أسعار الخضروات اليوم الأربعاء 29-5-2024 في قنا    ارتفاع أسعار النفط مع توقعات إبقاء كبار المنتجين على تخفيضات الإنتاج    منها تيك توك وميتا وإكس، أمريكا تطالب شركات التكنولوجيا بالإبلاغ عن المحتوى المعادي للسامية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    سينتكوم يعلن إسقاط 5 مسيرات أطلقها الحوثيون فوق البحر الأحمر    شيكابالا يطلق مبادرة للصلح بين الشيبي والشحات، واستجابة فورية من نجم الأهلي    وظائف السعودية 2024.. أمانة مكة تعلن حاجتها لعمالة في 3 تخصصات (التفاصيل والشروط)    محمد فاضل بعد حصوله على جائزة النيل: «أشعر بالفخر وشكرًا لوزارة الثقافة»    بالصور.. انطلاق أول أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29 مايو في محافظات مصر    حج 2024| هل يجوز حلق المحرِم لنفسه أو لغيره بعد انتهاء المناسك؟    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    الحوثيون أطلقوا 5 صواريخ بالستية مضادة للسفن في البحر الأحمر    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    «كان زمانه أسطورة».. نجم الزمالك السابق: لو كنت مكان رمضان صبحي ما رحلت عن الأهلي    فيديو ترويجي لشخصية إياد نصار في مسلسل مفترق طرق    شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    إسرائيل تسير على خط العزلة.. والاعتراف بدولة فلسطين يلقى قبول العالم    التعليم تطلق اليوم المراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة 2024 على مستوى الجمهورية    يرسمان التاتوه على جسديهما، فيديو مثير لسفاح التجمع مع طليقته (فيديو)    جوزيف بلاتر: أشكر القائمين على منظومة كرة القدم الإفريقية.. وسعيد لما وصلت إليه إفريقيا    حزب الله يبث لقطات من استهدافه تجهيزات تجسسية في موقع العباد الإسرائيلي    اليوم.. الحكم علي المتهم بقتل طليقته في الشارع بالفيوم    ارتفاع أسعار اللحوم في مصر بسبب السودان.. ما العلاقة؟ (فيديو)    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    كريم العمدة ل«الشاهد»: لولا كورونا لحققت مصر معدل نمو مرتفع وفائض دولاري    حسين عيسى: التصور المبدئي لإصلاح الهيئات الاقتصادية سيتم الانتهاء منه في هذا التوقيت    إلهام شاهين: "أتمنى نوثق حياتنا الفنية لأن لما نموت محدش هيلم ورانا"    هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب    شيكابالا يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك بشأن زيزو    «مستعد للتدخل».. شيكابالا يتعهد بحل أزمة الشحات والشيبي    «خبطني بشنطته».. «طالب» يعتدي على زميله بسلاح أبيض والشرطة تضبط المتهم    إصابة 6 أشخاص في حادثي سير بالمنيا    إرشادات للتعامل مع مرضى الصرع خلال تأدية مناسك الحج    نشرة التوك شو| تحريك سعر الخبز المدعم.. وشراكة مصرية عالمية لعلاج الأورام    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    كريم فؤاد: موسيمانى عاملنى بطريقة سيئة ولم يقتنع بى كلاعب.. وموقف السولية لا ينسى    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    هل طلب إمام عاشور العودة إلى الزمالك؟.. شيكابالا يكشف تفاصيل الحديث المثير    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    تراجع سعر الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيوم المكافحة ..قصص مؤلمة لختان الإناث
نشر في الوفد يوم 14 - 06 - 2020

تتعرض الفتيات في العالم إلى أنواع مختلفة من العنف، سواء الجسدي أو النفسي وتُنتهك حقوقها في مجالات متعددة، إلا أن أبشع أنواع الإعتداءات وأكثرها انتهاكاً لحقوقها وإنسانيتها هو ختان الإناث "Female genital mutilation"، وذلك لما يسببه للأنثي من تداعيات نفسية وجسدية، حيث يعتبر إحدى الظواهر القاسية والمنتشرة للأسف في الوطن العربي التي نسمع الكثيرعنها ولكن نعرف القليل عن آثارها ومدى انتشارها.
