قفز عجز ميزان التجارة الخارجية التركي إلى 32.9 مليار دولار أمريكي، وذلك خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري، مدفوعا بهبوط حاد في الصادرات. وجاء في مسح استنادا إلى بيانات وزارة التجارة التركية صدرت، اليوم الأربعاء، أن العجز التجاري صعد بنسبة 69.5% خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري، مقارنة مع 19.4 مليار دولار في الفترة المقابلة من 2019. وتضاعفت مصاعب تركيا المرتبطة بالنقد الأجنبي الشحيح محليا، مع تراجع قيمة الصادرات التي تعد أحد مصادر الدخل الرئيسية للدولار في السوق المحلية، في وقت تسجل فيه البنوك والأسواق المحلية تذبذبا في وفرة العملة الأمريكية. كما تضررت التجارة الخارجية التركية بشدة خلال العام الجاري، بعد تراجع تنافسية الصادرات التركية، نتيجة زيادة تكلفة الإنتاج وبالتالي زيادة الأسعار على المستهلك النهائي، إلى جانب تراجع الطلب العالمي بسبب جائحة كورونا. ووفق المسح، تراجعت قيمة الصادرات التركية إلى الخارج خلال الفترة المذكورة 8% إلى 102.5 مليار دولار أمريكي، نزولا من 111.36 مليار دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي 2019. في المقابل، بلغت قيمة الواردات 135 مليار دولار بتراجع نسبته 1% على أساس سنوي، مقارنة مع 136.5 مليار دولار في الفترة المقابلة من 2019. ويعني ارتفاع عجز الميزان التجاري التركي، أن أنقرة واجهت مزيدا من الصعوبات في توفير النقد الأجنبي، بل استنزاف الاحتياطي، بهدف توفير قيمة الواردات، بعد فشل الصادرات في التفوق من حيث القيمة على الواردات. وتعتمد تركيا في توفير النقد الأجنبي على الصادرات والسياحة المتوقفة منذ منتصف مارس الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا. وأظهرت بيانات وزارة التجارة، اليوم الأربعاء، أن العجز التجاري لتركيا زاد 169.7% على أساس سنوي في أغسطس الماضي إلى 6.312 مليار دولار وفقا لنظام التجارة العام. وأظهرت بيانات الوزارة أن الواردات زادت 20.64 % إلى 18.78 مليار دولار بينما تراجعت الصادرات 5.74 % إلى 12.46 مليار في أغسطس وارتفعت واردات الذهب 394 % في أغسطس حين ارتفعت الأسعار لتسجل أعلى واردات شهرية منذ عام 1989.