فور سقوط الرئيس المخلوع مبارك حليف اسرائيل وكنزها الاستراتيجي حسب وصف عضو الكنيست بنيامين بن اليعازر رئيس الاركان الاسرائيلي السابق أدركت دوائر صنع القرار الاسرائيلي ان تل أبيب ستتضرر كثيراً من ثورة 25 يناير في مصر بشكل خاص والربيع العربي بشكل عام بسبب بروز التيارات الاسلامية واحتلالها صدارة المشهد السياسي خصوصاً في مصر وخطورة ذلك علي اتفاقية السلام المصرية- الاسرائيلية مع احتمال حدوث انفلات أمني في سيناء يفتح الباب واسعاً لتنظيم القاعدة للقيام بعمليات داخل اسرائيل وتهريب أسلحة الي حماس عبر الانفاق ضاعف من خطورة القضية زيادة أعداد المتسللين الافارقة الي اسرائيل الي 155 ألفاً كما رصدت وزارة الامن الداخلي الاسرائيلي. ورغم أهمية الجدار الامني الاسرائيلي العازل مع مصر إلا أن الجدار يلقي معارضة داخل اسرائيل، حيث تري أوساط حقوقية اسرائيلية ان الجدار تزييف للواقع، فالمتسللون هم اناس هاربون من الموت ولا ينوون العيش في اسرائيل الي الابد ورغم مرور نحو عشر سنوات علي بداية التسلل فإن أياً منهم لم يعتقل علي خلفية تهديد الامن وهم لا يمارسون أي نشاط سياسي وأن «السبب الحقيقي وراء مطاردة هؤلاء تعد فكرة هو كونهم عرباً». تعد فكرة الجدران العازلة راسخة في العقلية الاسرائيلية ومستمدة من نظرية «جابوتنسكي» الاب الروحي للصهيونية عن «الحائط الحديدي» والواقع أن فكرة إنشاء سورين عازلين واحد بطول عوز الاردن والثاني غرب الضفة ترجع تحديداً الي خريطة شارون عام 1983 عندما كان وزيراً للجيش وتهدف الي ضم هذه الاراضي لاسرائيل وبدأت ملامح الجدار العازل تتبلور بعد حرب الخليج الثانية 1990 حين بدأت اسرائيل أولاً خطوات الفصل غير المباشر بين سكان الضفة واسرائيل داخل حدود 1948 بإصدار تصاريح بكل فلسطيني يريد الدخول الي الخط الاخضر للعمل أو ما شابه. وبسبب احداث سيناء الاخيرة.. اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية تقديم موعد بناء الجزء العازل علي الحدود مع مصر ومباشرة العمل فيه، ويبلغ طول جنوبا وحتي هذه الحدود 270 كيلو متر من ايلات جنوبا وحتي قطاع غزة شمالا لكن الجدار يقام في 110 كيلو مترات منها فقط، وسيتم الاكتفاء في المناطق الاخري بالعوائق الطبيعية توفيرا للنفقات، ولزيادة كفاءة الجدار الامنية تم تزويد السياج الحدودي بكاميرات المراقبة والردارات والاستشعار عن بعد، ويكلف المشروع الضخم إسرائيل 360 مليون دولار امريكي. فكرة الجدار الاسرائيلي العازل مع مصر تعيد إلي الأذهان مشروع قناة طابا- العريش التي رغم اهميتها الاقتصادية الكبيرة إلا ان اهميتها الامنية تفوق ذلك لأنها ترحل اقتحام الاسرائيليين الي سيناء في اي حرب قادمة الي القناة الجديدة، وتقلل اهمية المضايق، وبالتالي يمكن ان تحدث قناة طابا، العريش ثورة في التخطيط العسكري فمتي نبدأ في تنفيذها من اجل الامن القومي المصري.