وفي هذا الصدد، واحتفالاً ب اليوم الوطني للقضاء على جريمة ختان الإناث؛ قررت وزيرة التضامن الاجتماعي "نيفين القباج" تخصيص شهر يونيو للتوعية ضد جريمة ختان الاناث من خلال برنامج " وعي" وذلك انطلاقاً من إيمان وزارة التضامن الاجتماعي بأن الحوار هو أحد الوسائل الهامة لإثارة الوعي وتصحيح الممارسات الخاطئة، وأضافت فؤاد أن البرنامج قام بعرض مشاهد من كلمات الرائدات الاجتماعيات عن ختان البنات علاوة على إرسال كتيب " ختان البنات جريمة" إلى جميع الرائدات الاجتماعيات عن طريق تطبيق "الواتس أب" ، وذلك من أجل نشره وتوعية المجتمعات المحلية.
يشار إلى أن قصة اليوم الوطني لمكافحة جريمة ختان الإناث في مصر، الذي يوافق 14 يونيو من كل عام، وصدور أول قانون لتجريم ختان الإناث في مصر عام 2008، هو ذكرى وفاة الطفلة "بدور شاكر" التي كانت أحد الدوافع الأساسية وراء وجود هذا اليوم وصدور ذلك القانون، الطفلة "بدور" التي تبلغ من العمر12 عاماً من قرية مغاغة محافظة المنيا، في 2007-06-11 إثر جرعة مخدر زائدة أثناء تجهيزها للقيام بعملية الختان بعد أن كانت قد أنهت المرحلة الابتدائية، حيث كانت تحتفل "بدور" في نفس يوم وفاتها بنجاحها في الشهادة الإبتدائية، مما دفعها للذهاب لشراء الحلوي وتوزيعها علي أسرتها و أصدقائها، والتي وصفته شقيقتها آنذاك قائلة "كما لو كانت تشعر وتودعنا قبل وفاتها"، ثم توجهت في المساء إلى قدرها وبصحبتها جارتها وأختها والأم التي تركت الجميع في العيادة لشراء الأدوية، وعند عودتها اكتشفت أن ابنتها فارقت الحياة مما حول الفرحة إلي حزن غمر البيت والقرية بأكملها علي فراق "بدور"، وقد أكدت النيابة والطب الشرعي وفاة الطفلة نتيجة لخطأ بالتخدير وتم اصدار تصريح للدفن بعد 3 أيام من الحادث يوم 14-6-2007.
ثم جاءت حادثة قتل الطفلة "كريمة رحيم مسعود" البالغة من العمر13 عامًا من قرية كفر جعفر بمحافظة الغربية أثناء ختانها أيضًا في عام 2008، حيث اصطحبها والدها لعيادة طبيب، لتلقي مصرعها إثر نزيف، تم الكشف عن وفاة "كريمة"، عندما تقدم والدها بطلب للحصول على شهادة وفاة باسم ابنته، وإصرار الوالد على أن الفتاة توفيت "لأسباب طبيعية"، وتم تحويل الطبيب المتورط بعملية الختان إلى الادعاء العام المصري، فيما تم إغلاق عيادته في ريف المحافظة الغربية، كما تم تحويل والد الفتاة إلى الادعاء العام.
وكان هاتان الحادثتان، بالإضافة إلي إزدياد الدعوات التي تحث المسؤولين في القطاع الصحي المصري على حظر هذه العادة التقليدية المنتشرة بين سكان مصر، من الأسباب والدوافع الأساسية لصدور فتوى تحريم ختان الإناث من قبل دار الإفتاء المصرية، ومنع الأطباء نهائياً من إجراء ختان البنات من قبل وزارة الصحة في عام 2007، ثم صدور أول قانون لتجريم ختان البنات عام 2008 كجنحة، وجاء ذلك استجابًة لمطالب العديد من الجهات والمنظمات.
