ورجعنا والخطوات تلتهم الطريق بلا اتفاق ، الجمر فى ضلوع المصريين بين عشية وضحاها صاروا فريقين ، ليسيل الدمع من المآقى القلوب المكلومة ، الكل ضد الكل من أجل ماذا نحترق ؟ أين احترام القانون والدستور ، والمحكمة الدستورية محاصرة مشوهة بعدما تحول محيطها لسوق عكاظ وأصبحت مرتعا لكل من حفظ كلمتين يرددهما دون وعى ودون فهم لمجرد أن يثبت وجوده وكأن تلك هى الديمقراطية التى أتت بدماء الشهداء فى التحرير ، أما الأطعمة وأكواب الشاى فتصل بانتظام ولامانع من توسد محيط هذا الصرح العملاق وكل فرد يحمل علما لكن ليس شرطا أن يكون العلم المصرى ، من تجرأ على القضاة الأجلاء فمنعهم من آداء واجبهم ؟ لماذا لم يعط الرئيس أوامره بإخلاء المكان من المتظاهرين والإنصراف إلى حيث أتوا ، لماذا التطاول على الرموز والبتشهير بالإعلاميين والصحفيين ؟ لماذا تصادر الحريات التى فقد الشباب من أجلها الأرواح ونور العيون ؟ ومازال المصريون يدفعون أثمانا باهظة بعدما تردت أحوالهم المعيشية أكثر من ذى قبل ، وتوقفت حركة البيع والشراء ، وتراجع الإحتياطى النقدى ، خاب الأمل فى الدستور الجديد بعدما سلبنا حرية الرأى والتعبير ، وزادت مخاوف الأقباط ، لكن الشعب واع لم يعد يفيد معه أى خداع وتضليل ، الشعب لن يرضى ويسلم بالمقسوم كما كان ، لم يعد يرغب بالسير جنب الحيط ليصبح فقط رقما فى التعداد ، باتت للشعب اليد الطولى فى تغيير المسار وتحويل الدفة نحو تحقيق العدالة لم يعد نفعا سيطرة فئة على كل الجموع ، الشعب أمامه الكثير فالمشوار ليس سهلا سيتحدى رغم العثرات والعواصف ، المصرى لايعرف له اليأس طريقا ، والدليل توحد كافة القوى الوطنية على كلمة سواء لا للإستبداد ، لا للطغيان من جديد