الأطباء يضربون يطالبون بالدواء ولوازم العلاج في مستشفيات الفقراء, وتحسين أحوالهم وحماية المستشفيات.واستجابت الحكومة بسرعة فائقة. فبعثت بأطنان من الدواء إلي الأشقاء في غزة وأعدت العدة لاستقبال المصابين منهم بسبب القصف الإسرائيلي ليعالجوا مجانا في المستشفيات المصرية. وسارعت حكومة الإخوان المصرية تندد بالاعتداء الإسرائيلي علي غزة, بل وتسحب السفير المصري فورا من إسرائيل.بينما نفس الحكومة في نفس الوقت تضرب المتظاهرين من المصريين في شارع محمد محمود بالخرطوش والقنابل المسيلة للدموع وتقبض علي عدد منهم وتقتل أحدهم بخمس رصاصات وتوقع أكثر من 60 مصابا من الشباب الذين خرجوا في ذكري استشهاد زملائهم في العام الماضي. وحتى الآن لا يمكن حصر أي المصابين سيكون أكثر عددا في غزة بنيران إسرائيل؟ أم في القاهرة بنيران الشرطة ؟ فالتهدئة قد تقع في غزة أولاً. المصريون لا يجدون المسكن أو المأوي والحكومات المصرية المتعاقبة تعوق التنمية في سيناء كأنها تتعمد ذلك حتى لا تغصب إسرائيل.والفلسطينيون الذين يهربون من ضرب إسرائيل لغزة يهربون إلي سيناء يطلبون السلامة، وربما الإقامة فتنصب لهم الخيام. المصريون يعانون غلاء الأسعار رغم أنها مدعمة ولكنهم لا يجدونها,وإن وجدوها يشتروها بأعلى سعر لأنها تهرب عبر الأنفاق إلي غزة منذ أن استولت حماس علي الحكم ورفضت أن تدخل الانتخابات مرة ثانية, وفي مصر من حين. إلي آخر تهدم بعض الأنفاق ذرا للرماد في العيون لكن لم نسمع عن قضية واحدة تحاسب المصريين الذين يهربون السلع المدعمة إلي غزة ولا أقول محاسبة أهل غزة الذين يتقاسمون الأرباح مع المصريين فلا يصح هذا مع الأشقاء. علي كثرة ما قرأت في صحفنا من مقالات في الأيام الأخيرة لم أجد أفضل من كاريكاتير في جريدة المصري اليوم بتاريخ الأحد 18 نوفمبر لخص الموقف ببلاغة وبساطة يصور أماً من غزة تبكي لضحايا القصف الإسرائيلي وهم 24 شهيداً في 3 أيام. وبجوارها أم مصرية تبكي لموت 50 طفلا في يوم واحد بسبب الإهمال. وكاريكاتير آخر يصور أماً تصرخ لموت أطفالها في حادثة قطار أسيوط ورجل يصرخ ضد سلق الدستور وثالث يصرخ لغلق قناة دريم بينما يقف مسئول إخواني يطلب من رجل يتبعه أن يصرخ بصوت أعلي من الثلاثة حتى يغطي علي أصواتهم قائلا : غزة ..غزة ..غزة.كأن هذا يجب أن يجعلنا ننسي مشاكلنا. لكن كل ما يحدث في مصر يهون.يكفي أنها تقود الأمة العربية ففي شجاعة منقطعة النظير حرق طلاب جامعة القاهرة وطلاب جامعة عين شمس العلم الإسرائيلي. أي والله.وقام الرئيس المصري بسحب سفيرنا من إسرائيل في لطمة شديدة للعدو, مع البدء في التفاوض بيننا وبينهم للتهدئة بينهم وبين حماس ولمدة طويلة!! وتزامن هذا مع قرار مصيري استراتيجي بوقف بث قناة دريم لأنها لا تحمل ترخيصا بالبث من خارج مصر رغم أن قناة بي بي سي الإنجليزية وقناة قطر القطرية و الجزيرة تبث من خارج مصر دون تصريح!!. الجميل والرائع أن إسرائيل لم تتمكن أبدا من قهر الفلسطينيين مهما كانت قوتها غاشمة. فإن إسماعيل هنية ورفاقه لم يتعرضوا لأي أذي.ليس فقط لأنهم يختبئون بعيدا عن القنابل,فتقتل إسرائيل البسطاء والأطفال ولكن لأن إسرائيل لم تقرر بعد اغتيالهم بدليل أنها صرحت بأنها في المرة القادمة ستغتال هنية. وهنا فقط سارعت مصر تطلب التهدئة بناء علي طلب هنية. لاحظ أن مصر توسطت عشرات المرات بين منظمة حماس في غزة وبين فتح في الضفة الغربية ولم يمنع هذا أبدا أن يتبادلا التعذيب والقتل وإلقاء بعضهم البعض من أعلي المباني ورغم أن الواسطة كانت تتوج بإعلان الوصول إلي اتفاق وشيك علي التهدئة فإن ذلك لم يتحقق حتى الآن ولقد راهنت شخصياً علي ذلك طوال سنين وما زلت.ولكن هذا لا يهم الآن، فبعد أن تنجح مقاومة حماس (رغم أنها مشغولة الآن بالتهدئة) في دحر إسرائيل ستتفرغ لدحر منظمة فتح في الضفة الغربية. وعندئذ سيكون المجال مهيأ لأن تتقدم مصر لتحرير القدس لجعلها عاصمة دولة الخلافة الإسلامية بزعامة جماعة الإخوان المسلمين وعندئذ فقط لن يكن هناك أي داع لأن تشهر الجماعة نفسها رسميا أو تكشف مصادر تمويلها.