وبالرغم من ذلك لم تتعظ الأسر ولم تخف الأهالي علي بناتها، ولم تكن هاتان الطفلتان هما آخر ضحايا عمليات ختان الإناث، فعلي غرار مقتل بدور و كريمة، توفيت الطفلة "نرمين حداد" على يد طبيبة، أثناء إجراء عملية ختان في محافظة المنوفية عام 2010، وخشى أهل "نرمين" أن يشاع خبر وفاة ابنتهم حتى لا يتعرضون للمسألة، فقرروا دفنها في مدخل قريتهم ليلًا، وكادت الجريمة تختفي إلا أن خلافًا بين الطبيبة التي أجرت عملية وممرضتها كانت شاهدة عيان على الواقعة، أدى لاتصال الممرضة بنجدة الطفل وإبلاغهم بالكارثة.
تبعتها وفاة الطفلة "سهير الباتع" من مركز أجا بمحافظة الدقهلية، البالغة من العمر 13 عامًا، التي لقت مصرعها أثناء إجراء عملية ختان بإحدى العيادات الخاصة في قرية منشية الإخوة بمركز أجا، نتيجة جرعة زائدة من المخدر تم حقنه بها قبل إجراء العملية، وقضت محكمة استئناف المنصورة بحبس الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة سهير بمحافظة الدقهلية لمدة عامين.
وعلي إثر حوادث ختان الإناث، توفت "ميار" آخر ضحايا ختان الإناث بالسويس، البالغة من العمر 17 عامًا، عندما أدخلوها لإجراء عملية ختان إناث هى وشقيقتها التوأم فى إحدى المستشفيات الخاصة بالسويس, فتوفت ميار ونجت شقيقتها. وتعمل والدة الفتاة ممرضة فى إحدى المستشفيات, وأجرت العملية لابنتيها على أيدى جراحة شهيرة، ثم ألقى القبض على والدتها بعد أن تبين أنه لا يوجد شيء فى رحم الفتاة والعملية كانت ختان، وكشفت التقارير الطبية, أن سبب الوفاة هو إجراء عملية ختان, تسببت فى صدمة عصبية للطفلة أدت لهبوط حاد فى الدورة الدموية. وادعت والدتها, أنها توجهت للمستشفى لإزالة كيس دهنى موجود برحم ميار, لكنه أخلى سبيل الأم نتيجة حالتها النفسية بعد وفاة ابنتها.
ونظراً للتغييرات الكبيرة التي حدثت في قضايا ختان الإناث وصاحبت وفاة الطفلة "بدور شاكر" وأطفال أخريات بعدها ، اقترح البرنامج القومي لمناهضة ختان الإناث آنذاك هذا اليوم ليكون يوماً وطنياً للقضاء على هذه العادة العنيفة وتكون مناسبة لتوعية المجتمع بالأثار المدمرة لهذه الجريمة على صحة المرأة النفسية والجسدية وسعادة الأسرة ، ولتجديد الالتزام المجتمعي بالقضاء على هذه الجريمة.
وفي هذا الصدد تستعرض بوابة الوفد أهم وأبرز الحقائق التي يجهلها الكثيرون عن "ختان الإناث":-
1-ختان الإناث هو تقليد قديم، يتم فيه قطع
أو استئصال متعمد للأعضاء التناسلية الخارجية لدى الفتاة أو المرأة لأسباب غير طبية أو علاجية، ومع أن المصطلح المتعارف عليه هو "ختان الاناث"، إلا أن ما يحدث في الواقع هو "قطع أو تشويه الأعضاء التناسلية" وهو المصطلح الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية، وللأسف فإن هذه العملية لا تعود بأية منافع صحية على الأنثى، بل قد تعرضها لمشاكل صحية.
