رأت صحيفة "جادريان" البريطانية أن الرئيس المصري "محمد مرسي" يسعى إلى نزع فتيل الأزمة وتهدئة ردود الفعل العنيفة التي اندلعت على أعقاب القرارات التي أصدرها الأسبوع الماضي، والتي منحته صلاحيات واسعة، من خلال الدعوة إلى حوار مثمر وفعال مع المعارضيين السياسيين، مشددًا في الوقت ذاته على الطابع "المؤقت" لهذا المرسوم الرئاسي. وأوضحت الصحيفة أن محاولة الرئيس "مرسي" لنزع فتيل الأزمة المصرية وتبديد الخلاف أتى على خلفية الخطة التي رسمها كل من المؤيدين والمعارضين لقرارات الرئيس بالمزيد من المظاهرات يوم الثلاثاء القادم، والتي يخشى الكثيرون أن تؤدي استمرار أعمال العنف الذي أسفر عن أكثر من 500 مصاب في الإحتجاجات التي بدأت يوم الجمعة الماضي. وذكرت الصحيفة أن الرئيس "مرسي" أصدر بيانا بعد لقائه مع مجموعة من المستشاريين أمس الأحد، اعلن من خلاله التزامه الثابت بإشراك جميع القوى السياسية في الحوار الديمقراطي الشامل، من أجل التوصل إلى أرضية وأهداف مشتركة. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس "مرسي" أوضح عدم نيته في تركيز القوى واستقطاب الفئات أو الأحزاب من خلال تأكيده على الطابع المؤقت لهذا المرسوم، بل على العكس من ذلك فإنه يسعى إلى برلمان منتخب بشكل ديمقراطي، مضيفة إلى أن الرئيس على مقربة من إصدار إضافة لهذا المرسوم للحد من الصلاحيات الموسعة اتي فرضها لنفسه. وأضافت الصحيفة أنه على خلفية بند التحصينات التي فرضها الرئيس على قراراته ومرسوماته، انطلقت التظاهرات ليشعلوا النيران في مكاتب جماعة الإخوان المسلمين ومقار حزب الحرية والعدالة التي ينتمي إليها الرئيس في بورسعيد والإسكندرية والمحلة، وفي القاهرة أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وبنوا جدارًا عازلًا على الطريق الرئيسي المؤدي إلى التحرير لإبقاء الحشود بعيدًا. وأشارت الصحيفة إلى أن القوى السياسية العلمانية رفضت لقاء حزب الحرية والعدالة والدخول في حوار حتى يلغى الرئيس "مرسي" هذا المرسوم. وقالت الصحيفه أنه على خلفية الجمود في الأفكار من جانب الرئيس والمعارضة، دعت أحزاب المعارضة والحركات السياسية لمظاهرات حاشدة في ميدان التحرير غدًا الثلاثاء، في حين قرر الإخوان النزول في حشود مؤيدة مع تغيير منطقة التظاهر من منطقة عابدين القريبة من التحرير إلى جامعة القاهرة لتجنب الإشتباكات.