قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الله سبحانه وتعالى بين أن الفتن والابتلاءات لا تكون إلا لتمحيص الناس ومعرفة الصادقين والكاذبين فقد قال جل وعلا: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:3]، وقال سبحانه: (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا) [الأحزاب:8]. وأوضح جمعة، عبر موقعه الرسمي، أن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى الصدق وتأمر به فعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتلا يكتب عند الله كذاباً وعليكم بالصدق فإن الصدق بر والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً» (متفق عليه). وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم» (صحيح ابن حيان). وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يطوي المؤمن على الخلال كلها غير الخيانة والكذب» (مصنف ابن أبي شيبة). وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق» (المصنف لابن أبي شيبة)، وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة» (المستدرك على الصحيحين). وتابع جمعة: "إذا تقرر ما سبق علمنا أن الصدق نجاة وقوة لأن الصادق لا يخشى من الإفصاح عما حدث بالفعل لأنه متوكل على الله والكذاب يخشى الناس ويخشى نقص شأنه أمام الناس فهو بعيد عن الله، وإنما يكذب الكذاب لاجتلاب النفع واستدفاع الضر فيرى أن الكذب أسلم وأغنم فيرخص لنفسه فيه اغتراراً بالخدع واستشفافاً للطمع وربما كان الكذب أبعد لما يؤمل وأقرب لما يخاف لأن القبيح لا يكون حسناً والشر لا يصير خيراً وليس يجني من الشوك العنب ولا من الكرم الحنظل". وقال جمعة، إننا نعيش في زمان عجيب كثرت فيه الإغراءات وإن تخلينا عن أخلاقنا الحميدة وعن الصدق فسوف نذوب في هذا العالم المتلاطم ولذلك ينبغي للمسلم أن يتذكر دائماً ما طلبه الله منه في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من التزام الصدق والنزاهة حتى يفوز بسعادة الدارين جعلنا الله من الصادقين في نياتهم وأقوالهم وأفعالهم.