2-أوضحت المنظمة أنه يتم إجراء ختان الإناث في الفترة الواقعة بين سن الرضاعة وصولاً إلى عمر 15 عاماً.
3-يعرف ختان الإناث عالمياً بأنه نوع من أنواع العنف ضد الفتيات، إذ يعتبر وسيلة اضطهاد ضدها، حيث يخرق موضوع الختان حقوقها وهي طفلة والحقوق الصحية لها وحتى حقها في الحياة، كما أن كثير من الفتيات فقدن وسيفقدن حياتهن خلال هذه العملية.
4-رغم تجريم الختان في كثير من أنحاء العالم، لا تزال هذه العادة مستمرة، وتتسبب بتشويه الأعضاء التناسلية وجرحها دون وجود أي مبرر طبي، وغالبًا ما تتضمن قطع أجزاء من البظر أو الشفرين أو إزالتهما، كما قد تتسبب هذه الممارسة بأضرار جسدية أو بصدمات نفسية يبقى أثرها، بما في ذلك التهابات مزمنة، ومشاكل في الحيض وفي الخصوبة، ومضاعفات عند الحمل والولادة.
5-وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 200 مليون امرأة وفتاة قد خضعن لهذه العملية بأشكال مختلفة.
6-تنتشر هذه الممارسة على نحو واسع في مصر، بين المسلمين والمسيحيين، وتبرر غالبًا بأسباب دينية أو ثقافية، لكنها في الجوهر تهدف للسيطرة على رغبات المرأة الجنسية.
7-قدرت اليونيسف في مسح أُجري عام 2016 أن 87% من النساء والفتيات "ما بين 15-49 عامًا" قد خضعن للختان.
8-تعرضت أكثر من 140 مليون امرأة لممارسة ختان الإناث، من بينهن 101 مليون امرأة في افريقيا، وحسب التقديرات، هناك 2 مليون فتاة تتعرض للختان كل عام.
9-غالباً ما يتم ختان الفتيات بين سن الرابعة والمراهقة. ولكن يمكن أن يحدث أيضاً فيما بعد، أو بعد مجرد أيام من ولادة الفتاة. معظم حالات الختان تقوم على الشكلين الأول والثاني. وفي حال تم بالدرجة الثالثة والرابعة، يتطلب ذلك خياطة المهبل وإغلاقه مرة اخرى بعد ليلة الزفاف وعند الانجاب.
10-يمكن أن يكون لقطع الأعضاء التناسلية عواقب وآثار صحية خطيرة على حياة الفتاة وأسرتها، وأحياناً يؤدي إلى مشاكل مدى العمر بل وربما الوفاة.
11-إذا لم يتم اجراء العملية في بيئة نظيفة وباستخدام أدوات معقمة، قد تنتج التهابات جدية قد تودي بحياة الفتاة. تعاني بعض النساء من آلام مزمنة حتى بعد التئام الجرح الناجم عن الختان، هذا إضافة إلى التهابات في المسالك البولية والرحم، وتعقيدات أثناء الحيض.
12-يؤثر الختان على الحياة الزوجية والجنسية، خاصة مع شعور المرأة بآلام خلال المعاشرة الجنسية نتيجة للختان. ومن الشائع أيضاً حدوث سلس في البول، ومشاكل مثل الناسور، والأكياس "تكيسات" في المبيض والعقم.
13-خلال الإنجاب، تعاني المرأة المختونة وطفلها من مخاطر ناتجة عن ختانها. ففي الشكل الثالث والرابع من قطع وتشويه الأعضاء التناسلية، كثيراً ما يكون المهبل مشدوداً بشكل مفرط، مما يصعب على الطفل المرور منه.
14-كانت مصر قد جعلت ختان البنات ممارسة غير قانونية عام 2008، لكنها رغم ذلك بقيت ظاهرة منتشرة. وفي عام 2016 تم تجريم الختان، وأصبحت عقوبة الطبيب هي الحبس لمدة قد تصل إلى 7 سنوات إن كان مذنبًا، في حين تصل عقوبة الحبس لمن يطلب إجراء العملية إلى 3 سنوات.
