بينما تتدافع الدول والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم لتطوير لقاح آمن وفعال ضد فيروس كورونا، زعمت روسيا الثلاثاء أن لديها بالفعل لقاحًا. قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر التلفزيون الحكومي خلال مؤتمر صحفي خارج مقر إقامته: "تم تسجيل لقاح ضد فيروس كورونا لأول مرة في العالم صباح اليوم، أعلم أنها تعمل بشكل فعال، وتشكل مناعة مستقرة". يقال إنه واثق جدًا من فعالية اللقاح؛ لدرجة أنه قد لقح بالفعل أحد أطفاله به، وتابع بوتين: "اختبرت إحدى بناتي اللقاح، كل ما تعرضت له هو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وهي تشعر بأنها على ما يرام". ومع ذلك، فإن السرعة الفائقة التي تم بها تطوير الصيغة، ناهيك عن المخاطر الهائلة في متناول اليد، جعلت العديد من الباحثين الطبيين يتساءلون عما إذا كانت روسيا قد قطعت أي زوايا في جهودها لتكون أول دولة لديها لقاح قابل للتطبيق. تم تطوير الصيغة، التي أطلق عليها اسم Sputnik-V تكريما لأول قمر صناعي يصل إلى الفضاء في عام 1957، بواسطة معهد Gamaleya في موسكو، ومع ذلك، لم يُصدر المعهد أي بيانات تطويرية أو علمية تتعلق بإنشاء اللقاح، ولم يخضع لمراجعة الأقران، لذلك كل ما علينا المضي قدمًا هو ما أعلنه الروس علنًا. أوضح جارباس باربوسا، مساعد مدير الفرع الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أنه بدون هذه البيانات، لا يمكن لمنظمة الصحة العالمية تقييم سلامة اللقاح أو فعاليته. أشار مسؤولو الصحة الروس بالفعل إلى أن العاملين في المجال الطبي والمعلمين وغيرهم من مجموعات الخطوط الأمامية سيكونون من بين أول من يتلقون العلاج عند زيادة الإنتاج في سبتمبر. يخطط بوتين لجعل الجرعات جاهزة لعامة الناس في يناير لكنهم لن يكونوا الوحيدين الذين يتلقونها، وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي RDIF، لشبكة CNN الثلاثاء: "لقد رأينا اهتمامًا كبيرًا باللقاح الروسي، وتلقينا طلبات أولية لأكثر من مليار جرعة من اللقاح من 20 دولة"، ويقال إن عددًا من الشركات الأمريكية مهتمة أيضًا. بينما قال بوتين إن الصيغة مسجلة؛ فإن هذا يعني حقًا أنها مرت بعملية بيروقراطية داخل وزارة الصحة الروسية، مثل الحصول على موافقة الجهات التنظيمية، ما لم يكمله هو المرحلة الثالثة من التجربة السريرية، وهي خطوة حاسمة في تحديد سلامة الدواء لعامة الناس. تسمح تجارب المرحلة 3 لمطوري الأدوية باختبار سلامة الصيغة وفعاليتها، وتحديد الآثار الجانبية المحتملة أو التفاعلات مع الأدوية الشائعة الأخرى ومقارنتها بالعلاجات الحالية، وعادة ما يتطلب إكمالها شهورًا، وتشمل آلافًا إلى عشرات الآلاف من الأشخاص، وعادةً ما تأتي قبل تسجيل الدواء. بدلاً من انتظار نتائج عشرات الآلاف من حالات الدراسة، يبدو أن الروس ربما شاركوا في شكل من أشكال تجربة التحدي البشري المكثفة، بدءًا من أعضاء فريق البحث أنفسهم، ثم التوسع إلى أعضاء الخدمة العسكرية وفي النهاية الشخصيات المهمة مجموعة كانت ابنة بوتين جزءًا منها. وفقًا للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، تضمنت المرحلة 1 و 2 من تجارب Sputnik-V ما مجموعه 76 شخصًا، من بين ال 38 الذين تم إعطاؤهم إما جرعة واحدة أو جرعتين من اللقاح الفعلي، أنتج جميعهم أجسامًا مضادة، وبحسب ما ورد كانت آثار اللقاح خفيفة مع ارتفاع درجات الحرارة والصداع كان أكثر الأعراض المبلغ عنها. كما أثارت منهجية روسيا قلق منظمة الصحة العالمية، التي طلبت من الاتحاد الروسي الالتزام بالمعايير واللوائح الدولية المتعلقة بتطوير اللقاحات. قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية: "من الأهمية بمكان أن نطبق جميع تدابير الصحة العامة التي نعلم أنها فعالة، ونحن بحاجة إلى مواصلة الاستثمار وتسريع تطوير علاجات ولقاحات آمنة وفعالة ستساعدنا في الحد من انتقال المرض في المستقبل". تابع: "نحن على اتصال وثيق بالسلطات الصحية الروسية، والمناقشات جارية فيما يتعلق بالتأهيل المسبق المحتمل للقاح"، وحتى الآن تسرد منظمة الصحة العالمية 25 لقاحًا مرشحًا في التقييم السريري. تجاوز العالم 20 مليون إصابة عالمية هذا الأسبوع، لذا إذا كان لدينا أي أمل في العودة إلى الوضع الطبيعي الذي كان عليه قبل الوباء، فسنحتاج على الأقل إلى اثنين من اللقاحات المرشحة لإثبات فعاليتها.
