شهدت منطقة الطالبية في 24 أبريل عام 2019 الماضي، جريمة قتل بشعة كانت ضحيتها فتاة بعدما تم شطر جسدها نصفين، وإلقاء جزءها السفلى بشارع عمر بن الخطاب الطالبية، وأشلاء من الجزء العلوي للجثة أسفل محور الضبعة بطريق القاهرةالإسكندرية الصحراوى. وكشفت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل الجريمة بعد 485 يوم من ارتكابها حيث أكدت أنها تلقت إخطارًا في 24 أبريل عام 2019 بالعثور على جزء سُفليٍّ من جثمان أنثى ملقى بشارع عمر بن الخطاب بالطالبية، ثم العثور على أشلاء أخرى أسفل (محور الضبعة) بطريق القاهرةالإسكندرية الصحراوى، فانتقلت وناظرت الأشلاء فى المنطقتين، وانتدبت خبراء "مصلحة الطب الشرعى" لمضاهاة البصمة الوراثية بينها، فأثبت تقرير المصلحة أنها جميعًا لجثمان أنثى واحدة بِكر. ولم تتمكن تحريات الشرطة وقتئذٍ من التوصل إلى ملابسات الواقعة أو تحديد هوية المجني عليها، وحفظت النيابة العامة الدعوى بأمر أَن لَا وجْهَ لإقامتها؛ لعدم معرفة الفاعل، مع تكليف الشرطة بموالاة البحث والتحري لتحديده. واستأنفت النيابة العامة تحقيقاتها عند ظهور أدلة جديدة في القضية بعدما تمكنت تحريات الشرطة في الثالث والعشرين من شهر أغسطس الجاري من تحديد هوية المجني عليها المتوفاة، وأكدت أن والدها هو مَن قتلها لخلافات بينهما اعتاد خلالها التعدي عليها سبًّا وضربًا، وذلك بعد أن أبلغت سيدةٌ عن عثورها على شقيق المجني عليها خلال شروعه في العمل بائعًا متجولًا بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، والذي أعلمها -بعدما اطمئن إليها- أن والده قتل شقيقته. كما تبين أن المجني عليها بعدما انفصل والداها -منذ سنوات- أقامت مع والدتها حتى تزوجت الأخيرة بآخر، فانتقلت للإقامة مع والدها وشقيقيها، ونشبت خلافات بينها وبين زوجة والدها، فأخذت المجني عليها مبلغًا نقديًّا كبيرًا من مسكن والدها سلمته إلى شقيقها في كيس وأوهمته أنه يحوي قمامة فألقاه، وقد كان قصدها من ذلك الانتقام من سوء معاملتها، فعلم والدها بذلك فقتلها، ثم ادعى لشقيقيها إيداعَها «مستشفى الأمراض العقلية» لإصابتها بآفة عقلية، ولكنَّ أحد الصبيَّيْنِ لم يطمئن لهذا الادعاء ففرَّ هاربًا من والده حتى لاقته سيدة اطمأن إليها وأبلغها بالواقعة، فأبلغا الشرطة التي أجرت تحرياتها وكشفت ملابسات الحادث. وأمرت النيابة بضبط المتهم وزوجته، فضُبط الأول وأقرَّ في التحقيقات بارتكابه واقعة قتل ابنته على إثر خلاف بينهما لإلقاء نجلته مبلغًا كبيرًا في القمامة، وأنه ألقى بأشلاء جثمانها في أماكن متفرقة في محاولة لإخفاء جريمته، ثم حاول التودد إلى ابنيه حتى لا يفضحا أمره، ولكن أحدهما فرَّ منه، وفُضح أمره من بعد. وقد حاكى المتهم كيفية ارتكابه الجريمة خلال معاينة تصويرية أجرتها «النيابة العامة» بمسرح الحادث، وكذا تطابقت أقوال الابن الأخير للمتهم مع أقوال شقيقه بشأن الواقعة.