15-حتى الآن لم تتم مقاضاة أي شخص بنجاح وفقًا لهذا القانون. وتقول مجموعات معنية بدعم حقوق المرأة إن القضاة ورجال الشرطة لا يأخذون مثل هذه التشريعات على محمل الجد بما فيه الكفاية.
16-تجرى عملية الختان بدون إرادة الفتاة في أغلب الأحوال، ويعتقد خبراء في قطاع الصحة في شتى أرجاء العالم أن الختان شكل من أشكال العنف ضد المرأة وانتهاك لحقوقها الإنسانية، أما في حالة الأطفال فيعتبر الختان انتهاكًا لحقوق الطفل.
17-بعض الدول مثل بريطانيا، تعتبر القيام بختان الإناث أمراً غير قانوني.
أنواع ختان الإناث أو ما يسمي ب"درجات قطع الأعضاء التناسلية"
-هناك 4 درجات لقطع أو تشويه الأعضاء التناسلية " أنواع ختان الإناث" وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
النوع الأول: استئصال البظر، وهي عملية إزالة كاملة أو جزئية للبظر الحساس والجلد المحيط به.
النوع الثاني: الاستئصال، وهي عملية استئصال كلي أو جزئي للبظر، فضلا عن استئصال الشفرين الصغيرين، أو الطي الجلدي الداخلي المحيط بالمهبل.
النوع الثالث: الختان التخييطي "وفقا لتسمية موقع منظمة الصحة العالمية" أو تشويه الأعراض التناسلية، وفيه تجرى عملية قطع وإعادة ضبط موضع الشفرين الصغيرين والكبيرين -الطيات الخارجية المحيطة بالمهبل- ويتضمن ذلك عملية تخييط، ولا تترك سوى فتحة صغيرة، ولا تتسبب هذه العملية في حدوث ألم وضيق حادين فحسب، بل تجعل الضحية عرضة للعدوى المستمرة. ولا تترك العملية، التي تضمنت إغلاق المهبل ومجرى البول، سوى فتحة صغيرة جدا يمر من خلالها دم الطمث والبول. وأحيانا تكون
الفتحة الباقية، بعد إجراء عملية التخييط، بالغة الصغر فلا يمكن معها ممارسة الجنس أو الولادة إلا بإجراء فتحة أخرى، مما يتسبب غالبا في حدوث مضاعفات صحية تضر بالأم والجنين معا.
النوع الرابع: ويشمل جميع العمليات الضارة الأخرى مثل وخز وثقب وكشط البظر أو منطقة الأعضاء التناسلية، كما تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يتم إغلاق أجزاء المهبل بالخياطة أو تضييقها باستخدام مواد كيماوية أو غيرها من الاجراءات المؤذية التي تشوه الأعضاء التناسلية الطبيعية للفتاة.
المخاطر الصحية لختان الإناث وأضراره:-
لا يوجد هناك أي سبب صحي للقيام بختان البنات، بل يسبب الضرر لصحة الإناث بأشكال متعددة، حيث يمكن أن يكون لقطع الأعضاء لختان الإناث عواقب خطيرة على حياة الفتاة وأسرتها، وأحياناً يؤدي إلى مشاكل مدى العمر بل وربما الوفاة.
وتضم المضاعفات الفورية ما يلي:
1-ألم شديد.
2-صدمة.
3-نزيف "Haemorrhage".
4-عدوى بكتيرية.
5-احتباس البول "urine retention"
6-تقرحات.
مضاعفات ختان الاناث
كما من المحتمل أن تصاب الأنثى بمضاعفات طويلة الأمد، وهي:
1-التهابات متكررة في المسالك البولية.
2-متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
3-العقم.
4-ألم خلال ممارسة الجنس وعدم الاستمتاع به.
