باب التوبة مفتوح في كل يوم، ودليل ذلك الحديث المروي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا"،[19] بل إنّ الله -تعالى- يفرح بتوبة عبده، ودليل ذلك الحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أَحَدِكُمْ إِذَا اسْتَيْقَظَ علَى بَعِيرِهِ، قدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فلاةٍ"،[20]. لكن هنالك وقتان لا يقبل الله -تعالى- من الناس توبتهم فيها، الوقت الأول: عند حضور الموت، فقد قال سبحانه: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}،[21]. والوقت الثاني: عند طلوع الشمس من المغرب، ودليل ذلك الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عليه"،[22] فعلى المسلم أن يبادر بالتوبة قبل فوات الأوان.