تزامنت وقائع العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة مع الوقائع التي تنذر وتصرح بمخاطر وشرور مستطيرة تهدد وحدة التراب المصري في سيناء!، وإذا وجب التقدير من جانب المصريين في عهد ثورتهم لهذه القرارات والإجراءات التي اتخذها الرئيس محمد مرسي في مواجهة اسرائيل - وبصفته رئيس أكبر دولة عربية - بسحب السفير المصري في عاصمة الدولة العبرية، وما تطوع به السفير الاسرائيلي في القاهرة عندما سارع بمغادرة مصر ومعه ثمانية من أعضاء سفارته، وقبل أن تصل الى السفير والسفارة رسالة الاحتجاج الحادة التي وجهتها الخارجية المصرية بتوجيهات الرئيس مرسي الى سفارة الدولة العبرية!، وكانت المظاهرات الحاشدة الغاضبة التي خرجت بالآلاف من مختلف المنتمية للقوى السياسية المختلفة هادرة تهتف بالموت للعدو المعتدى على غزة وشعبها ومؤيدة لإجراءات القيادة السياسية المصرية حيال هذا العدوان، ولأنني أعلم أن الاختبارات السابقة على عدوان اسرائيل والمخاطر التي تحيق بسيناء المصرية قد أكدت أن قوى التيار الاسلامي من الاخوان المسلمين والسلفيين واحزاب التيار الاسلامي الأحدث قد أثبتت أنها تملك قوة تنظيمية هائلة على الحشد لمختلف التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التي دأبت على اثبات ذلك أمام سائر القوى السياسية التي تخاصم التيار الاسلامي في كثير من توجهاته لكنها لا تملك قدرات التيار الاسلامي التنظيمية، كل ذلك جعلني أتساءل بيني وبين نفسي عما إذا كانت هذه القدرات التنظيمية يمكن للقوى المسئولة عنها - وأكبر هذه القوى «الاخوان المسلمين» التي يحكم حزبها السياسي مصر الآن والرئيس على رأسها - أن توجه بعضا من طاقاتها وقدراتها هذه لدفع الخطر الماثل والمحدق بسيناء المصرية على أي وجه تراه القيادة المصرية مجديا في وقف نزيف دماء أبناء مصر من قوات الجيش والاجهزة الأمنية على أيدي الجماعات المتطرفة التي يذكر أنها تملك أسلحة القوات العسكرية التي يجري تهريبها إليها داخل سيناء، سواء كان هذا من ليبيا أو من اسرائيل التي لا يمكن استبعادها من معادلة تقوية الجماعات المتطرفة في سيناء!، والتي يصرح بعض ممن يقودونها بأنها طامعة في قسمة مصر بأن تكون لها سيناء إمارة مصرية خالصة! وقد لاحظت أن المظاهرات المنددة بالعدوان الاسرائيلي على غزة قد خلت من أي هتاف يندد بقسمة وفصل سيناء عنها امارة اسلامية! خاصة أنني قرأت تصريحاً للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وكيل مؤسسي حزب «مصر القوية» الاسلامي يؤكد فيه «أن كل ذرة تراب من أرض فلسطين غالية»! فكيف بتراب سيناء التي تحررت بثمن من دماء أبناء مصر وخسائرها الاقتصادية الفادحة على عهد احتلال اسرائيل لسيناء!، وقد سمعت هتافا لجمع في المظاهرات ينادي «بحرق الجامعة العربية» إذا لم تصعد الجامعة - على حد قول المتظاهرين - بشأن الهجوم على غزة!، ولقد نظمت جماعة الاخوان المسلمين وحزب «الحرية والعدالة» الحاكم بجنوب سيناء وطور سيناء العاصمة مظاهراتها للتنديد بالعدوان على غزة، وكان مما ردده المتظاهرون «مش عايزين شجب وادانة عايزين مدفع ودانة»! ولعل الذين طالبوا بمدفع ودانة وليس شجبا او ادانة أن يدركوا بأن سيناء المصرية في حاجة الى مدفع ودانة!، فهى تتعرض اليوم لخطر ساحق لا يقل خطورة عن العدوان على غزة، فهل ترى القوى الاسلامية ما يمكن لجماهيرها أن تفعله دفعا لما تتعرض له سيناء المصرية!