5-مضاعفات أثناء الولادة.
6-تزيد من خطر وفاة الأطفال حديثي الولادة.
7-الحاجة أحيانًا إلى إجراء عمليات جراحية متعددة، وبالأخص في حال القيام بتضييق فتحة المهبل.
8-أثار نفسية متعددة مثل الإكتئاب.
حجة القائمين علي الختان والأسباب التي يبررون بها فعلتهم الإجرامية
-تلعب المعتقدات الشعبية دوراً في الحجج الداعية للختان، وخاصة في شمال وشرق وغرب افريقيا، حيث تذهب بعض الطقوس المحلية إلى أن الختان يحمي الفتاة ويزيد من فرصها في الزواج.
-تعد أكثر الأسباب التي يُستشهد بها في إجراء عملية الختان: القبول الاجتماعي، والدين، والمفاهيم الخاطئة عن الصحة، فضلاً عن اعتبار الختان وسيلة للحفاظ على العذرية، وتهيئة المرأة للزواج، وزيادة المتعة الجنسية للذكور.
-هناك من يرى أن الختان صحي بل وأنه من المستحسن أن تكون أعضاء الفتاة مسطحة وقاسية وجافة، حيث تعتقد المجتمعات التي تمارس الختان، رغم انتفاء الفوائد الصحية له، أن المهبل يحتاج إلى تشذيب، وأن النساء اللواتي لم يخضعن لعملية الختان لا يتمتعن بالصحة، أو غير نظيفات، أو غير جديرات بالاهتمام بهن.
-يقوم بعض المسلمين والمسيحيين بربط الختان بالدين، في حين أنه من المؤكد أن بعض هذه الأفكار والتفسيرات تنطلق من خرافات وأسس تتناقض أحياناً مع العلم والدين.
-افتراض بعض الثقافات أن الختان يزيد من خصوبة المرأة ويساعد على بقاء الطفل، في الوقت الذي يهدد فيه الختان حياة الطفل.
-من الافتراضات الأخرى أيضاً أن ختان الفتاة يحميها من الأمراض المنقولة جنسياً مثل السيلان.
-يفترض البعض أيضاً أن قطع الأعضاء التناسلية سيحمي الفتاة من الجنس قبل الزواج وأنه ربما جذاب وممتع للرجل.
حكم الشرع والدين في قضية ختان الإناث
أعلنت دار الإفتاء المصرية، إن ختان الإناث حرام شرعًا، كما أن الأطباء جزموا بضرره، وأضافت في منشور عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيسبوك"، بالتزامن مع اليوم العالمي لرفض ختان الإناث: "الصحيح أن ختان الإناث من قبيل العادات وليس من قبيل الشعائر، فالذي هو من قبيل الشعائر إنما هو ختان الذكور باتفاق؛ إذ قال الإمام ابن الحاج في "المدخل" (3/ 310): [واختُلف في حَقِّهنَّ: هل يخفضن مطلقًا، أو يُفرق بين أهل المشرق وأهل المغرب] اه، وانظر: "فتح الباري" للحافظ ابن حجر (10/ 340).
ويقول الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" (1/ 191): [ومع كون الحديث لا يصلح للاحتجاج به فهو لا حُجَّةَ فيه على المطلوب] اه.
وأضافت، أن كثير من الناس قد أحالوا الأمر إلى الأطباء، ولقد جزم الأطباء بضررها، فأصبح من اللازم القولُ بتحريمها، وعلى الذين يعاندون في هذا أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وأن يعلموا أن الفتوى تتصل بحقيقة الواقع، وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضارُّ كثيرة: جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القولَ بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرقٍ للكلمة واختلافٍ لا مبرر له، وإن المطَّلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القولُ بالتحريم.
