يبدو أن حالة التذبذب التي يشهدها سوق الذهب حاليًا ترتبط بالكثير من العوامل، ولاشك أن جائحة كورونا كان لها تأثيرها الخاص على أسعار الذهب، خاصة أنها أثرت على حركة الاقتصاد العالمي وبات التفكير في الاستثمار في الذهب يتخذ مسارًا آخر، بعدما اعتبره الكثيرون الملاذ الآمن من مفاجأت الاستثمارات التي تتأثر بالمتغيرات الحياتية والسياسية. وقال الخبير الاقتصادي علي الإدريسي في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، إن الذهب يبقى مصدر آمن للاستثمار في عز الأزمات والأوبئة، موضحًا أن هناك ارتباط وثيق بين ارتفاع وهبوط أسعار الذهب بإيجاد علاج لكورونا، وهو ما أثبتته الأشهر القليلة الماضية، ففور الإعلان عن إيجاد علاج لكورونا ينصرف المستثمرون عن الذهب ويتجهون إلى الاستمثار في المجال العلاجي، والعكس صحيح يعود الاستثمار إلى الذهب مجددًا في الفترات التي لم يصدر فيها أية معلومات بشأن إيجاد علاج ل "كوفيد 19". وأضاف الإدريسي، أن الذهب له سعر عالمي وبورصة عالمية، ويعتبر السوق المصري سوق محلي يتبع السوق العالمي، وبالتالي لا يمكن ان يكون بعيدًا عن التأثرات العالمية، وذلك ينعكس على المستثمرين والأفراد، لافتًا إلى أن الأُسر المصرية بدأت التعقل في طلبات الزواج المبالغ فيها فيما يتعلق ب "الشبكة" خاصة أن ارتفاع الأسعار بات كبيرًا جدًا بعدما وصل سعر جرام الذهب ل 1000 جنيه. وفي سياق متصل قال الخبير الاقتصادي أحمد علي، إن الاستثمار في الذهب يعتبر من أنوع المحافظ الاستمثارية لفئات معينة فقط، خاصة أن من يريد الاستثمار في الذهب لابد أن يبدأ بمبلغ كبير لا يقل عن مليون جنيه على سبيل المثال، كما أنه يجب أن يتحلى بقدر عالي من الصبر خاصة أن أرباح الذهب تأتي بعد فترة؛ وذلك بسبب ارتباطه بأسعار الشراء والبيع العالمية، بالإضافة إلى امتلاكه استثمارات ومدخرات مالية كبيرة في مجالات أخرى، لتجنب الخسائرالكبيرة المفاجئة التي تحدث في سوق الذهب والتمكن من تعويضها سريعًا. وأكد علي، أن ارتفاع أسعار الذهب جاءت بسبب حركة الاقتصاد العالمي في أعقاب كورونا، وتخوف الناس من الاتجاه إلى أي استثمار آخر قد يتأثر بالجائحة، وبالتالي كان الذهب ملاذهم لحماية مدخراتهم التي تضمن لهم أقل هامش من الربح، الأمر الذي أدى إلى الإقبال على الذهب في العالم كله ومن ثم فارتافع سعره أمر طبيعي. ونصح الخبير الاقتصادي، المواطن العادي بعدم وضع جميع مدخراته في الذهب، وعليه أن يدخر أمواله في أكثر من محفظة استثمارية مثل العقارات أو الشهادات البنكية، مضيفًا أن الوضع الحالي يستوجب تعديل بعض العادات الخاصة بالزواج والشبكة، خاصة أن الذهب سيكون عائقًا ل 99% من الشباب، ويعتقد أن الفترةا لقادمة ستشهد توجه نحو تخفيف أعباء الزواج على الشباب وذلك لعدة أسباب من أبرزها ارتفاع نسبة العنوسة والركود الاقتصادي الذي يشهده العالم كله.