قالت لجنة الفتوى بالأزهر الشرف، إنه بعد أن هاجر إبراهيم عليه السلام من بلاد قومه، سأل ربَّه أن يهب له ولدًا صالحًا، فبشره الله تعالى بغلام حليم- وهو إسماعيل عليه السلام- وحينما كبر إسماعيل وبلغ السعي، وصار يذهب مع أبيه، يرافقهُ في شؤونهِ ويعينه على مصالحه، كان الامتحانُ والابتلاءُ. وأضافت اللجنة، عبر موقع الأزهر الرسمي، أن الخليل رأى في المنام- ورؤيا الأنبياء وحيٌ- أنه يُؤمر بذبح ولده، فلذة كبده وثمرة فؤاده، فما كان من الخليل إلا أن امتثل لأمر ربه، عارضًا ذلك على ولده؛ ليكون أطيبَ لقلبه، وأهونَ عليه، ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى﴾. فكان جواب الابن حين عرض عليه الذبح: هو الطاعة والرضى والاستسلام ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾. وتابعت: واستسلم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لأمر الله، ورَضي الغلام بالذبح، ورَضي الأب بأن يذبحه، ولما عزمَا على التَّنفيذ، وألقى الخليل ابنه على وجهه، تَلَّهُ لِلْجَبِينِ، جاء النداء ﴿أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ﴾ أي: قد فعلت ما أمرت به، ولم يبق إلا إمرارُ السكين، ثم جاء الفداء من السماء ﴿بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾، كبش من الضَّأن، جُعل مكان ذبح إسماعيل، فكان ذلك فداءً لإسماعيل، وسنةً إلى يوم القيامة.