أمثلة أخري حديثة لضحايا عمليات ختان الإناث
1-أحال النائب العام في مصر والد 3 فتيات لم يتجاوز عمرهن 18 عامًا، وطبيبًا إلى محاكمة جنائية عاجلة بعد أن خدع الأب بناته وأخضعهن لعملية ختان تحت تأثير المخدر، وكان الطبيب قد ذهب إلى منزل الفتيات بعد أن قال لهن والدهن بأنه سيقوم بتطعيمهن ضدَّ فيروس كورونا، لكنهن ُحقنّ بمخدر أفقدهن الوعي، وعندما أفقن فوجئن بأن أرجلهن مقيدة، وشعرن بآلام في أعضائهن التناسلية، فأخبرن والدتهن المطلقة التي أبلغت السلطات المختصة بالواقعة.
2-الطفلة "ندى عبد المقصود"، التي قد توفيت في شهر يناير بعد أن نزفت حتى الموت جراء إجبارها على الخضوع لعملية الختان، وأحيل والداها والطبيب الذي أجرى العملية إلى المحكمة الجنائية.
3-روت واحدة من النساء رفضت الإفصاح عن اسمها، والتي تعمل الآن مجال مناهضة ختان الإناث، تجربتها مع عملية ختان الإناث وهي طفلة قائلة: "خضعت لعملية ختان عندما كان عمري 11 عامًا، حيث قالت لي جدتي إن الختان ضروري لكل فتاة، لأنها تجعلنا طاهرات، لم يخبرني أحد بأن العملية ستؤدي إلى حدوث اضطراب الدورة الشهرية ، فضلاً عن تعرضي لمشكلات صحية في المثانة مدى الحياة، والتهابات متكررة، وعندما يحين الوقت، لن أكون قادرة على الولادة بطريقة طبيعية، بل سأخضع لعملية ولادة قيصرية".
احصائيات عمليات ختان الإناث علي مستوي العالم
1-تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن ختان الإناث يتركز في 30 دولة في أفريقيا وفي الشرق الأوسط، كما يمُارَس في بعض دول في آسيا وأمريكا اللاتينية وبعض المهاجرين الذين يعيشون في غرب أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيلندا.
2-يقول تقرير لليونيسيف، شمل 29 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط، إن الختان لا يزال يُمارس على نطاق واسع في تلك الدول، على الرغم من أن 24 من هذه الدول لديها قوانين أو شكل من أشكال القرارات التي تحظر عملية الختان.
3-في دول مثل بريطانيا، حيث يكون الختان غير قانوني، تكثر ممارسته مع الأطفال، وفقا لتشارلوت براودمان، خبيرة ومحامية، والتي تضيف أن العملية "يستحيل رصدها" طالما أن الفتيات غير مقيدات في مدارس أو صغيرات في السن لدرجة يصعب معها الإبلاغ عما تعرضن له.
4-في عام 2019، كانت أول شخصية في بريطانيا تدان بممارسة الختان هي أم من أصول أوغندية، بعد أن أجرت عملية ختان لابنتها البالغة من العمر 3 سنوات.
يخلُص هذا التقرير إلي أن عملية ختان الإناث قد تتم كجزء من العادات والتقاليد المجتمعية أو الدينية التابعة لمجتمعات معينة، فيعتبرها البعض وسيلة لتربية الإناث وتحضيرهن للزواج، ويعتبرها البعض الاخر وسيلة للحفاظ على النظافة الشخصية، وبالرغم من الخطر الكبير على صحة الأنثى إثر هذه العملية، إلا أنها ظاهرة منتشرة ولا تزال العديد من المجتمعات تقوم بها، كنوع من التقاليد والعادات الموروثة عبر الأجيال.
كما ومن الملاحظ أن ختان الإناث يرتبط ارتباطًا سلبيًا مع المستوى التعليمي الخاص بكل من الأب والأم، فبالتالي من المهم القيام بخطوات توعوية جذرية حول الموضوع، للحد والقضاء على ظاهرة ختان الإناث لما لها من تداعيات خطيرة نفسية وجسدية على صحة الإناث، وانتهاك لحقوقهن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.